شباب الحسين يتألق.. العودة قادم بقوة.. والوحدات يعيش الخيبات المتواصلة
– حفلت مباريات الجولة الأولى في كأس الأردن للكرة الطائرة، بالكثير من الملاحظات الإيجابية، كتبتها “ريشة” بعض الفرق بكلمات الإبداع والامتاع، فيما ضاع بريق نجومية فرق أخرى، حسب النظرة الفنية للأداء والنتائج، بعد انتهاء 4 مباريات، تأهل من خلالها شباب الحسين والمحطة عن المجموعة الأولى، والعودة الذي أقصى حامل اللقب الوحدات، وعيرا الذي هبطت “طائرته” على مدرج اعتراض الكرمل عن المجموعة الأولى.
شباب الحسين.. “لهم الغد”
يترجم شباب الحسين المقولة “نحن الشباب لنا الغد”، وهو الذي قطف ثمار اهتمامه بالفئات العمرية الذي يتواصل إلى يومنا هذا، تحت إشراف “صانع النجوم” سمير شبارو، لتتجلى الموهبة والمهارة في أسماء ترفعت من فرق الفئات العمرية، لتعويض تحرير ورحيل نجوم كبيرة وكثيرة بعد المشكلة الشهيرة 2013.
ورغم أن شباب الحسين غاب عن الألقاب، ونافس على النجاة من الهبوط، إلا أنه صبر على لاعبيه الذين تشربوا الخبرة وتطورت مهاراتهم وإمكاناتهم، حتى أصبحوا نجوم الكرة الطائرة الأردنية حاليا، فحل الفريق وصيفا لبطل الدوري وكأس الأردن وكأس السوبر 2022، وبات أقوى المرشحين لألقاب الموسم الحالي، وهو الذي لفت الانتباه في بطولة أندية غرب آسيا في عمان مؤخرا، ورفد المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات بعناصر مؤثرة.
نجح المدير الفني وليد العسود، في تطويع القدرات الشبابية وما فيها من أسماء خبرة بمعدل اعمار 25 سنة، في قالب جماعي يمتع الناظر، وتوليفة تبدع وتقصف دون هوادة، يغلفها روح الفريق والانسجام والتفاهم جراء وجودهم إلى جانب بعضهم البعض لسنوات طويلة، حتى باتت التوقعات تنحاز لصالح شباب الحسين، الذي قدم رسائل تحذيرية، بتجريد الوحدات من لقب “السوبر” بأريحية، وبات أقوى المرشحين للظفر بلقب كأس الأردن، بعد مباراته التدريبية أمام دير علا.
الوحدات يعيش الخيبات
ما يزال فريق الوحدات يعيش الخيبة تلوى الأخرى في منافسات الموسم الحالي للكرة الطائرة، فلم يفق من ظهوره المتواضع في أندية غرب آسيا، وفقدانه لقب “السوبر”، حتى ودع بطولة كأس الأردن التي يحمل لقبها أيضا، في خسارة مفاجأة أمام العودة بنتيجة 1-3، مما جعل الجهاز الفني واللاعبين محط انتقاد جماهيره ومحبيه.
بعد خسارة كأس الأردن، اعترف المدير الفني لفريق الوحدات رائد الحمود في تصريحات خاصة لـ”الغد”، بتحمله مسؤولية فقدان “السوبر”، موضحا للجماهير أنه يناور في اتجاهين، بين بقاء الوحدات في مكانه كفريق منافس على الألقاب، وإعطاء فرصة للمواهب الشابة لتطوير قدراتها، في ظل غياب الاهتمام ونتاج الفئات العمرية بالنادي منذ سنوات، والاعتماد على “الوجبات السريعة الجاهزة” منذ سنوات.
لم يقدم فريق الوحدات ما يشفع له منذ انطلاق منافسات الموسم، ويبدو أن اللقب “الوهمي” في بطولة الكرمل العربية، والتي أجمع النقاد على ضعف منسوبها الفني، أخذه بعيدا عن تقييم حقيقي لمستواه الفني، ومعالجة واقعية للاخطاء الفنية، والوقوف بجدية عند أسباب التراجع، وهو الذي يعيش أيضا الفراغ الإداري بعد استقالة مديري النشاط، نائب الرئيس غصاب خليل، وعضو مجلس الإدارة مخلد الكوز، والأخير ترك الفريق بعد فترة وجيزة لأسباب فسرها بالمعيقات الإدارية، لتبقى منافسات الدوري الممتاز فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
العودة ينوي “العودة”
فاجأ فريق العودة بقيادة المدير الفني فواز زهران، المنافسين والمتابعين بالمستوى الفني المتطور، والذي رشحه للعودة إلى مكانه الطبيعي والمنافسة على ألقاب مسابقات الكرة الطائرة، بعد تراجعه إلى المركز الرابع في الموسم الماضي.
وأجمع المتابعون على اللمسات الفنية الواضحة للعيان لزهران، على أداء الفريق الذي عاد بقوة أمام حامل اللقب الوحدات، وتقدم في أغلب نقاط أشواط المباراة التي حسمها بنتيجة 3-1 عن جدارة واستحقاق.
وصرح زهران: “فوزنا على الوحدات لم يكن محض صدفة، وإنما نتيجة عمل منظومة الفريق فنيا وإداريا، فقد اتفقت مع الإدارة على المنافسة هذا الموسم، ووفر لي النادي الدعم الكامل في حاجياتي من اللاعبين المحليين وأبناء النادي والمحترف البرازيلي بدرو الذي أردنا ان نفاجأ المنافسين بمستواه وقدم لنا إضافة فنية، في الوقت الذي أشكر فيه اجتهاد جميع اللاعبين على التزامهم بالتعليمات، والتطبيق المثالي على أرض الملعب”.
دير علا.. من أجل المشاركة
شارك فريق دير علا في كأس الأردن “من أجل المشاركة فقط” وبدون أي حافز، وسيكون محزنا استمرار النهج هذا في منافسات الدوري الممتاز، وهو الفريق الذي اجتهد للتأهل عن جدارة واستحقاق إلى مصاف الممتاز قبل موسمين، وقدم نفسه علامة فارقة في منافسات الموسم الماضي، حين وصل إلى نصف نهائي مسابقة كأس الأردن، ووقف ثالثا على سلم ترتيب الدوري الممتاز، بقيادة مدربه السابق جميل أبو الرب، وأبرم تعاقدات مهمة وقتها.
الأوضاع المالية الصعبة، لم تمنح دير علا القدرة على الاحتفاظ بأبو الرب، أو إبرام صفقات محلية والتعاقد مع محترف بالموسم الحالي، وكان قد تقدم برفقة التعاون بكتاب اعتذار عن عدم المشاركة في مسابقة كأس الأردن، والذي قابله اتحاد اللعبة بتهبيطه وتغريمه، ما دفعه للمشاركة بلاعبين إثنين فقط من لاعبي الفريق الأول، إلى جانب 4 لاعبين من فرق الفئات العمرية، من دون بدلاء، في مشهد “حزين” ومخجل للمتابعين، ولو فقد لاعبا بسبب الإصابة، لما اكتملت المباراة واعتبر دير علا خاسرا بنتيجة 3-0 حسب قانون اللعبة، وقدم مباراة متواضعة المستوى أمام شباب الحسين الذي حولها إلى وصلة تدريبية انتهت بفوزه بنتيجة 3-0.
“أضلاع متباينة”
أظهر فريقا الكرمل وعيرا إمكانية مزاحمة الكبار في الموسم الحالي، وجاءت مباراتهما متكافئة إلى حد كبير، واحتاج عيرا إلى الشوط الفاصل لحسمها بنتيجة 3-2، وبعيدا عن اعتراض الكرمل وما ستؤول إليه نتيجته، فإن عيرا بقيادة المدير الفني إياد توفيق، يملك مجموعة متجانسة من اللاعبين المحليين بين الشباب والخبرة، في الوقت الذي عانى فيه الكرمل، من غياب المعد الخبير يعقوب القهوجي بسبب الإصابة، وسليمان الصقر القادم من تجربة احترافية ألمانيا، بسبب عدم استكمال أوراق تسجيله لدى اتحاد اللعبة، فوقع الفريق “فريسة” عدم الاستقرار الفني، إذا استبدل جهازه الفني السابق، وحضر الجهاز الجديد في صالة اللعب.
على الطرف الآخر، يظهر أيضا المحطة والتعاون، فالمحطة رتب أوراقه سريعا وتعاقد مع المدير الفني عفيف سالم، واستقدم عددا من اللاعبين المحليين والمحترف اليمني سعيد الشامي، إلى جانب لاعبيه من أبناء النادي، وقدم المحطة مستوى مقبولا في ظل ظروفه، التي تجدد فيها افتقاد خدمات لاعبه وائل رداد بسبب الإصابة.
وظهر التعاون الذي عانى من تكاليف الموسم الماضي، وقررت إدارة النادي الاعتماد على لاعبيه من أبناء النادي وبعض الشباب من نتاج الفئات العمرية، وأسندت قيادته الفنية إلى المدير الفني رزق أبو سردانة، وظهر فريقه بمستوى مقبول أمام المحطة في كأس الأردن.
مباراتا نصف النهائي
وبحسب ما أفرزته نتائج الجولة الأولى، يلتقي في نصف نهائي “الكأس”، كل من شباب الحسين والمحطة في المباراة التي تجري عند الساعة السادسة مساء الخميس المقبل، في صالة قصر الرياضة بمدينة الحسين للشباب، التي تحتضن اللقاء الثاني الذي يجمع العودة وعيرا عند الساعة الثامنة، فيما تقام المباراة النهائية عند الساعة السابعة من مساء، يوم الاثنين الموافق 25 الشهر المقبل
مصطفى بالو/ الغد
التعليقات مغلقة.