سوق “الحرامية” في إربد.. إقبال كبير بعد عامين من الإغلاق
– بعد توقف دام أكثر من عامين، بسبب جائحة “كورونا”، عاد سوق الجمعة أو ما يعرف بسوق “الحرامية” للعمل مجددا، وسط إقبال كبير من مرتاديه من شتى محافظات المملكة لشراء احتياجاتهم بأسعار تعتبر أرخص من الأسواق المحلية.
هذا الإقبال الكبير مدفوع بعودة نشاط السوق بعد الانقطاع، ومن جهة اخرى بسبب ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، فيما يوفر سوق الجمعة جميع البضائع سواء المستعملة او الجديدة بأسعار تكون اقل من الأسواق المحلية بنسبة 30 %.
وحسب أصحاب بسطات وبائعين متجولين في السوق فإن جائحة كورونا سببت لهم خسائر فادحة نتيجة اقدام الجهات المعنية على إغلاق السوق بشكل كامل منذ الإعلان عن جائحة كورونا، مشيرين إلى أن السوق يشكل لهم مصدر دخل وهناك المئات من الأسر تعتاش عليه.
وبينوا أن السوق متاح للجميع يوفر قاعدة لنشاطات البيع والشراء، حيث يؤمه المواطنون من كافة محافظات المملكة، لافتين إلى أن البعض يحرص على القدوم مبكرا واحيانا قبل يوم الجمعة من اجل حجز أماكن لبسطاتهم في السوق.
وقال خالد جرادات إنه اعتاد صباح كل يوم جمعة الذهاب إلى السوق لبيع “الحمام والدجاج”، الذي يقوم بتربيته في منزله، مشيرا إلى أن إغلاق السوق طيلة فترة جائحة كورونا تسبب بخسائر فادحة واوقف عمليات تربية الدجاج لعدم قدرته على بيعه.
وأشار إلى أن العديد من المواطنين يذهبون الى السوق من اجل شراء الدجاج والحمام الحي، وشتى أنواع الطيور بأسعار ارخص من السوق المحلي، لافتا إلى أن العديد يعرضون بضائعهم في السوق ويتنافسون بالبيع بأسعار متفاوتة ومقبولة للمستهلكين.
وأكد صاحب بسطة ملابس وأدوات منزلية علي محمد انه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وإحجام المواطنين عن الشراء والذهاب الى الأسواق فان الأسواق الشعبية وسوق الجمعة كواحد من هذه الاسواق يشكل ملاذا لأصحاب الدخول المتدنية لشراء مستلزماتهم من البضائع المستعملة والجديدة.
ولفت إلى انه يملك مركبة “باص” يحمل بداخله مجموعة من الأدوات المنزلية يتم حجز موقع في السوق في أوقات متأخرة من ليلة الخميس، مؤكدا انه في الأيام العادية من الأسبوع كان يقوم بالتجوال داخل البلدات من اجل بيع الأدوات المنزلية، إلا انه وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات فانه لا جدوى من عملية التجوال.
وقال المواطن محمد عزايزة إنه اشترى أثاثا لمنزله من سوق الجمعة (خزانة خشب وسرير) بسعر مغر، مؤكدا انه يتوفر في السوق كل ما يحتاجه المواطن من أدوات كهربائية وأثاث وأدوات منزلية وألبسة وغيرها، لافتا إلى أن السوق يجب أن يتم تنظيمه بشكل نموذجي حتى يصبح محجا للمواطنين.
وأضاف أن السوق وبالرغم من عشوائيته إلا انه يمتاز بتهافت آلاف المواطنين اليه، ويشكل مصدر دخل للعديد من المواطنين وأصحاب البسطات في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وخصوصا بعد أن تم إغلاق السوق قبل سنوات بشكل نهائي بسبب جائحة كورونا.
وأكد أن فرق الرقابة في مؤسسة الغذاء والدواء تقوم بشكل دوري بجولات رقابية على السوق بعد ان شوهد مؤخرا تعمد البعض على بيع ادوية ومستحضرات التجميل ومواد غذائية قد تكون منتهية الصلاحية، مبينا أن جميع البضائع الأخرى التي تباع في السوق تكون سليمة باستثناء الأدوات الكهربائية التي يجب التأكد منها قبل شرائها.
ويحتوي السوق على بضائع متنوعة من ملابس جديدة ومستعملة والألعاب والأدوات المنزلية والإكسسوارات ومواد لزينة السيارات، كما تباع خلطات طبية وأعشاب وحبوب علاجية والعسل.
كما يوجد في السوق البطاريات المستعملة للسيارات والمسجلات وأجهزة التلفاز، والأطباق اللاقطة والهواتف الأرضية والخلوية والمراوح، وغيرها من قطع نقود ومفاتيح وأدوات زراعية، وتنتشر في السوق مطاعم وملاحم ميدانية تبيع المشاوي بأرخص الأسعار وتباع الأسماك تحت أشعة الشمس مباشرة ودون رقابة صحية.
ويوجد في السوق أماكن لبيع الحيوانات والطيور مثل الحمام والدجاج البلدي والديك الرومي والحبش والبط والعصافير وكذلك الأغنام والأرانب والكلاب والقطط والقردة وغيرها الكثير.
بدوره، قال مصدر في مؤسسة الغذاء والدواء إن كوادر المؤسسة تقوم أسبوعيا بجولات تفتيشية على السوق ويتم إتلاف العديد من المواد الطبية والأدوية غير الصالحة للاستهلاك البشري، إضافة إلى رقابتها على المواد الغذائية التي تباع داخل السوق وخصوصا العربات التي تبيع السندويشات والأطعمة للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك.
وأشار إلى انه يتم ضبط العديد من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية، إضافة إلى أن مواد غذائية تعرضت للتلف بسبب سوء التخزين وتعرضها لأشعة الشمس، داعيا المواطنين للتأكد من صلاحية المواد الغذائية قبل شرائها وما قد تسببه من تسممات غذائية.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.