طالب أردني يبتكر كِلية صناعية بحجم الطبيعية ويحصد جائزة عالمية
في سابقة لفتت انتباه الأوساط العلمية، تمكن طالب “توجيهي” في الكرك من ابتكار مشروع علمي لتصنيع كلية صناعية تحمل حجم ومواصفات الكلية الطبيعية ذاتها، فيما بدأ الابتكار يحظى باعتراف عالمي.
وكان الطالب أسامة فايز الطرايرة أحد منتسبي نادي إبداع الكرك وأحد الباحثين في القسم العلمي في النادي، نجح باستكمال سائر مراحل المشروع، وقدمه لإدارة النادي، التي وجدته بعد الفحص والدراسة ملائما للمشاركة في مسابقات علمية للابتكار على مستوى العالم في كل من الصين وتركيا، ما أهله للفوز بإحدى الجوائز العالمية في مسابقة دولية عقدت في تركيا لتميز مشروعه على مستوى الهندسة والفيزياء.
ويقول الطالب الطرايرة الذي ما يزال على مقاعد الدراسة في مرحلة الثانوية العامة، وسيقدم امتحان التوجيهي الفصل الحالي، إن تجربته بدأت عندما انتسب لنادي إبداع الكرك، الذي رحب به واستقبله وقدم له سائر التسهيلات الخاصة بالطلبة والفتيان في مراحل عمرهم الأولى، وأتاح له خيارات متعددة للعمل والبحث، مشيرا إلى أن هذه التجربة بدأت مع النادي قبل 4 سنوات.
ويلفت الطرايرة، إلى أنه بدأ بتلقي مجموعة من الدورات التدريبية في مجال مهارات الحياه والتواصل، وكذلك في مجال البحث العلمي تحت إشراف المهندسة سهى الحباشنة التي أشرفت على المشروع منذ البداية، مؤكدا أن كل تلك التسهيلات أتاحت له الحصول على مجموعة من الدورات العلمية في مجال الروبوت والطب إضافة إلى دورات عديدة مختصة بالمشاركة في المؤتمرات العلمية.
ويؤكد أنه تمكن تحت إشراف المهندسة الحباشنة من إنجاز مشروع علمي تحت مسمى “الكلى الاصطناعية” الذي نافس على مستوى العالم في مسابقات علمية في الصين وتركيا، وحصل على الجائزة البرونزية في تركيا على مستوى العالم من بين 186 مشاركة علمية شبابية على مستوى 21 دولة.
ويضيف أن الفكرة الأساسية اختمرت بعد تفكير عميق مع المشرفة بخصوص مشاكل مرضى الكلى، فكانت المبادرة بابتكار كلية صناعية تقوم بوظيفة الكلية الطبيعية، على أن تكون مطابقة لها في الحجم والشكل والوظائف الهرمونية، لافتا إلى أن العمل ما يزال جاريا على اختبارات للمشروع، بحيث ستتم معالجة هذه الآلة عن طريق الهندسة الميكانيكية الحيوية، وباستخدام الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة.
ويبين أن الكلية ستزرع داخل جسم الإنسان، على غرار الكلية الطبيعية تماما، وستقوم بنفس الوظائف، وستتكامل مع الجسم، وهذا هو أساس الأبحاث العلمية النظرية، وبعد تصنيع الكلية سيتم لاحقا إجراء التجارب عليها، ثم البحث عن جهة داعمة ماليا لتصنيعها وتسجيلها، وصولا إلى الغاية الأساسية المتمثلة بتخفيف آلام مرضى الكلى ووضع حد لمعاناتهم خصوصا من يلجأ منهم إلى الغسيل اليومي.
ويثني الطرايرة، على جهود نادي الإبداع في الكرك الذي أتاح له، وتحت إشراف المهندس حسام الطراونة صاحب فكرة تأسيس النادي، الدعم المعنوي والإيمان بالفكرة، فضلا عن الدعم المادي وتوفير جميع الإمكانات اللازمة للبحث على مدار أربع سنوات، بإشراف مباشر من المهندسة الحباشنة التي كان لها دور كبير في التوجيه والإرشاد للوصول إلى هذه النتائج العلمية التي يصفها بـ”الكبيرة”.
من جهتها، تؤكد المشرفة الحباشنة أن الطرايرة يعد من الطلبة المتميزين في النادي، ومنذ انتسابه تم تقديم سائر أشكال الدعم المعنوي والفني له حتى بلوغ الفكرة النهائية للمشروع المبدع والابتكاري، عبر توفير التوجيه وفتح المجالات العلمية أمامه، من خلال المشاركة في المؤتمرات والمسابقات الدولية التي حصل فيها الطالب الطرايرة على جائزة دولية في تركيا.
وتشير إلى أن المشروع بدأ من خلال جلسة عصف ذهني مع الطالب الطرايرة، بحثت مجموعة من الأفكار العلمية المختلفة، ومن ثم الوصول في النهاية إلى اختياره مشروع الكلية الصناعية، والذي عمل على تطويره والبحث فيه مدة طويلة، مشيرة إلى أنه بعد الانتهاء من حصر الفكرة بدأ العمل على التطبيق مباشرة.
بدوره يؤكد الرئيس التنفيذي للنادي المهندس حسام الطراونة، أن الطالب الطرايرة من الطلبة المتميزين في النادي، ومن أعضائه المبدعين، فكان أن قدم له النادي سائر الإمكانات المتاحة من أجل التميز والإبداع بكل الوسائل والمجالات العلمية وغيرها.
ويشير الطراونة إلى أن النادي يوفر لمنتسبيه بيئة حاضنة للإبداع والمبدعين، ويرعاهم من عمر 5 سنوات إلى مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة، بحيث يتبنى إبداعاتهم ويزودهم بالمعرفة الفنية التطبيقية، وصولا إلى إنتاج مشاريع علمية خاصة بهم.
ويلفت إلى أن النادي يعمل بكل الوسائل على توفير الدعم الكامل للمبدعين، ولذلك فهو بحاجة إلى دعم مالي ليتمكن من الوفاء بالتزاماته تجاه الطلبة المبدعين في الكرك وهم كثر، ولديهم مشاريع وأفكار كبيرة يمكن البناء عليها، مشيرا إلى أن مسيرة الإبداع في النادي لا تتوقف، بفضل الأعداد الكبيرة من المنتسبين الذين وصل عددهم منذ تأسيس النادي حتى الآن إلى أكثر من 20 ألف شاب وشابة من مختلف الأعمار، واستطاع العديد منهم تحقيق ابتكارات علمية مميزة سهلت لهم العمل في مجالات مختلفة.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.