طرق زراعية متهالكة بوادي الأردن منذ عقود.. متى تبدأ صيانتها؟
في الوقت الذي تعاني فيه الطرق الزراعية في وادي الأردن من تهالك بنيتها وسط غياب الصيانة منذ عقود، تؤكد سلطة وادي الأردن ان عدم وجود مخصصات مالية هو السبب الرئيس لعدم تأهيلها.
ومع بدء فصل الشتاء، تبرز الحاجة الماسة لصيانة وتعبيد الطرق الزراعية التي تحولت على مدى عقود إلى أزقة وطرق ترابية تكثر فيها المطبات والحفر وباتت تشكل معاناة كبيرة للمزارعين.
ويؤكد مزارعون أن الإهمال وغياب الاهتمام زاد من تردي حالة هذه الطرق، خاصة في المناطق الوسطى والشمالية التي لم تشهد أعمال صيانة منذ عقود ما أحال معظمها إلى طرق شبه ترابية.
ويبين المزارع رائد العبادي ان معظم الطرق الزراعية في مناطق الشونة الجنوبية وديرعلا متهالكة ومليئة بالحفر والمطبات كونها لم تعبد بخلطات اسفلتية ساخنة عند إنشائها ما جعلها أكثر عرضة للتآكل، موضحا أن معظم هذه الطرق بلا أطاريف وغالبا ما يتقلص عرضها إلى امتار بسبب الأشجار الحرجية على جانبيها.
ويؤكد أن غالبية الشوارع لم تجر لها صيانة منذ عشرات السنين ما زاد من تردي بنيتها خاصة أنها تستخدم كثيرا من قبل المركبات الزراعية وبعضها يشهد حركة سير كثيفة كونها شوارع رئيسة لمناطق سكنية، مضيفا أن الطرق الزراعية بوضعها الحالي تشكل معاناة حقيقية للمزارعين والمواطنين بعد أن أنهكتهم ماديا جراء الصيانة المتكررة لمركباتهم.
ويوضح المزارع جميل احمد أن غالبية هذه الطرق أنشئت منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي مع بدء مشاريع تطوير وادي الأردن وبعضها ما يزال على حاله منذ ذلك الوقت، لافتا أن معظم الطرق بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وفتح بكامل سعتها الأصلية وتعبيدها بخلطة اسفلتية ساخنة.
ويشير إلى أن كثرة الحفر والمطبات ونمو الأشجار على جوانب هذه الطرق جعل منها أزقة لا تصلح للاستخدام، موضحا أن هذه الطرق وإن كانت زراعية إلا أنها أصبحت بفعل التوسع العمراني شوارع رئيسة يستخدمها المواطنون الأمر الذي زاد حجم الضغط عليها.
ويبين احمد أن غالبية هذه الطرق لا يزيد عرضها على ثلاثة امتار في أحسن الحالات، وبعضها لا يتجاوز المتر بسبب كثرة الأشجار الحرجية وأنابيب الري الزراعية وما خلفته من حفر كبيرة، لافتا إلى انها تحولت إلى طرق ترابية ما يشكل عائقا أمام استخدامها من قبل المواطنين ويزيد من معاناتهم اليومية.
ويطالب مزارعون بضرورة صيانة هذه الطرق وفتحها بسعتها الكاملة، والقيام بحملة شاملة لقص الاشجار للحد من معاناتهم خاصة مع حلول فصل الشتاء لان مياه الامطار تزيد من اوضاع الطرق سوأ.
بدوره، يؤكد رئيس لجنة الزراعة والمياه والبادية النيابية، محمد العلاقمة، إن بعض الطرق الزراعية لا تصلح لسير المركبات عليها، داعيا إلى ضرورة تأهيلها وتوسعتها بشكل يلبي احتياجات المزارعين.
من جانبه، أقر مصدر مسؤول بسلطة وادي الأردن بأن أوضاع الطرق الزراعية في وادي الأردن مترد وبحاجة ماسة للصيانة والتأهيل، مستدركا “إلا أن العائق المادي يحول دون اجراء صيانة لكافة الطرق في الوادي”.
وأكد المصدر أن سلطة وادي الأردن تقوم بشكل مستمر بصيانة الشوارع الزراعية في الوادي حسب الامكانات المتوفرة والاولوية لخدمة أكبر عدد من المستفيدين خاصة وان بعض الشوارع تحتاج للصيانة أكثر من غيرها، مشيرا أن منطقة وادي الأردن واسعة جدا والشوارع الزراعية كثيرة، ما يصعب من عملية صيانتها في آن واحد.
وبين انه يوجد في وادي الاردن ما يزيد على 1300 كلم طولي من الطرق الزراعية وعملية صيانتها وإعادة تأهيلها تحتاج ما بين 30 – 50 مليون دينار، مشيرا إلى أن مخصصات سلطة وادي الأردن المقررة لصيانة الطرق لا تتجاوز قيمتها 50 ألف دينار سنويا، في حين أن المخصصات من مجلس المحافظة لا تتجاوز 300 ألف دينار سنويا وهو مبلغ لا يكفي لتعبيد طريق واحد.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.