شارع الفيصلية في مادبا.. “ممر سياحي” يأسر زواره بجمال الطبيعة

مادبا – يعد شارع الفيصلية في مادبا من الشوارع المهمة في المدينة، وهو من أهم المواقع والمحطات في رحلة الحج المسيحي، وقد يكون هذا الشارع الوحيد المغطى بالكامل بمظلة طبيعية من الأشجار المعمرة التي تتشابك من جانبي الشارع، ليكتسي بحلة ذهبية اللون تضفي عليه جمالا ساحرا في الفصول الثلاثة: الصيف، الربيع والخريف.

على امتداد جنبات شارع الفيصلية وهو (مشروع الممر السياحي طريق الفيصلية/ جبل نيبو “الحديقة الطولية”)، غرست أشجار حرجية دائمة الخضرة على مدار الفصول الأربعة، وهي معمرة لتطيب الأوقات وترق النسمات، ليستقبل هذا الشارع المارين والسياح الأجانب الذين يفضلون الاستمتاع بجاذبية بقعة جغرافية في كل مواصفاتها الطبيعية الجمالية، ليقدم لزواره لوحة فنية تبهرهم مع تعاقب فصول السنة.

واختار عدد من المخرجين شارع الفيصلية، ليكون أحد المواقع لتصوير أعمالهم الفنية سواء الدرامية أو تصوير الأغنيات  على نظام “الفيديو كليب”، ولعدد من نجوم الغناء العربي، وكان ابن مادبا المخرج حسين دعيبس سباقا في ذلك، ما شجع بلدية مادبا الكبرى على إعادة تأهيل هذا الشارع، ليكون متنفسا لأبناء مادبا للتنزه وممارسة رياضة المشي في فصلي الربيع والصيف.
وكرست بلدية مادبا الكبرى، جهودها لإنجاز وإعادة تأهيل وتطوير هذا الشارع الذي يعتبر ممرا سياحيا بسعة 30 مترا، ليصبح موقعا ترفيهيا مؤهلا للمواطنين، المتنزهين والمارة، وفق رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف محمود الرواجيح، الذي أكد أهمية تأهيل وتطوير هذا الشارع كونه يصل لعيون موسى وجبل نيبو، الذي يعتبر أهم المواقع الخمسة التي اعتمدها الفاتيكان للحج المسيحي في الأردن، معرجا على الكنيسة البيزنطية التي ترنو عإلى جبل نيبو وتعود للقرن الرابع الميلادي، وهي مقصد لعدد كبير من السياح من مختلف أنحاء العالم.
وقال: “إن تكلفة المشروع بلغت مليون و350 ألف دولار بمنحة من مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي ووزارة الإدارة المحلية، وهو عبارة عن إعادة تأهيل البنية التحتية للطريق وتوفير الخدمات اللازمة لإنشاء ممر سياحي تنموي بامتياز، وذلك كمرحلة أولى على مسافة 1700 متر طولية”، لافتا إلى أهمية المنطقة جغرافيا وطبيعتها الخلابة وجمالية الشارع بنزوله بطبوغرافية ساحرة إلى أخفض البقاع في العالم (البحر الميت)، ما يشكل نقطة تفرد تضاف وبقوة إلى  الخريطة السياحية الدينية، مشيرا إلى أن تأهيل وتطوير الشارع لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة حاجة أبناء المنطقة كغيرها من مناطق المحافظة إلى مساحة ترويجية مؤهلة للتنزه، حيث إن الطريق مقصد لعدد كبير من العائلات خصوصا في فصلي الربيع والصيف.
واشتمل المشروع، على إنشاء ممر سياحي يتكون من مدخل بوابة حجرية بتصميم عصري، باستخدام حجر مادبا بمواصفات عالية لبناء عناصر هذه البوابة وإدخال الفسيفساء فيها أيضا، إضافة إلى إنشاء ممرات مشاة ومسارات مخصصة للدراجات الهوائية، كما اشتمل على وجود لوحات فسيفسائية لإظهار الطابع العام لمادبا مع المحافظة على الثروة الحرجية على جانبي الطريق، من خلال إنشاء أحواض مخصصة لها وزراعة ما يقرب من ألفي شجرة.
وبين الرواجيح أن المشروع شمل إنشاء أرصفة وأطاريف خرسانية ورصيف إضافي، بعد الأحواض لتأمين السلامة العامة لمستخدمي الطريق والرصيف وتوسعة الطريق وعمل خلطة ساخنة حسب المواصفات، وتصريف مياه الأمطار وإنارة الشارع بمصابيح موفرة للطاقة ولوحات إرشادية للسلامة المرورية.
وتشهد ممرات المشاة على جنبات الشارع، توافد أعداد كبيرة من المواطنين قبل بضع ساعات من غروب الشمس لممارسة أنشطتهم الرياضية، حيث يعد الجري، المشي، ركوب الدراجات الهوائية وأداء التمارين المختلفة، أشهر الأنشطة التي تساهم في الحفاظ على أوزانهم ورفع لياقتهم البدنية.
وثمن المواطن عصام العمرو، جهود بلدية مادبا الكبرى بتأهيل وتطوير وتوفير ممرات آمنة في الشارع لممارسة رياضات المشي، الهرولة وركوب الدراجات الهوائية لما لها من دور مهم في بناء مجتمع صحي، إضافة إلى تنزه العائلات.
واعتاد المواطن محمد سلامة المجيئ إلى هذا الشارع في فصول السنة، لأن لكل فصل حلة خاصة به. مشيرا إلى أن الشارع أضحى وجهة سياحية يستمتع بمناظره الطبيعة الخلابة، وخاصة بعد أن قامت بلدية مادبا بتأهيله وتطوير وتوفير سبل السلامة العامة، منوها إلى اللحظات التي يعيشها في فصل الخريف عندما تتساقط أوراق الأشجار، وكيف تغير الأشجار كسوتها، قبل الهطول المطري.
ويحرص المواطن مسعود حسن، على ممارسة رياضتي المشي والجري لتحفيز الجسم على حرق الدهون، إضافة إلى ذلك، فإن المشي رياضة متاحة للجميع وغير مكلفة، ولا تحتاج إلى أدوات ومعدات، ويكفيها توافر الإرادة، ومردودها وافر على الصحة، من حيث تنشيط الدورة الدموية، الحفاظ على اللياقة البدنية وتحسين المزاج العام.

 أحمد الشوابكة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة