سوسة النخيل: “الزراعة” تهدئ من مخاوف المزارعين
الغور الشمالي- أبدى العديد من مزارعي لواء الغور الشمالي، قلقهم من انتشار سوسة النخيل، التي تصيب الأشجار وتؤدي الى إتلافها في حال عدم مكافحتها بشكل جيد، لا سيما بعد رصد حالات إصابة، في وقت أكدت مديرية زراعة اللواء، أن الإصابات محدودة ومحصورة ببعض الأشجار في بعض المزارع فقط.
وبينت المديرية، أن حالات الإصابة تم رصدها في مزارع تعود لمزارعين لا يتواصلون مع قسم الإرشاد الزراعي في المديرية ويهملون أشجارهم المصابة، تهاونا منهم بخطر الآفة التي من الممكن أن تقضي على جميع الأشجار.
وقال عدد من المزارعين، إن الحشرة أصابت بعض أشجارهم وفتكت بها دون أن يستطيعوا مكافحتها، فيما يخشى آخرون من زيادة انتشار الآفة وتزايد أضرارها، ما قد يلحق بهم خسائر مالية هم في غنى عنها في ظل الخسائر الزراعية المتتالية التى يعاني منها مزارعو اللواء جراء زراعة الخضراوات، مؤكدين أن التمور تحقق لهم أرباحا مالية كبيرة جدا وتوفر فرص عمل للعديد من أبناء اللواء وتمكنهم من توفير احتياجاتهم وتعوضهم عن خسائرهم في الزراعات الأخرى.
وأكد المزارع محمد الدلكي من منطقة الشونة الشمالية، أن الحشرة أصابت جميع أشجار النخيل لديه، وألحقت به خسائر مالية، معتقدا أن الآفة مصدرها من خارج اللواء، وقد تكون انتقلت من بعض الدول المجاورة، مطالبا الجهات المعنية بضرورة العمل على مكافحتها وإيجاد حلول جذرية وسريعة والبعد عن الطرق التقليدية في المكافحة والكشف على مزارع النخيل من خلال كوادرها وعدم الاعتماد على المزارع البسيط الذي لا يملك الخبرة في إجراءات المكافحة.
وأضاف المزارع محمد التلاوي، أنه للمرة الأولى يواجه تلك المشكلة الزراعية، مشيرا الى أن عدد الأشجار التي يمتلكها كبير، ويعتمد عليها في تأمين بعض المصاريف والالتزامات المالية المتراكمة عليه، موضحا أن المزارع وحده لا يستطيع مكافحة مثل هذه الآفة الخطيرة.
ومن جانبه، أكد رئيس قسم الإرشاد الزراعي باللواء المهندس معاوية الراديدة، أن انتشار الحشرة محصور في الأشجار المزروعة بين أشجار الحمضيات في مساحات محدودة جدا، بينما المساحات المزروعة بالكامل بأشجار النخيل غير مصابة بفضل عناية أصحابها بها، وقيامهم بتنفيذ حملات مكافحة وبشكل دوري؛ إذ إن الأشجار المصابة مهملة وغير متابعة من أصحابها سواء قبل الإصابة أو بعدها، مطالبا منهم بضرورة العمل على العناية بتلك الأشجار تخوفا من تفشي الحشرة، ما يصعب من مكافحتها، وقد تلحق بهم خسائر مالية.
وبين لـ”الغد”، أن المديرية تنفذ حملات توعية ومتابعة ميدانية لمزارع النخيل وتقدم الإرشادات اللازمة والوسائل المساعدة لمكافحة الآفة والحد من انتشارها، مشيرا إلى أن برامج وآليات المكافحة اللازمة تصل الى درجة اقتلاع الشجرة ودفنها بالتربة.
ولفت الى أن الإصابة الموجودة ناتجة عن ضعف الاهتمام من المزارعين أنفسهم، مطمئنا المزارعين أصحاب المزارع غير المصابة على مزارعهم، داعيا إياهم الى الاستمرار في متابعة أشجارهم.
وأكد أن أغلب المساحات المزروعة التي تصل الى نحو خمسة آلاف دونم غير مصابة بالحشرة وتتابع جيدا من قبل أصحابها والمديرية.
رئيسة قسم الإنتاج النباتي في مديرية زراعة لواء الأغوار الشمالية المهندسة انعام أبو رمان، قالت “إن زراعة النخيل تلقى إقبالا كبيرا من قبل المزارعين والمستثمرين بالقطاع الزراعي”، موضحة أن هنالك مشاريع ريادية ضخمة تضم من 25-30 ألف نخلة تنتج سنويا من 1500 إلى 2000 طن.
وبينت أبو رمان، في حديثها لـ”الغد”، أن سبب الإقبال على زراعة النخيل يكمن في تدني التكاليف المالية لزراعته مقارنة بزراعات أخرى مثل الموز والحمضيات، إضافة إلى أنه يستهلك كميات متدنية من المياه وذو جدوى اقتصادية، عدا عن زيادة الطلب العالمي على تمور المجهول والبرحي.
وعن المشاكل التي تواجه مزارعي النخيل والأمراض التي تصيب أشجار النخيل، قال المختص في هذا المجال سلطان أبو عمارة “إن عملية تكريب وتنظيف الأشجار بغير موعدها من أهم المشكلات؛ حيث إن الموعد المناسب لهاتين العمليتين يبدأ في آخر شهر من السنة ولغاية شهر آذار (مارس)، حينما تكون الأجواء باردة وتساعد على عدم انتشار آفة سوسة النخيل كونها تنتشر في فترة الصيف.
وأضاف “من المشاكل التي تواجه هذا القطاع المهم عدم التخلص من بقايا مخلفات أشجار النخيل والثمار داخل الحقل واتباع الطرق السليمة، بحيث يقوم المزارع بتنظيف الحقل والتخلص من بقايا أشجار النخيل بطريقة الدفن أو الحرق”.
وتابع “ظهور الجذور الهوائية لأشجار النخيل يساعد على دخول حفار الساق إلى داخل الجذور”، ناصحاً المزارعين بعملية طمر الجذور الهوائية، وذلك من خلال وضع التراب على النخلة.
وبين أنه تم، مؤخرا، توزيع مصائد الكتراب (electrap) للكشف المبكر عن سوسة النخيل، بحيث تستطيع السيطرة على آفة سوسة النخيل والحد من انتشارها.
وبلغت كميات الإنتاج السنوي للتمور الأردنية قرابة 27 ألف طن سنويا من كل الأصناف، منها 15 ألف طن من تمر المجهول الذي يشمل 14 % من الإنتاج العالمي لهذا الصنف.
وبدأ التوسع بزراعة النخيل كاستثمار اقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، وتزايدت المساحات المزروعة بشكل متسارع، وخاصة بعد العام 2000؛ حيث تبلغ المساحة المزروعة بأشجار النخيل في الأردن لسنة 2021 أكثر من 45 ألف دونم أغلبها من صنفي المجهول والبرحي.
كما تجاوز عدد النخيل المثمر في المملكة 650 ألف شجرة بمعدل نمو سنوي 8-10 % موزعة على امتداد وادي الأردن، والعقبة وغور الصافي جنوب المملكة وفي شرقها وفي منطقة الأزرق. هذا ومن المتوقع وصول المساحات الإجمالية إلى قرابة خمسة آلاف هكتار حتى العام 2030 بإنتاج يصل إلى 50 ألف طن وبقيمة مقدرة بـ150 مليون دولار.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.