“سوق الخردة” في البقعة: أرق مجتمعي ورقابة غائبة
البلقاء – تتصاعد الشكاوى بشأن سوق الخميس، أو ما يعرف بـ”سوق الخردة” في مخيم البقعة، وهي السوق التي تمتد من نهاية سوق الخضراوات حتى مقبرة المخيم القديمة.
وفي حديثهم لـ”الغد”، أكد سكان في الشارع والمناطق المحيطة، أن أعداد البسطات تضاعفت في الفترات الأخيرة، وأصبحت بالعشرات، ما يؤدي لإعاقة حركة المشاة والمركبات، فضلا عن الإزعاج الكبير الناتج عن استخدام مكبرات الصوت، وتحول المكان إلى “مكرهة صحية”.
أمجد فحماوي، يقول إن “السوق كانت تقتصر على قيام عمال وطن بتجميع كل ما يمكن بيعه من الحاويات والشوارع، ليقوموا ببيعها بأسعار زهيدة يومي الخميس والجمعة”. ولكنها أصبحت سوقا صاخبة مع الوقت، فضمت باعة وبسطات بأعداد كبيرة، لتصبح مصدر قلق وإزعاج للسكان، بسبب الانفلات الذي تشهده، “مع وجود تجاوزات كثيرة كبيع الأدوات الحادة والأدوية ومقويات جنسية وحتى مسروقات”.
“التجاوزات والتصرفات السلبية لا تنطبق على الجميع”، بحسبه فـ”هناك ملتزمون بعدم مخالفة للقانون”، مستغربا عدم وجود أي رقابة من الجهات المعنية.
ويبدي أبو حمزة، وهو من قاطني الشارع، أسفه على “الحال المتردية والمزرية، فالأمر “وصل بأسر كثيرة لمرافقة أطفالها ونسائها وبناتها عند الخروج من المنازل والعودة إليها، بسبب وجود تصرفات وألفاظ غير لائقة من قبل بعض الباعة”، علاوة على أن البسطات تعيق حركة المشاة والمركبات، كما أن السوق تشكل مكرهة صحية من حيث تراكم النفايات والروائح الكريهة.
الناشط خالد أبو هزاع، يقول إن السوق لم تعد تقتصر على يومي الخميس والجمعة، بل تمتد إلى أغلب أيام الأسبوع. ويضيف “بقاء السوق على هذه الحالة كارثة”، فـ”الباعة يحتلون الشارع غير مراعين للسكان وحقوقهم”.
ويشير إلى عدم تمكن سيارة إطفاء تابعة لمديرية الدفاع المدني مؤخرا، من عبور الشارع للوصول إلى حريق شب في المخيم، بسبب الاكتظاظ، بينما تنتشر القوارض والحشرات بسبب تراكم النفايات، فضلا عن “سلوكيات باعة وألفاظهم الخادشة للحياء، والمشاجرات شبه اليومية”، مقترحا نقل السوق إلى مكان مناسب وبعيد عن التجمعات السكنية.
أحد باعة السوق من عمال الوطن، التقته “الغد” وطلب عدم نشر اسمه، والذي أبدى أسفه لما آل إليه حال السوق التي تأسست قبل نحو 30 عاما، وكان يقتصر على عمال الوطن.
ولفت إلى أنه بدأ العمل ببيع الخردة قبل نحو 8 سنوات، بسبب أوضاعه المعيشية وعدم قدرته على تأمين احتياجات أبنائه الخمسة، مؤكدا أن “السوق تشهد تجاوزات وسلوكيات سيئة”، وأنه وكثير من زملائه يبحثون فقط عن قوت يومهم دون الالتفات لأي شيء آخر.
من جهته، أقر رئيس لجنة الخدمات في مخيم لبقعة الذي تأسس العام 1968، د. حسن مرشود، بوجود اختلالات تحتاج إلى معالجات، مبينا أن اللجنة تواصلت مع متصرف لواء عين الباشا الجديد، بشار الدبوبي بهذا الخصوص، والذي وعد بمتابعة الشكاوى والملاحظات المتعلقة بسوق الخردة، وما يعرف بسوق البسطات وملف الكراج، وغيرها من القضايا.
وأضاف أن هناك نية أيضا لزيارة يقوم بها محافظ البلقاء، د. فراس أبوقاعود، للمخيم، للوقوف على أبرز القضايا والملفات التي تحتاج إلى معالجات وحلول.
وعن تردي أوضاع النظافة في سوق الخردة، بين أن هذا الملف ليس من مهام لجنة الخدمات، ويتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التي بدأ موظفوها تنفيذ اعتصامات يوم أمس الثلاثاء، لكنه أكد أنه وفي حال استمرار الاعتصامات والتوقف عن العمل، ستبحث اللجنة في إيجاد حل لتراكم النفايات في السوق.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.