سيدات “حوض الديسه” يسعين لحفظ “شجرة الغضا” من الاندثار
العقبة – في قلب صحراء وادي رم وبين جباله الشاهقة، وضعت جمعية سيدات قرى حوض الديسه، على عاتقها انقاذ شجرة الغضا المهددة بالانقراض في منطقة بلاد الشام، وعملت على اكثار تواجدها من خلال اشتال لزراعتها من قبل سياح وزوار رم.
وغرست الجمعية حب الطبيعة لدى مجتمعها المحلي ومحيطه، وأصلته لدى سياح المنطقة من خلال زراعة اشجار الغضا، الشجرة التي تشتهر بها الصحراء الجنوبية، وانتشلت الغضا من الانقراض والضياع حتى أصبح تواجد الشجرة في كل مكان حفاظا على هذه النبتة الصحراوية، والتي توارث الحفاظ عليها الآباء والاجداء منذ آلاف السنين.
وقالت رئيس جمعية قرى حوض الديسة قطنة الزوايدة، إن الجمعية ساهمت من خلال مشروع نوعي لإحدى أهم الاشجار في المنطقة وتسمى شجرة الغضا، بإيجاد أكثر من 30 فرصة عمل لسيدات المجتمع المحلي في منطقة الديسه، والتي تعاني من البطالة والفقر.
وتعتبر شجرة الغضا، احد الاصناف الدالة لمحمية وادي رم واحدى النباتات المهمة، والتي تعاني من الاستنزاف، لذا قررت الجمعية توعية المجتمع المحلي للحفاظ على هذه الشجرة والتي لها فوائد عديدة، اذا تستعمل للأكل بالنسبة للابل والمواشي على مدار العام، وتستخدم لتثبيت الكثبان الرملية ومصدات للرياح وعلاج للحروق والجروح.
ولم يقتصر دور الجمعية على مشروع شجرة الغضا، تقول الزوايدة، بل تعدى ذلك لعقد برامج تدريبية لسيدات المجتمع المحلي في الحرف اليدوية والخزف والخياطة التراثية والمشغولات اليدوية والزراعة وبما يحقق للجمعية عائد مالي لإكمال مسيرتها وبما ينسجم اهمية المنطقة سياحيا، مؤكدة أن فكرة تأسيس الجمعية ولدت من “حاجة المرأة أن يكون لها وجود في تنمية مجتمعها المحلي، وحاجتها للخروج من البيت وتغيير نظرة المجتمع للمرأة البدوية التي تملك القدرة على العمل والتعلم، وليس فقط أن تكون راعية ماعز ومربية منزل، ولكنها تنتظر فرصة لإثبات وجودها.
وتسعى جمعية سيدات قرى حوض الديسه الى استدامة شجرة الغضا من خلال تشجيع السياحة بزراعة اشتال الغضا من قبل السياح الذين يزورون المنطقة ومحمية وادي رم.
وتقول الزوايدة، ان مشاريع الجمعية المختلفة الخاصة بمشغل الخزف اليدوية ومشغل الخياطة، ولا سيما المشروع الكبير، زراعة أشجار الغضا، هي مشاريع دائمة وتوفر فرص عمل للعديد من سيدات المنطقة وتؤمن عيشا كريما لأبناء البادية.
ونبات الغضا من النباتات الصحراوية المميزة، والذي انتشر وجوده بمناطق الكثبان الرملية خاصة بالجزيرة العربية بلاد الشام وغيرها من الدول، وهذا النبات من النباتات المعمرة الذى يعيش فى التراب وعادة ما يفضل العيش فى التربة الرملية.
وتشير الزوايدة أن نبات الغضا عبارة عن شجرة صغيرة يصل ارتفاعها لأربعة أمتار تقريبا ويعيش بالتراب والكثبان الرملية سواء الثابتة أو المتحركة، وينتشر وجوده بالصحراء الجافة القليلة الأمطار، ويفضل النمو بالتربة الرملية ويتحمل حموضة التربة وله القدرة على تحمل الجفاف كما يتميز بجذورة القوية العميقة التي تمتد فى التربة لعشرة أمتار، ويشتمل النبات على قاعدة سميكة ويتميز بسيقانه القائمة وفروعه صغيرة الحجم المتدلية فى أغلب الأحيان، والتي تأخذ الشكل الإسطواني، كما أن أزهاره عديمة الرائحة ويشبه نبات الرمث من حيث الشكل.
وينتشر نبات الغضا جغرافيا بدول وسط آسيا ثم يمتد لغرب آسيا وفارس وروسيا ويمر بدولة الصين كما تعود جزوره الأساسية لدول الجزيرة العربية وصحراء سيناء والأردن وغيرها من الدول الأخرى، وهي من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، والتي يصل عمرها لحوالي سبعين عاما، ولكنها بطيئة النمو وتستغرق المزيد من الوقت للنمو وتنمو سريعا خلال موسم هطل الأمطار.
وتضيف الزوايدة، ان نبات الغضا يستخدم فى تشجير الطرق الصحراوية، بالإضافة الى استخدامه كحطب ووقود لصلابته وطول مدة احتراقه ويعد غذاء جيد للعديد من الحيوانات الصحراوية البرية وغير البرية، مثل: الجمال والماعز والمها، ويلعب دورا مهما فى منع انجراف التربة، ويستخدم فى صد الرياح وتحمل اصطدام الرمال وتراكمها على أغصانه مقدرته على تكوين نبكات رملية حوله نتيجة الاصطدام بالرياح الحاملة للرواسب.
وتؤكد الزوايدة أن نبات الغضا من النباتات المهددة بالانقراض نتيجة الاستخدام السلبي للإنسان تجاه البيئة والتى أدت لتدمير بيئة النبات، فقد كانت هناك العديد من التصرفات السلبية للإنسان تجاه النبات ومنها الرعي الجائر والسباقات التى تقام فى أماكن نمو النبات حيث كانوا يدوسون عليها بأقدامهم وسياراتهم، كما كانوا يستخدمون جمر النبات للطهى أو للترفيه عن النفس ليلا ونهارا، مما جعله مهددا بالانقراض.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.