سويمة: سكان خارج حدود التنظيم يعانون غياب الخدمات
سويمة- ما تزال معاناة سكان المناطق خارج حدود تنظيم بلدية سويمة قائمة، رغم مرور عقود عليها، فالعيش من دون خدمات الماء والكهرباء والشوارع، يعد مأساة لأفراد الأسرة كبيرها وصغيرها.
معاناة الأسر تتفاقم خلال فصل الشتاء، مع تحول الطرق الترابية إلى مستنقعات للمياه، وغالبا ما تتقطع بهم السبل، ما يحرمهم من الحصول على متطلبات العيش كالماء الذي يتزودون به بواسطة الصهاريج.
ما يزيد على 50 أسرة، يضطر معظمها لاستجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة ولمسافات بعيدة، لتوفير الدفء والنور والماء البارد لأبنائها، رغم ما يشكله من أخطار جسيمة قد تودي بأرواحهم.
يبين عودة سليمان أن معظم المنازل مقامة منذ أكثر من عشرين عاما، ومنذ ذلك الوقت وهم يحاولون مع الجهات المعنية إدخال منطقتهم للتنظيم، من أجل الحصول على أذونات اشغال، تمكنهم من إيصال الخدمات الرئيسة دون جدوى، موضحا أن أكثر من 50 عائلة تقطن في المنطقة معظمهم اضطر إلى بناء منزله لعدم وجود وحدات سكنية منظمة كتلك التي استفاد منها أبناء وادي الأردن منذ عقود.
ويؤكد أن حياتهم في ظل الأوضاع الحالية صعبة للغاية لغياب الخدمات، فلا ماء ولا كهرباء ولا شوارع، مشيرا إلى أنهم يعانون صيفا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وشتاء مع اشتداد البرد وانقطاعهم عن المناطق المجاورة نتيجة تحول الطرق الترابية إلى وحل ومستنقعات مياه.
ويشير أحمد عبدالله إلى أن الزيادة السكانية المطردة وارتفاع أثمان الأراضي بعد ضمها لمنطقة سويمة التنموية دفعاهم إلى هجران منزل العائلة والقيام بالبناء على الأراضي خارج حدود التنظيم، لافتا إلى أن معظم الأهالي من الفقراء وذوي الدخل المحدود وأوضاعهم الاقتصادية الصعبة تحرمهم من شراء قطعة أرض خاصة لبناء مسكن أو حتى التفكير بذلك.
ويصف معيشتهم في هذه المنازل بالمأساة فنهارهم مؤلم وليلهم معتم، فيما تحيط بهم مخاطر الكلاب الضالة والمشاكل البيئية، الناجمة عن اضطرارهم الى حرق نفاياتهم في الجوار، مشيرا إلى أن أسرا بأكملها تفتقد الى أدنى مقومات الحياة، إلا أن الأطفال يبقون الأكثر تضررا.
ويبين عطية النطار، أن أكبر مخاوفهم أن تقوم البلدية وهيئة المناطق التنموية بإزالة بيتهم بحجة أنه مقام على أراضي الدولة، مضيفا أن مخاطر السكن في المنطقة كثيرة، أهمها أن معظم الأهالي يستجرون الكهرباء مرغمين من الشبكة ما قد يعرض حياتهم إلى الخطر، فيما عدم وجود تيار كهربائي يفاقم من معاناتهم.
ويؤكد أن معظم السكان يضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مكلفة ما يثقل كاهلهم، في حين أنهم لا يستطيعون الحصول عليها عند سقوط الأمطار مع انقطاع الطرق المؤدية إلى منطقتهم ورفض أصحاب الصهاريج دخولها، موضحا أن أصحاب المنازل وضعوا كل ما يملكون في بناء منازلهم ويجب على المعنيين العمل على إدخال المنطقة للتنظيم وفتح شوارع وإيصال الخدمات لها للحد من معاناتهم.
يقول نائب رئيس بلدية سويمة الأسبق عودة الجعارات “إن هذه المنازل مقامة على أراض خارج حدود التنظيم، وقد حاولنا مرارا العمل على إدخالها التنظيم وجرى إعداد مخططات لذلك، إلا أن عشوائية البناء حالت دون ذلك، إذ إن هناك العديد من المنازل مقامة على شوارع، ما استوجب إعادة الرفع المساحي مرة أخرى ليتطابق ما هو موجود على أرض الواقع”.
ويضيف “لا شك أن معاناة سكان المنطقة لا توصف في ظل غياب الخدمات الضرورية التي أحالت حياتهم إلى جحيم، فيما اضطرت معظمهم إلى العبث بممتلكات المؤسسات المختلفة، كالتعدي على خطوط الكهرباء، وخطوط المياه الرئيسة”، مطالبا الحكومة بالعمل على إيجاد حل جذري وسريع لمشكلة أهالي سويمة فيما يخص الأراضي السكنية والسماح بإيصال الخدمات الضرورية للمواطنين.
ومن جانبه، يبين رئيس لجنة بلدية سويمة المهندس عاصم العطيوي، أن هذه المنازل مقامة على أرض جزء منها تابع لسلطة وادي الأردن وجزء آخر تابع لهيئة المناطق التنموية وجميعها تقع ضمن حدود البلدية لكنها خارج حدود التنظيم، موضحا أن السلطة قامت سابقا بتنظيم المنطقة ووضع مخططات لها، إلا أن هذه المخططات لم تتطابق مع الأبنية المقامة، ما دفع البلدية إلى مخاطبة السلطة لإعادة ترسيم المخططات بناء على ما هو موجود على أرض الواقع وإلى الآن لم يتم إرسال المخططات الجديدة.
ويضيف أن البلدية على أتم الاستعداد لتنفيذ مشاريع البنية التحتية بعد تنظيم المنطقة، لافتا إلى أن البلدية لا تستطيع تنفيذ أي مشاريع كفتح وتعبيد شوارع أو منح أصحاب المنازل أذونات اشغال لغايات إيصال الخدمات لأراض خارج حدود التنظيم.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.