“صوبات الكاز” تخرج من المخازن وتشتعل من جديد

في مشهد بات يتكرر يوميا في العديد من الأحياء السكنية، يحمل مواطنون مدافئ الكاز متجهين إلى محلات صيانتها لإعادة تشغيلها بعد ان استبعدوها منذ بداية الشهر الحالي وربما منذ أعوام بسبب ارتفاع سعر الكاز، في وقت زادت فيه مبيعات الكاز بنسبة 700 % بعد تجميد استيفاء ضريبته.
يأتي ذلك بعد دخول قرار تجميد الضريبة المقطوعة على الكاز حيز التنفيذ، حيث وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة نهاية الأسبوع الماضي لتجميد الضريبة الثابتة على الكاز خلال فصل الشتاء، وبناء عليه، أصبح سعر صفيحة الكاز 12.40 دينار بدلا من 15.70 دينار قبل تجميد الضريبة، حيث تبلغ قيمة هذه الضريبة 16.5 قرش على اللتر.
أحمد ياسين واحد من الكثيرين الذين وجدوا في الكاز بعد خفض سعره مهربا للتقليل من كلف التدفئة لبيته، فبعد أكثر من عامين على وقفه لاستخدام مدافئ الكاز ووضعها في غرفة الخزين، عاد لإخراج هذه المدافئ لصيانتها وتشغيلها.
يقول أبو أحمد انه بعد الانخفاض الأخير الذي حصل على أسعارالكاز أصبح من المجدي استخدامه في التدفئة ما يخفف من استخدام الغاز أو مدافئ الكهرباء التي اعتمد عليها خلال الفترة الماضية.
ويضيف أنه سيقوم بصيانة مدفأتين لتشغليهما في أكثر من غرفة بدلا من الغاز للتقليل من كلفة استبدال اسطوانات الغاز كل 3 أو 4 أيام.
وكان هذا حال كرم صالح ايضا، حيث يبين أن التخفيض المجدي على سعر الكاز شجعه على العودة لاستخدام مدفأة الكاز والتي استبعدها كليا منذ بداية الشتاء الحالي بسبب ارتفاع سعره بنسبة قاربت 40 % عن شتاء العام الماضي.
يقول كرم إن استخدام الكاز يعطي مقدارا أكبر من الدفء كما يغطي مساحة أكبر من مدافئ الغاز، إلا أن ارتفاع سعره قبل التخفيض الأخير حال دون استخدامه، مشيرا إلى أن المعدل اليومي لاستهلاك الكاز لديه يقارب 5 لترات إذا ما شغل المدفأة لنحو 8 ساعات يوميا، وأن توفير هذه الكميات بالأسعار السابقة لم يكن أمرا سهلا.
كما أن الاعتماد على الكهرباء للتدفئة سيدخله بشرائح استهلاكية أعلى وتعرفة أعلى وبالتالي ستزيد فاتورته الشهرية، أما الآن فإن استخدام الكاز هو الحل الاقتصادي الأنسب لميزانيته.
أبو علي صاحب دكان تصليح مدافئ كاز في عمان، يقول إنه ومنذ إعلان خبر خفض أسعار الكاز قدم إليه عدد لا بأس به من المواطنين لصيانة مدافئهم العاملة على الكاز.
كما قدم إليه مواطنون آخرون يسألون عن مدافئ مستعملة أو جديدة بسعر قليل لشرائها، بينما لم يبع أي منها منذ بداية هذا الشتاء حيث لم يكن هناك طلب عليها بسبب ارتفاع سعر الكاز بما يفوق قدرة هؤلاء الذين جلهم من ذوي الدخل المحدود والمتدني.
ويقول الخبير في قطاع النفط هاشم عقل إن الطلب على الكاز ارتفع فعلا خلال اليومي الماضيين.
ويشير إلى ان حجم المبيعات زاد بنسبة تقارب 700 % عن ما قبل التخفيض حيث بلغ معدل البيع اليومي لإحدى شركات التسويق على سبيل المثال 250 ألف لتر من نحو 30 ألفا فقط قبل دخول قرار تجميد الضريبة حيز النفاذ.
ويؤكد عقل ان هذه المادة متوفرة بكميات كافية في كل المحطات دون أي نقص، لأنه لم يكن عليها طلب في السابق بسبب ارتفاع سعرها.
وكانت الحكومة خفضت السبت الماضي وقبل تجميد الضريبة على الكاز أسعار المحروقات الأساسية بنسب تراوحت ما بين 2.1 % و8.7 % حيث حاز الكاز على النسبة الأكبر من التخفيض بنسبة 8.7 %.

رهام زيدان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة