“طبقة فحل”.. بنية تحتية رديئة وقيمة سياحية مهملة
– لم يرق مستوى الخدمات والبنية التحتية في منطقة طبقة فحل الى اهميتها الاثرية والسياحية المستمدة من احتوائها على آثار تعود الى مختلف العصور منها الرومانية والبيزنطية والإسلامية، لتبقى تحت وطأة افتقارها للانشطة السياحية والمشاريع الاستثمارية.
وتعاني المنطقة الاثرية التي تقع الى الشرق من بلدة المشارع، في الأغوار الشمالية، وتبعد قرابة 25 كم عن مدينة اربد وقرابة 80 كم الى الشمال من عمان، من مستوى خدماتي وصف بـ”السيئ” وفق سكان من المنطقة قالوا “ان اغلب الطرق الواصلة للمنطقة وخصوصا الرئيسة منها بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل، اضافة الى أنها تفتقر إلى الانارة”، مؤكدين “أن بعض الشوارع لم تشهد، أي عمليات صيانة منذ فترة زمنية طويلة”.
ووفق تقديرهم، فان تداخل الصلاحيات وغياب التنسيق بين الجهات المعنية، وضع المدينة وقيمة معالمها الأثرية في عتمة الإهمال، وحرمها من الاستثمار لتبقى المنطقة بشكل كامل تحت وطأة الفقر والبطالة رغم امكانية توظيفها سياحيا بما يخدم اهالي المنطقة.
محمد الرياحنة من سكان المنطقة يقول، إن طبقة فحل من المناطقة ذات المعالم الأثرية المهمة، الا انها تخلو من أي استثمار سياحي او تجاري، متوقعا ان وجود اي استثمار في المنطقة سيعمل على تطويرها وحل العديد من المشاكل التى يعاني منها اللواء ككل كالفقر والبطالة.
وانتقد الرياحنة غياب برامج وزارة السياحة والآثار عن طبقة فحل، معتبرا ان ذلك يعد تهميشا أو تقصيرا مقصود.
واضاف إن غياب الخدمات الأساسية في المنطقة، أدى إلى تراجع عدد الزائرين والسياح، اذ ان اغلب السياحة تكون مقتصرة على مجموعات سياحية تزور المنطقة لفترة زمنية قصيرة، وتغادرها جراء عدم وجود سوى مطعم سياحي واحد، فيما يخلو المكان من الاستراحات والخدمات الأخرى اضافة الى افتقاده لأي فندق او حتى نزل متواضع.
وطالب الجهات المعنية بالعمل على جذب المستثمرين من خلال توفير الخدمات الأساسية وتطوير البنية التحتية.
وأشار جمال بني بكر من سكان المنطقة أن غالبية شوارع المنطقة بـحاجة إلى تعبيد وإعادة تأهيل، ناهيك عن أنها تفتقر للإنارة، بالإضافة إلى أن مدخل طبقة فحل بحاجة إلى عمليات تجميل كزراعة أشجار الزينة، وإنشاء جزيرة وسطية في الطريق الرئيس، قائلا “إن ذلك يعمل على جذب المزيد من السياح لزيارة المنطقة والاستمتاع بمناظرها الطبيعة وآثارها الخلابة”.
ودعا وزارة السياحة إلى تعريف السائحين والزوار والمتنزهين باهمية وجمالية المنطقة من خلال برامج مختصة.
ويشير علي العيل ان تلك الأوضاع وغياب الخدمات تُسبب بيئة طاردة للسياحة في منطقة طبقة فحل، رغم تاريخها وتراثها، لافتا الى ان تراجع السياحة بالمنطقة قابله زيادة نسبة الفقر والبطالة، إذ إن اغلب سكان المنطقة كانوا يعتمدون على بيع منتجاتهم للسائحين من المطرزات والتحف والمشغولات اليدوية.
من جهته، يوضح رئيس قسم التنظيم في بلدية طبقة فحل أحمد الصقور “أن هناك مشروعا قائما لتعبيد شوارع المنطقة، وسيتم طرح عطاء خلطة إسفلتية خلال الأيام المقبلة.
من جانبها تؤكد مصارد سياحية على الاهمية التى تميز طبقة فحل والتي وضعتها على الخريطة السياحية، موضحة ان السياحة تعمل بجهد لإبراز تلك المعالم السياحية من خلال اعداد الخطط والبرامج الترويجية. واكدت ذات المصادر ان مسؤولية تعبيد الشوارع وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية بالمنطقة من اختصاص جهات اخرى، معتبرة ان تحسين هذه الخدمات سيعمل على جذب اكبر عدد من المسثمرين كما انه سيسهل العمل عليهم مستقبلا.
وطبقة فحل عرفت قديما ببيلا، شيدت في العصر الهلنستي خلال الفترة التي شهدت فتوحات الاسكندر المقدوني وسميت بيلا نسبة إلى المدينة التي ولد فيها الاسكندر. وتعتبر إحدى المدن العشر في حلف الديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان.
تُعد المنطقة من أبرز المواقع الأثرية ليس في الأردن فقط، وإنما في شمالي الجزيرة العربية، إذ تحوي دلائل تشير إلى استيطان بشري استمر دون انقطاع، بدءًا من العصور الحجرية وتعتبر طبقة فحل إحدى المدن العشر في حلف الديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان. كان حلف الديكابولس في أيام اليونان والرومان، يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسورية وفلسطين.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.