“صنع في قطر”.. برنامج يهدف إلى دعم المواهب الشابة في العالم السينمائي
– ليلة استثنائية عاشها جمهور مهرجان أجيال السينمائي 2024 في نسخته الثانية عشرة، بعرض أحد أبرز برامج المهرجان “صنع في قطر” الذي ينتظره محبو السينما والإبداع.
يعرض البرنامج مجموعة من الأفلام القصيرة لمواهب قطرية وأخرى مقيمة في قطر، الأمر الذي يعكس الإمكانيات الكبيرة للمجتمعات الإبداعية في قطر.
واستمر مهرجان أجيال السينمائي في إمتاع جمهوره ببرنامج “صنع في قطر” وسط حضور كبير في مسرح الدراما في الحي الثقافي كتارا، إذ يضم البرنامج خمسة أفلام متنوعة تظهر التقدم الإبداعي لصناعة السينما القطرية، من بينها فيلمان تم إنتاجهما بدعم من وزارة الصحة العامة القطرية.
لحظات من التوتر عاشها مخرجو الأفلام مع اقتراب عرض أفلامهم للمرة الأولى، وبدأ العرض بفيلم “قلوي” للمخرجين الهندي بول أبراهام وعبد الله الهور، وتناول الفيلم العلاقة المعقدة بين الاختيارات الشخصية وتوقعات الأسرة، وكيف يمكن لفرض الأمور والتوقعات أن يشكل الخوف في العلاقات؛ حيث يروي الفيلم مدى تأثير مخاوف صحية لدى الأب على حياته وكيف يسعى الابن إلى إدراك سر الفجوة بينه وبين أبيه، إذ يسلط الضوء على محاولات الابن لمد جسر تلك العلاقة بينهما، وقد تم إنتاج الفيلم باللغتين المالايالامية والإنجليزية، وحظي بدعم من وزارة الصحة العامة القطرية. ويعد هذا الفيلم القصير الأول للمخرج الهندي بول أبراهام، ووصلت مدته لـ18 دقيقة.
واستكمل البرنامج بعرض فيلم “برشنا” للمخرج الأردني عبادة جربي يروي في 13 دقيقة قصة مؤثرة لناجية من هجوم إرهابي في كابول وتجد ملاذا في قطر، مشاعر من الأمل والصمود والشوق للسلام عبرت عنها برشنا في الفيلم، كما قدم رؤية شخصية عميقة حول الاغتراب عن الوطن والقوة اللازمة لبداية جديدة وسط ذكريات مؤلمة، إذ عبرت عن ذلك بقولها “لقد نجوت على الأمل.. ولن تكون حيا إن لم يكن لديك أمل”.
ليعرض من بعده فيلم “القوقعة” للمخرج المصري كريم عمارة الذي جسد مشاعر عميقة في 8 دقائق فقط، يحكي الفيلم قصة الأم رقية؛ المطلقة التي تبلغ من العمر 50 عاما عندما تلتقي بابنها يوسف البالغ من العمر 20 عاما، بعد غياب ستة أشهر.
وخلال لقائهما، تصر رقية على غسله، وهي طقوس كانت تفرضها عليه في السابق، وعلى الرغم من مقاومته لها، يبدأ يوسف في فهم أسلوب والدته في التعبير عن الحب والرعاية الذي يحمل معنى أعمق، الأمر الذي يضعه في مواجهة مع أسلوبها الخاص في التعبير عن الحب بحوار بسيط تمثل بقولها “مبسوطة إنك أجيت البيت فاضي”، ليجيبها “وأنا كمان اشتقتلك ماما”.
واستكمل البرنامج بعرض فيلم “هل تراني” للمخرجة ضحى عبد الستار، الذي جسد مشاعر الوحدة العميقة التي تصارعها سيدة، وأسلوب حياتها الهادئ، هذا الصراع الداخلي الذي دفعها في نهاية المطاف لمواجهة اضطراباتها الداخلية واحتمالات التغير، وتصل مدة الفيلم لـ6 دقائق.
واختتم البرنامج بعرض فيلم “ارحل لتبقى الذكرى” للمخرج القطري علي الهاجري، وهو سرد تأملي تجريبي يستكشف أعماق الفقدان والتجديد من خلال صور شعرية. ويجسد تجول أحد الرجال في عالم ذكرياته، ويتابع الفيلم رحلة علي عبر الذكريات والتأملات، ليواجه أسرار الحياة والموت والانبعاث.
ورافق نهاية كل فيلم منها وصلة تصفيق حارة لمجهود مخرجين مبدعين وطموحين في عالم السينما، إذ حاول كل منهم أن يحقق رسالة مليئة بالمشاعر الإنسانية التي يعيشها الإنسان في حياته بمواقف مختلفة.
ويرأس لجنة تحكيم برنامج “صنع في قطر” في العام الحالي الممثل الفلسطيني صالح بكري، وصانعة الأفلام الكينية ديبرا أروكو والمخرجة القطرية أمل المفتاح.
هذا وسيتم الإعلان عن جوائز برنامج “صنع في قطر” في الليلة الختامية للمهرجان التي تتضمن جائزة أفضل فيلم، جائزة أفضل إخراج، وجائزة عبد العزيز جاسم لأفضل أداء تمثيلي.
ويشمل برنامج العام الحالي لمهرجان أجيال السينمائي أفلاما متنوعة وملهمة تحظى باهتمام الجمهور من مختلف الأعمار، وتجمع الأفراد من مختلف الثقافات لمشاهدة العديد من القصص الملهمة والمحفزة على التفكير.