“سادة البحار”.. التفاصيل الكاملة لقاعدة 3 يوليو بمصر
افتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، قاعدة “3 يوليو” البحرية في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح المطلة على البحر المتوسط.
وأضاف راضي أن القاعدة تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية وتأمين خطوط النقل
حرية والمحافظة على الـمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية و الغواصات والمجهود الجوي.
وتمثل قاعدة “3 يوليو” إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية وذلك ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية المصرية، وفق راضي.
وستكون القاعدة الجديدة بمثابة نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة أي تحديات ومخاطر قد تتواجد بالمنطقة، وكذلك مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
وسشكل قاعدة “3 يوليو” البحرية الجديدة، قوة ردع إضافية جديدة لمصر، خاصة مع تزويدها بأحدث التقنيات العالمية وامتدادها على مساحات شاسعة.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وقّع في وقت سابق، السبت، وثيقة إنشاء قاعدة “3 يوليو” البحرية الجديدة في محافظة مطروح الساحلية شمال غربي مصر.
وتفقد الوحدات الموجودة فيها، وقامت المدافع بإطلاق 21 طلقة بالتزامن مع رفع العلم المصرى فوق القاعدة البحرية الجديدة، إيذانا بافتتاحها.
وأُقيمت القاعدة على مساحة شاسعة، وبأحدث التقنيات العالمية في مجال القواعد البحرية المصرية، لتُشكل قوة ردع إضافية جديدة، في إطار جهود الدولة المصرية لتحديث وتطوير القوات المسلحة ومجابهة التهديدات والتحديات المُحتملة في المنطقة.
سادة البحار
وفي فيلم توضيحي للقوات المسلحة عن القاعدة، أُطلق لقب “سادةُ البحار“، على رجال “قاعدة 3 يوليو البحرية”، نظراً لإمكانياتها المُتقدمة، وجاهزيتها، والتي أقيمت على ساحل البحر المتوسط على مساحة إجمالية تزيد على 10 ملايين متر مربع، ما يؤهلها لتكون أكبر قاعدة عسكرية بحرية في الشرق الأوسط.
وأُنشئت في القاعدة البحرية ميادين للتدريب مُجهزة على أعلى مستوى لرفع مستويات الكفاءة القتالية لرجال القوات المسلحة المصرية، فضلاً عن مركز للعمليات مزود بأحدث الأجهزة والمنظومات على مستوى العالم.
وتتوافق تجهيزات القاعدة، وموقعها الفريد مع نسق القواعد البحرية العالمية، فضلا عن تجهيزها بأحدث نظم القتال البحرية العالمية.
الموقع الاستراتيجي
أما موقع القاعدة في نطاق محافظة مطروح على البحر المتوسط فيجعل منها نقطة الانطلاق الأكثر قرباً لمواجهة أي مخاطر محتملة من اتجاه البحر الأبيض المتوسط، كما يُحقق هذا الموقع المزيد من القدرات الإضافية للقاعدة استراتجيا وعسكريا.
واحتوت قاعدة 3 يوليو، على مركز متطور للتدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة، فضلاً عن رصيف حربي بطول 1000 متر، وعمق 14 متراً، ليكون قادراً على استقبال مختلف أنواع الوحدات البحرية.
وحرصت قيادة القوات البحرية المصرية على وجود نطاق للأرصفة التجارية، داخل قاعدة 3 يوليو، والذي من المُتوقع أن يستضيف عدد كبير من السفن في ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه مصر، بما يدعم الاقتصاد الوطني للدولة.
ونُفذت الأرصفة التجارية بطول 220 متر، وعمق 17 متراً، كما تتضمن القاعدة البحرية برجاً لمراقبة الميناء البحري المتواجد فيها على ارتفاع 29 متراً.
وتشتمل منشآت قاعدة 3 يوليو البحرية، أيضاً، على عدد من العمارات السكنية، و”ميس” للضباط و5 مبان للإعاشة لهم، وفندق كبير أسس على مساحة 6300 متر مربع، وقاعة مؤتمرات ستتسع لـ700 زائر، بالإضافة لمسرح مكشوف يسع 600 فرد.
وتحوي القاعدة، نقطة طبية مُجهزة على أحدث المستويات الممكنة، فضلاً عن مسجد أقيم على مساحة 1100 متر، فضلاً عن مُجمع للأنشطة الرياضية يضم حمام سباحة أوليمبي، وصالة “جيم”، وصالة رياضية مغطاة، وصالتي اسكواش.
وأسست القوات أيضاً حاجزين للأمواج بطول 3650 متراً أمام القاعدة البحرية، فضلاً عن بوابات بموانع قوية لحمايتها من الخارج، واحتوت أسوار القاعدة المختلفة على كاميرات مراقبة تليفزيونية.
رسالة إلى العالم
ويقول اللواء دكتور محمد الغباري، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن إعلان الدولة المصرية إنشاء قاعدة عسكرية وعرض تفاصيلها للرأي العام العالمي “رسالة ردع” قوية توجهها القاهرة للعالم، بأن مصر تمتلك القوة لمجابهة كافة الأخطار والتحديات والتهديدات التي قد تموج بالأمن القومي المصري على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للبلاد.
وأوضح الغباري في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الجيش المصري بات معروفا بأنه من أقوى الجيوش ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، لكنه يصنف بين أقوى 10 جيوش على مستوى العالم حسب تصنيف “غلوبال فاير باور” الأميركي.
وقال الخبير العسكري إن إنشاء قواعد بحرية جديدة وانضمام عشرات الوحدات البحرية للخدمة، حسبما أُعلن عن انضمام 47 قطعة بحرية جديدة للخدمة اليوم، يأتي ضمن خطة تحديث وتطوير مدروسة ومخططة لمجابهة كافة العدائيات والتحديات، مشيراً إلى أن تلك القواعد والوحدات البحرية لن تخدم الأمن القومي المصري فقط، بل العربي والإقليمي أيضاً.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن امتلاك مصر القدرة على مواجهة التهديدات والتحديات يمنعها قبل وقوعها، موضحاً أن الردع يتحقق عبر نوعان، الأول هو الردع المادي عبر استخدام القوة العسكرية بالفعل لتحقيق الهدف الذي تريده الدولة، والثاني هو ردع معنوي لمنع أي اعتداء على الدولة أو مصالحها قبل حدوثه، وهو ما نشهده اليوم بافتتاح القاعدة البحرية.
أبعاد استراتيجية
ومن الناحية الاستراتيجية، تندرج قاعدة “3 يوليو”، ضمن عملية التطوير والتحديث المستمرة التي تشهدها القوات البحرية المصرية في كافة التخصصات، وذلك لتعزيز الجاهزية القتالية العالية لرجال القوات البحرية لحماية الحدود البحرية المصرية ضد مختلف التهديدات والتحديات المحتملة.
ويعد الهدف الاستراتيجي من إنشاء القاعدة البحرية، هو إنشاء كيان عسكري، ومركز نقل جديد لمجابهة زيادة التهديدات والعدائيات على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، بما يضمن سرعة رد الفعل لتأمين الحدود الاستراتيجية الغربية للدولة، وحماية مقدراتها المتمثلة في تأمين خطوط المواصلات البحرية، وحركة النقل البحري الصديق القادم من الغرب، والمتجه إليه.
وتحقق القاعدة الجديدة المزيد من القدرات الإضافية لتأمين السواحل الشمالية، لمجابهة التحديات الأمنية على امتداد المياه الإقليمية بالبحر المتوسط.
وكالات
التعليقات مغلقة.