“صوتان تحت السماء” // د. باسم القضاة

تبدأ القصة في يوم عادي، لكنّه مفعم بالتناقضات: في غزة، حيث يعيش الطفل أحمد، يرنّ صوت القصف في الأرجاء، ويختبئ مع عائلته في غرفة صغيرة بلا كهرباء، يتحدث بصوت خافت إلى أخته الصغرى ليهدئ من روعها. أما في مدينة كبيرة بعيدة في الغرب، يجلس الطفل جاك في غرفته المريحة، محاطًا بألعابه الإلكترونية، ويتصفح الإنترنت دون أن يدرك أن أحمد يعيش تحت قصف الطائرات التي صنعتها بلده.
الفصل الأول:
يبدأ الفصل برصد يوميات أحمد: طفل ذو عشرة أعوام، يحلم بأن يصبح مهندسًا لإعادة بناء مدينته التي تتساقط أحياؤها كل يوم. يذهب مع والده إلى المسجد حين تهدأ الأوضاع قليلاً، ويمضي ساعات طويلة مع والدته يحاول فهم سبب هذا الدمار. يسأل والدته:
“لماذا يكرهوننا؟”
تجيبه الأم بحزن:
“لأننا لا نملك ما يملكون، لكننا نملك ما لا يمكنهم أخذه: الأمل.”
على الجانب الآخر، يعيش جاك طفولة بلا قيود. خلال حصة دراسية عن الشرق الأوسط، يسأل معلمته:
“لماذا ندعم إسرائيل؟”
تجيبه المعلمة بكلمات سياسية معقدة، لكنه يشعر بفضول غريب ويدخل الإنترنت ليقرأ المزيد.
الفصل الثاني:
يتقاطع عالم الطفلين عبر الإنترنت عندما ينضم جاك إلى تطبيق لغات للحديث مع أطفال من دول أخرى. يتحدث للمرة الأولى مع أحمد.
جاك: “مرحبًا، أنا من نيويورك. أين تعيش؟”
أحمد: “أنا من غزة.”
تتوقف المحادثة للحظة. يسأل جاك:
“غزة؟ هل هذا المكان الذي تحدث فيه الحروب؟”
أحمد: “بل هو المكان الذي نعيش فيه، رغم كل شيء.”
من هنا تبدأ علاقة متشابكة: يحكي أحمد عن صوته المخنوق تحت الطائرات وعن الأصدقاء الذين فقدهم. يحكي جاك عن الألعاب التي يشتريها وعن عائلته التي تعمل في مصانع الأسلحة. يصدمه أن هذه الأسلحة قد تكون سببًا في دمار غزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة