صدور كتاب “من الحكايات والعقائد القديمة لبادية العقبة” لـ”النجادات”
ضمن سلسلة “فكر ومعرفة” صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان “من الحكايات والعقائد القديمة لبادية العقبة”، للأستاذ المشارك/جامعة البلقاء التطبيقية – كلية العقبة الجامعية؛ الدكتور نايف محمد النجادات، والكتاب جاء ضمن منشورات مدن الثقافة الأردنية.
يتضمن الكتاب كما يقول المؤلف، “ثماني عشرة” حكاية كتبت بأسلوبين لغويين؛ الأول: لغة الراوي الفصيحة، ولغة الشخوص وفقا للهجاتهم، والأسلوب الثاني: اللغة الفصيحة، والراوي واحد وهو سارد القصة، لذا تم توضيح معاني الكلمات في القصص المكتوبة بلهجة سارديها.
والحكايات هي: “جمل ابن قطن، جولة في العالم الآخر، عنزان ومعاز، حظ القاضي شوفان، حكاية حميد الكبيش، جبل باقر، رجل وخمسة نمور، حلايبك يا أم دفوف!!، إطلالة الله على أمحمد، الأخيذة، مغاربي مصر، سلامة والأفعى، قصة علي بن الشنيع، قصة ابن نصير وعين الهجفة، رجل يحاكم نفسه، رجل لم ير الشقاء، سر الحنش، طويلة همام ماعز”.
في مقدمته للكتاب، يقول المؤلف: “إن هذه مجموعة من الحكايات والقصص، نلمح فيها بعض خيوط الأسطورة، أو الخيال الواسع، وجاء الحديث عن بعض العقائد القديمة التي لم تعد قائمة في زمننا، سمعتها من أبناء المجتمع، وأخشى أن تنقرض بانتهاء من تحدثوا عنها”.
ويقول النجادات: “إن هذه الحكايات تدل على علاقة وطيدة وأصيلة للإنسان بالمكان؛ كأنما تقول لنا: كان أجدادنا يعيشون قرب جبل باقر، والشفعة، والحميمة، ووادي رم، والديسة، ووادي عربة، ورأس النقب، ولهم نشاطات حياتية على شواطئ العقبة، وخليجها، وهم يؤمنون بالغيب، وتربطهم علاقة وطيدة بأمواتهم، يعيشون على ما تنتجه مواشيهم، لذا ينتظرون المطر، والعشب، ويصطادون ما توفره بيئتهم، ويتعرضون لمخاطر السباع، وتقلبات المناخ، ويعيشون الوفاء والبخل والغدر والشجاعة واليأس والأمل والعدل، والحب؛ يأمل أن يمتلكوا الدر والنفائس، ليحققوا أحلامهم وطموحاتهم”.
ويبين المؤلف أن كل مجتمع له عاداته وتقاليده ومعتقداته في مختلف نواحي الحياة، لافتا إلى أنه حاول أن تكون لغة هذه القصص قريبة للقارئ، وبذلك تحفظ لهجة أبناء هذه المنطقة، كما اجتهد المؤلف في بيان معاني عدد من الكلمات والتراكيب اللغوية الخاصة بالمنطقة.
ويدعو المؤلف الباحثين إلى دراسة ما تحمله مادة هذه الحكايات؛ ففيها أكثر من “136”، هامشا جرى الاجتهاد بتوضيحها؛ تصلح لدراسة لهجة أبناء البادية الجنوبية وحياتهم الاجتماعية والفكرية، ومدى تفاعلهم مع الطبيعة التي يعيشون فيها؛ نباتاتها، والحيوانات المستأنسة والوحشية وغير ذلك الكثير.
ويذكر أن هذه السلاسل التي تضمنت خمس موضوعات متطورة وعصرية، أطلقتها وزارة الثقافة الأردنية، من أجل سد النقص في المكتبة المحلية والعربية، وهذه المنشورات مهمة في حقول معرفية مختلفة، حيث جاءت “سلسلة فكر ومعرفة”، التي تسعى إلى خلق الوعي والإدراك وتنمية للتفكير وفهم الحقائق وسياقات التاريخ والحياة وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية، وخلق التأمل الفلسفي ضمن آليات المنطق والتحليل العلمي، أما سلسلة “الفلسفة للشباب”، فتهدف إلى تشجيع الأجيال الجديدة على الإفادة من مناهج الفلسفة في فهم العالم المعاصر، وتوعية الرأي العام بأهمية الفلسفة، واستخدامها نقديا لمعالجة طروحات العولمة وعصر الحداثة؛ أيضا “سلسلة الكتاب الأول”، وهي تعنى بنشر الكتاب الأول للمؤلفين؛ كباكورة لأعمالهم المستقبلية، مع مراعاة الإبداعية والشروط الكتابية الناضجة.
وتشمل سلسلة “سرد وشعر”، حيث أنها تعنى بالكتابات الشعرية والسردية المهمة، المغايرة والمختلفة في الطرح والشكل، ذات الجودة والكفاءة في تحقيق إضافة نوعية للمكتبة المحلية والعربية، و”سلسلة شغف”، التي تختص بالمخطوطات الموجهة للطفل، شعرا ونثرا، وتراعي حاجات الطفل الفكرية والنفسية والوجدانية، وتحقق شروطها الفنية والجمالية والإبداعية.
الغد/عزيزة علي
التعليقات مغلقة.