شويطر يكتب : تحليل خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين

=

بقلم  الدكتور منير سليمان الشويطر

إن هذا الخطاب التاريخي وضع جميع أطياف النسيج الوطني أمام مسؤولياتهم

( الحكومة ومجلس الأمة والقطاع الخاص والشعب الأردني، ومن يعيش على تراب هذا الوطن) من خلال التكاتف وتضافر الجهود، من اجل تنفيذ رؤيا ورسالة جلالته، من خلال ما ورد في الخطاب، لنكون الانموذج الأفضل في تحدي الصعاب، وتجاوز العقبات التي نمر بها، وما هذا ليحدث الا من خلال النظرة الشمولية الجادة لمستقبل وطن بنيناها بدمائنا، وارسى دعائمه آل هاشم الأطهار، منذ الاستقلال على يد المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول الذي أروى بدمائه ارض المسجد الأقصى والقدس الشريف، واستمرت مسيرة البناء مروراً بملوك بني هاشم، الملك طلال والملك الحسين رحمهم الله، وصولا لجلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين حفظه الله.

وها نحن اليوم نسمع خطاب جلالة الملك عبد الله في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين، يصدح بكلمات مدوية زلزلت اقدام كل متربص وجبان للنيل من صمود هذا الوطن، ليلتف الجميع حكومةً وشعباً وجيشاً وأمناً خلف قيادتنا الهاشمية الموقرة وحادي ركبها جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده المحبوب، معاهدين الله ان نكون الأوفياء المخلصين، وندعم كل حرف ورد في خطابكم السامي، والذي اكدتم جلالتكم من خلاله على عدة محاور.

اولاً: – تطبيق مشروع التحديث السياسي، في مسار يعزز دور الأحزاب البرامجية، ومشاركة المرأة والشباب، وهذا يتطلب أداءً متميزا من الجميع، يكون التنافس فيها على البرامج والأفكار وأساسها النزاهة

ثانياً: أكد جلالته على توفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل، وعلينا مواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لإطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني، ورفع معدلات النمو خلال العقد القادم، فما لدى الأردن من كفاءات بشرية وعلاقات مع العالم كفيل بأن يكون رافعاً للنمو.

ثالثاً: أكد جلالته على الإسراع في تحديث القطاع العام، وصولاً إلى إدارة عامة كفؤة وقادرة على تقديم الخدمات النوعية للمواطنين بعدالة ونزاهة، وهذا نهج يجب أن يلتزم به كل مسؤول وموظف، وواجب الرقابة من أجل ضمان تنفيذ مسارات التحديث، فلا خيار أمامنا سوى التقدم لخدمة أجيال الأردن ومستقبله.

 

رابعاً: – قال جلالته نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.

خامساً: – أشار جلالته إن السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين، وسنبقى متمسكين به خياراً يعيد كامل الحقوق لأصحابها ويمنح الأمن للجميع، رغم كل العقبات وتطرف الذين لا يؤمنون بالسلام، وستبقى قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية، وسنواصل الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها، استناداً إلى الوصاية الهاشمية، التي نؤديها بشرف وأمانة، ويقف الأردن بكل صلابة، في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونعمل جاهدين من خلال تحركات عربية ودولية لوقف هذه الحرب.

سادساً: قال جلالته لقد قدم الأردن جهودا جبارة ووقف أبناؤه وبناته بكل ضمير يعالجون الجرحى في أصعب الظروف، وكان الأردنيون أول من أوصلوا المساعدات جواً وبراً إلى الأهل في غزة، وسنبقى معهم، حاضراً ومستقبلاً، هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب بكل شرف، وسيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم. أنتم على العهد النشامى، النشامى

سادساً: – واختتم جلالته قوله، سنواصل البناء وسيكتب الأردن فصولا جديدة في مسيرته التي ستبقى مسيرة أغلى ما فيها الإنسان، وسيبقى الأردن عظيماً وطناً طيباً مباركاً بأهله وأرضه… ووجهاً عربياً صادقاً…. وعنواناً لكل خير… وكل يوم من أيامه بداية لمستقبل نصنعه بإيمان وعزيمة وثبات.

دمتم ودام الوطن وقائد الوطن قوياً شامخاً بقيادته وشعبه وجيشه واجهزته الأمنية، وسر سيدي ونحن معك.

الدكتور منير سليمان الشويطر

رئيس جمعية عيون على الوطن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة