شعراء يقرأون قصائد محملة بالحنين ضمن مهرجان اللويبدة

ضمن فعاليات مهرجان اللويبدة الأول للثقافة والفنون الذي انطلق تحت شعار “جبل اللويبدة .. ذاكرة المكان”، ونظمه جالیري إطلالة اللویبدة بدعم من مؤسسة الجود للرعایة العلمية – برنامج حكمت للثقافة؛ شارك أكثر من مائة فنان تشكيلي في رسم منطقة جبل اللويبدة بكل تفاصيلها التاريخية والثقافة.
وضم المهرجان أمسيات شعرية بالتعاون مع منتدى البیت العربي الثقافي، بمشاركة خمسة عشر شاعرا وشاعرة، حيث أقيمت الأمسيات في مقر جاليري إطلالة اللويبدة.
قرأ أول من أمس ثلاثة شعراء هم: هشام عودة، أميمة يوسف، د. محمد محاسنة، وأدارت الأمسية اعتماد سرسك، قرأ الشاعر هشام عودة عددا من قصائده التي تحمل عدة عناوين وقضايا قومية ووجدانية ومنها قصيدة “ليس لي إخوة”.
يقول عودة في مقاطع من هذه القصيدة التي فيها الكثير من التناص :”زليخة غلّقت الباب/في وجه سيدها/وقالت/وهي ترتق لي قميصي/هيت لك/ زليخة/ألقت سكاكين مطبخها/في حديقة قصر العزيز/ولم تترك النسوة العاشقات/ يقابلنني/كي أظل لها وحدها/في البلاط العزيز/لم أكن تاجرا/ليس لي إخوة/ولم أدخل السجن/من أجلها/لم أهمّ بها/غير أني تحدثت عنها/لكل نساء المدينة/قلت على مسمع الجند/ما يستفز العزيز/أنا ولد من رحيق المسرات/لكنها امرأة من زجاج/وعطر/تنام على كتفيها النجوم/هي امرأة من نبيذ عتيق/تحب الصباح/ولا تشرب القهوة الباردة/زليخة أرخت ضفائرها/عند مدخل قلبي/وطوّقت الشمس شباكها/بالندى زليخة سيدة القصر/تشبه أنثى القصيدة/لكنني لست يوسفها المرتجى”.
فيما قرأت الشاعرة أميمة يوسف عددا من قصائدها المختلفة وبأسلوبها الخاص، ومما قرأت قصيدة بعنوان “بنت الصباحات” وهي من ديوان “ابتهال القرنفلة”، وهي قصيدة رومانسية مع الكثير من الألم. تقول في مقاطع منها “ما زلتُ أطرقُ نجمَ الليلِ بالحُلمِ/ كأنني منذُ بدءِ الكونِ لمْ أنمِ/أغفو فيسهرُ قلبي حولَ نبضتِه/ويدّعى زهرُ روحي شدةَ الهرمِ/ وأصعدُ الغيمَ حتى أستريحَ بهِ/فيشتكي الغيمُ من نارٍ على قدمي/ما لي أقلّبُ هالاتِ النجومِ إذنْ/حتى تبسّمَ من لذاتِهِ ألمي/يا أيُّها الليلُ حسبي ما أكابدهُ/أما حفظتَ معي أنشودةَ الندمِ/خذْ ما تريدُ/ وهاجرْ لا تعدْ أبدا/يدي سماءٌ وعصفُ الريحِ همسُ فمي/خذْ نصفَ عمري فإني لستُ آسفةً/على جدارٍ من الأحلامِ منهدمِ/لا أنتَ ترحمُ آمالي وتحرسُها/ولا تردُّ عواءَ الذئبِ عن غنمي/يا ليلُ يا ليلُ يكفي ما تجودُ بهِ/من الأسى واقتيادِ الحُلمِ للعدمِ/ لكن سأسهرُ حتى لا أراكَ هنا/ويسهرُ الحبرُ في الأفكارِ والقلمِ/بنتُ الصباحاتِ روحي بنتُ فجرِ غدي/فكيف أخشى على روحي من الظُلَمِ/سأستضيءُ بنورٍ فاضَ من ألمي/ولن أفرّطَ حتى الموتِ بالحُلمِ”.
من جانبه قرأ الشاعر د. محمد محاسنة بعض قصائده التي تنوعت في مواضيعها ومما قرأ قصيدة بعنوان “مقامات الخضر الجديدة”، يقول في مقاطع منها “آوى إلى الظل كي يرتاح حين سقى/ولو تدبر معنى الظل ما وثقا/في حضرة النور ذات الظل طوقه/وامتد فيه فسد الطرف والطرقا/يعب بالنفس المغلول في لهف/كي يملأ القلب بالآيات فاختنقا/ولو تأمل كيف النار قد يئست/من لذة الجمر مات الآن محترقا/تلك الجواثيم التي تجتاح حاضرتي/قد أوهمته ربيع العمر مذ نطقا/يا ذلك الحوت في منفاه مزدلفا/تصارع البر والشذاذ والغرقا/ذا هاجس الريح يجثو في مراكبنا/كي يبلغ الخضر بالتأويل فانطلقا/موسى الكليم تنحى إذ عصته عصا/فجانب اليم رغم الوعد ما فتقا/يا صاحب الحوت ذاك الذئب مر هنا/يراود الجب عن ذكراه واتفقا/إني سأوقد فوق الروح ملحمتي/من لم يمت لفداء الطين ما عشقا/إني ملأت عيون الكون من صخبي/والرعد يركع عند الغيم إن برقا”.
ويذكر أن المهرجان الفني يقام بالهواء الطلق وبتباعد الفنانین فیما بینهم تماشیا مع أوامر الدفاع وحفاظا على السلامة العامة، وتستمر الفعاليات حتى الثامن عشر من الشهر الحالي.

عزيزة علي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة