“سياحة الثلوج”..متعة تجذب المئات لسفوح الجبال بجرش
رش–في مشهد قد يحدث في السنة مرة أو مرتين، اكتست جبال جرش خلال اليومين الماضيين بثوبها الثلجي، في لوحة فنية طبيعية، إنفرد فيها اللون الأبيض، فيما آلاف المشتاقين اندفعوا بعفوية عدم مقاومة المنظر نحو سفوح الجبال لعدم توفيت الفرصة وتوثيق المتعة، في واحدة من أجمل تجارب السياحة الثلجية.
مئات من الزوار، توافدوا إلى المواقع التي تراكمت فيها الثلوج منذ صباح أمس، وتحديدا بلدة ساكب وسوف ونجدة والحسنيات وثغرة عصفور، للاستمتاع بمشهد الثلوج التي كست غابات دبين وجبالها المرتفعة ومحمياتها الطبيعية، رغم تحذيرات الجهات المعنية من خطورة هذه التجمعات وتسببها بإغلاق الطرقات المفتوحة بشكل جزئي وإرباك عمل الآليات في فتح الطرقات للحالات الطارئة وتعطل المركبات جراء تراكم الثلوج.
ودخلت أعداد كبيرة من الزوار منذ ساعات الصباح الأولى إلى بلدات محافظة جرش ومنهم من اتجه إلى محافظة عجلون، لإلتقاط الصور وتوثيق المغامرة، والاستمتاع بمنظر الثلوج التي نادرا ما تتساقط وتتراكم خلال موسم الشتاء.
ووفق هواة السياحة الثلجية فإن زيارة جبال جرش وعجلون اثناء تساقط الثلوج فرصة نادرا ما تتحقق، موضحين أن فرصة الاستمتاع بمنظر الثلوج لا يمكن توفيتها رغم خطورة الإنزلاقات بالطرق وأزمات السير ووجود آليات كبيرة وثقيلة تعمل على فتح الطرق الرئيسية والثانوية على مدار الساعة لضمان سلاسة حركة السير على الطرقات الخارجية والداخلية.
ودفعت مناظر تراكم الثلج الخلابة في جبال جرش وغابات دبين مئات الزوار من مختلف المحافظات لمشاهدة الزائر الابيض واللعب به والاستمتاع بمشاهدته، بعد اصطحاب كل ما يلزم للاستمتاع بهذه الاجواء من أحذية ومعاطف وقفازات وأوشحة وحتى ثمار الجزر الخاص بنحت “الرجل الثلجي”، وملابس خاصة به.
وتحولت المرتفعات إلى قبلة للأسر، ومكانا للتخييم وحفلات الشواء واللعب، استمتاعا بالأجواء الاستثنائية التي تشهدها مرتفعات جرش في ضيافة الزائر الأبيض.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” و”تويتر”، صور التقطها مئات من الجرشيين وهم يلعبون بالثلج، وبجوارهم أشكال مختلفة صنعوها من هذه الثلوج.
وأشار المواطن نايف الخوالدة، إلى أن الرحلات إلى المرتفعات تزداد في فصل الشتاء، خصوصا خلال تساقط الثلوج والتي تغطي غابات دبين ومحميات جرش الطبيعية في بلدتي ساكب وسوف، مؤكداً انه كل عام يأتي إلى المرتفعات مع عائلته للاستمتاع بالأجواء الخلابة والتقاط بعض الصور التذكارية مع الزائر الأبيض وعمل رجل الثلج لامتاع الأطفال.
وبين المواطن نايف القرعان، أنه منذ الصباح حزم أمتعته وانطلق مع اصدقائه في رحلة شيقة وممتعة بسيارته إلى منطقة الحسينيات لمشاهدة الثلوج، التي غطت مناطق واسعة من غابات دبين، مشيراً أنه لم يشاهد الثلوج منذ سنوات نظراً لطبيعة عمله، قائلا “إن الثلوج كست قمم الجبال والأشجار في منظر لم يره من قبل”.
وتشهد مناطق واسعة في محافظة جرش والتي تتساقط فيها الثلوج زوارا بالمئات من مدينة جرش ومحافظة الزرقاء والمفرق وإربد، للاستمتاع بالأجواء الثلجية وتسجيل زيارات لمحترفي التصوير لتوثيق أجمل اللقطات التذكارية.
وقال الزائر محمد البشتاوي إنه معتاد سنويا وبعد تساقط الثلوج وتراكمة في محافظتي جرش وعجلون على زيارة المناطق التي تتراكم فيها الثلوج برفقة أسرته كنوع من التنزه غير المألوف، رغم خطورة الطريق وبرودة الطقس إلا أن جمال الأجواء خاصة في الجبال المرتفعة يبدد هذه السلبيات ويشجع المواطنين على الاستمتاع بالثلوج هذه الفترة القصيرة.
وأضاف أن كوادر وآليات الجهات المعنية تعمل على مدار الساعة في الطرقات لضمان مساعدة المواطنين وإنقاذهم في حال تعطلت المركبات وفتح الطرق الفرعية والرئيسية أمام حركة السير، لاسيما وأن أعداد الزوار كبيرة في مختلف المواقع وتحتاج إلى متابعة ومراقبة للحفاظ على سلامتهم.
الى ذلك، واصلت كوادر الجهات المعنية بآلياتها المتنوعة عملها على مدار الساعة في بلدتي سوف وساكب ومنطقة ثغرة عصفور، لضمان استمرار حركة السير على الطرقات الرئيسة دون عوائق ومساعدة العالقين بين محافظتي جرش وعجلون وإيصال الحالات الطارئة للمستشفيات والعمل على إيصال المواد والمستلزمات الأساسية لسكان المناطق النائية.
بدوره، قال رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة إن حركة التنزه التي بدأت منذ بداية تساقط الثلوج قد أعاقت عمل الآليات وأخرتها، لاسيما وان الطرقات معظمها كانت مغلقة وإصطفاف المركبات عشوائيا يعيق عمل الآليات خاصة في بلدة ساكب ونجدة والحسينيات التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج وتعرض عدد من المركبات للتعطل كذلك في الطريق وهذا من شأنه أن يؤخر عمل الآليات في فتح الطرقات.
وأوضح أن عدد الآليات التي تعمل على فتح الطرقات في بلدة ساكب 9 آليات، منها 7 آليات مستأجرة وآليتان للبلدية وعددها كاف ويغطي حاجة الطرق، وجميع طرق البلدية والطريق الدولي باتجاه محافظة عجلون سالكة وحركة السير سهلة ودون أي معيقات، إلا ان عمليات جمع النفايات تتم بصعوبة في بلدات ساكب ونجده والحسينيات نظرا لتراكم الثلوج وصعوبة وصول العمال إلى كافة المنازل وسيتم معالجة المشكلة وجمع النفايات فور انحسار المنخفض وبأعلى طاقة تشغيلية.
وقال مدير الخدمات في بلدية جرش الكبرى إن عدد الآليات التي تعمل على فتح الطرقات في بلدة سوف وثغرة عصفور وجبة ومقبلة 15 آلية، منها 12 آلية مستأجرة و3 آليات لبلدية جرش الكبرى، وهي تعمل على فتح الطرق منذ بداية تساقط الثلوج ولغاية اللحظة وقد تم فتح الطرق المؤدية لمستشفى الأميرة هيا العسكري وباتجاه مدينة جرش وغيرها من القرى والبلدات.
وأوضح البنا أن الآليات تعمل في كل المواقع السياحية التي من المتوقع أن يدخلها مئات الزوار بهدف اللعب بالثلج وعمل رجل الثلج والاستمتاع بالمنظر الجمالي لبلدة سوف وغيرها من القرى التي تراكمت فيها الثلوج وقد تم فتح الطرقات بمساحات واسعة تكفي لاصطفاف مركبات المتنزهين.
وأكد أنه من المعتاد أن يزور محافظة جرش آلاف الزوار في هذه الظروف الجوية بهدف الاستمتاع بالثلوج، ما قد يعرض المركبات للتعطل ويشكل أزمة سير خانقة ويسبب بإغلاقات جديدة في الطرقات، لاسيما وأن غرفة الطوارئ في بلدية جرش قد تلقت أكثر من 120 ملاحظة وقد تم معالجة ما أمكن، وأهمها إغلاقات الطرق والإنهيارات والتصدعات في الطرقات الرئيسية والفرعية.
التعليقات مغلقة.