طريق الحمّة: مغامرة محفوفة بالخطر

الغور الشمالي – على طريق ضيق، تكثر فيه التعرجات والانعطافات الخطرة والتشققات والحفر والهبوطات، يكابد زوار وسياح في عبوره للوصول إلى منطقة الحمة في لواء الغور الشمالي بمحافظة اربد، للعلاج في مياهها المعدنية، إذ أصبح عبور هذا الطريق، مغامرة غير محمود العواقب، لخطورتها الكبيرة.
وتشهد المنطقة التي تعرف بحمة الشونة الشمالية خلال الموسم الشتوي، تدفق أعداد من المواطنين للعلاج والتنزه، بيد أنهم يواجهون صعوبات شاقة، في الوصول الى المنطقة، أبرزها الطريق المؤدي اليها، والتي وصفها بعضهم بأنها غير صالحة للاستعمال، الى جانب غياب الصيانة عنها، وتردي بنيتها التحتية.
ونظرا لما تتمتع به الحمة من خصوصية في السياحة العلاجية، لوجود ينابيع مياه معدنية فيها ذات مزايا في علاج الأمراض الجلدية والمفاصل والعظام، وغيرها من الأمراض، لاحتوائها على معادن وعناصر مفيدة في للجسم، فإن تسليط الضوء على تطويرها كموقع سياحي بيئي، يمكنه تحقيق انتعاش اقتصادي للواء، بات ضرورة ملحة.
مواطنون زاروا المنطقة في رحلات سياحة علاجية، وصفوا الطريق اليها وطرقها الداخلية بـ”الرديئة”، وعدم صلاحيتها لعبور المركبات، التي تتعرض اثناء السير عليها للاهتلاك والخراب لكثرة تشققاتها ومطباتها وحفرها.
وأشاروا الى أن الجهات المعنية، غائبة عن الاهتمام بهذه المنطقة ذات الطبيعة السياحية الجذابة على مدار العام، لمناخها الربيعي الجميل والشتوي الدافئ، ولطبيعتها الزراعية، وانتشار التلال فيها، وأشجار الحمضيات ومزارع الخضراوات والأعشاب الطبية بمختلف أنواعها، لكنها تفتقر لخدمات عديدة، أبرزها عدم وجود طرق مناسبة لتنقل الزوار منها واليها، ولتردي خدماتها.
علي التلاوي أكد أن طريق الحمة وعرة جدا، لا تتسع لأكثر من مركبة في بعض أجزائها، ناهيك عن كثرة انعطافاتها وخطورتها، وأنها غالبا ما تتعرض للانهيارات، بخاصة خلال الشتاء، ما يؤدي لإغلاقها، معيدا الى الاذهان ما حدث لها من إغلاق جراء انهيار كبير حدث فيها قبل نحو عامين.
كما بين أن الطريق، تعرض العام الماضي لمداهمة مياه الامطار المتدفقة من مناطق مرتفعة مجاورة، لتتحول إلى مخاضات طينية تعوق حركة السيارات والمارة، وهو ما ألحق بالمستثمرين فيها، خسائر كبيرة جراء تعطل منشآتهم ومشاريعهم بسبب اغلاق الطريق، وحرمان المنطقة من عبور الزوار اليها.
علي القويسم، أشار الى أن أجزاء كبيرة من الطريق غير مؤهلة للسير عليها، وغير آمنة أيضا، لكثرة تعرجاتها وانعطافاتها ما يجعلها خطرة، بالإضافة الى أن الانهيارات التي تتعرض لها شتاء، لم تدفع بالمعنيين الى وضع حلول لها كالحواجز الاسمنتية والأسوار للحد من الانهيارات.
وبين أن كل هذه المشاكل، تتسبب بصعوبات كثيرة للمزارعين، وتجعل وصولهم الى مزارعهم عملا شاقا، الى جانب محاصرتها للمتنزهين والزوار اثناء فترات الشتاء، وحرمان الراغبين بزيارتها من الوصول اليها.
ولفت خالد صابر الى أن حمة الشونة الشمالية، من أكثر المناطق السياحية التي يؤمها المواطنون من المحافظات، في سعي منهم للعلاج الطبيعي، والتمتع بمزاياها البيئية الفريدة، وطقسها الربيعي والدافئ، كما ويؤمها سياح أجانب، لهذه المزايا، لكن الطريق اليها وخدماتها المتردية باتت معوقا كبيرا امام جعلها قبلة للسياحة البيئية في الشمال.
وأكد أنه برغم المطالبات المتكررة من المستثمرين والمزارعين والاهالي، الموجهة الى الجهات المعنية، بخاصة وزارة الأشغال العامة والإسكان، لتحسين الطريق، إلا أن شيئا من هذا لم يتحقق فعليا على ارض الواقع، وان اعمال الصيانة الجزئية، لها لم تحسن من وضع الطريق الذي مضى على وجوده سنوات طويلة بدون تأهيل أو تعبيد أو توسعة، أو وضع حواجز تحد من الانهيارات فيها، أو إنشاء عبارات تمنع تدفق المياه اليها وتخريبها.
ووجه تساؤلات الى المعنيين، حول غياب الاهتمام بهذا الطريق التي لا تتناسب مع وضع الحمة كمنطقة سياحية وزراعية مهمة في اللواء، مطالبا الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بها على نحو أكبر، لما قد تحققه من أثر إيجابي، عند تنشيط الحركة السياحية من تشغيل للأيدي العاملة، والمساهمة بالقضاء أو التقليل من نسبتي الفقر والبطالة.
ويرى علي البشتاوي، أن المنطقة تحتاج فعليا إلى طرق حديثة لخدمة أهلها وزائريها، فطريقها الحالية ليست مؤهله ولا يمكنها خدمة السياحة أو الزراعة في المنطقة، والخطر في الامر، أنها تتحول في فصل الشتاء الى ممرات شاقة، لا يمكن عبورها، بل وتعطل الحياة في المنطقة، لافتا الى أنها تسببت بحوادث مختلفة، أدت إلى غرق العديد من المركبات.
مصدر من بلدية معاذ بن جبل، طالب بضرورة وضع خطة لتأهيل طريق الحمة، ليصبح طريقا رئيسا يسهم بتحقيق مردود اقتصادي للمنطقة، وتعزيز حركة السياحة والزراعة في اللواء.
وأشار إلى أن عمليات صيانة الطريق التي تجرى أحيانا لها، غير مجدية، لطبيعة المنطقة الصعبة، مؤكدا أن عملية صيانتها ستحتاج الى إنشاء طريق جديد، وهو ما نطالب به فعليا، لانها اصبحت بحاجة الى توسعة شاملة وتجديد لعباراتها القديمة، لتستوعب كميات المياه المتدفقة اليها.

علا عبد اللطيف/الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة