عجلون : أسعار الزيت تنعش المزارعين بعد تراجع كمياته في الثمار

أعرب مزارعو الزيتون في محافظة عجلون عن رضاهم عن أسعار الزيت في المحافظة للموسم الحالي، والبالغة 100 دينار للصفيحة، مؤكدين أن هذا السعر يعد منصفا لا سيما مع تراجع كميات استخراجه من الثمار، الامر الذي يوفر لهم هامش ربح معقول بعد أن يذهب أيضا زهاء 40 % من أثمانها كُلفا للإنتاج، بدءا من رعاية الأشجار، بحراثتها وريها وتسميدها، وانتهاءً بأجور قطافها ونقلها وعصرها.

ومع بدء الموسم رسميا بافتتاح المعاصر منتصف الشهر الحالي، بدأت الأسر العجلونية بعملية القطاف، مستعينين بأفراد أسرهم في أيام العطل، وتشغيل عدد من العمال بأجور يومية تصل إلى 20 دينارا، أو بتضمين كرومهم لأشخاص آخرين مقابل حصص من مجمل الإنتاج تتراوح بين 35 % إلى 50 %.

ويقول المزارع جميل عبدالله، إن بعض المزارعين يعانون من تراجع كميات إنتاج الزيت المستخرج من ثمار الزيتون مقارنة بمواسم سابقة، إلا أنهم يبدون رضاهم عن أسعار البيع لصفيحة الزيت التي تتراوح ما بين 95 إلى 100 دينار، وهو ما يعتبره سعرا منصفا، حيث يوفر لهم هامش ربح معقول بعد خصم كلف الإنتاج.
ويوضح عبدالله، أنه لا يمكن لأحد تحديد الأسباب التي تتسبب في خفض إنتاج الزيت، حيث يُرجع بعضهم ذلك إلى عوامل وتغيرات بيئية، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة في بداية تشكل الثمار وتدني معدلات الأمطار، مما تسبب في ضعف الثمار، كما أن اختلاف أنواع أشجار الزيتون يلعب دورا، بينما يذهب آخرون إلى أسباب مرتبطة بالتباين بين المعاصر من حيث إمكانياتها الحديثة والقديمة والخطوات المتبعة في عملية العصر.
أما المزارع عيسى أحمد فيشير إلى أن عملية تسويق الزيت تتم مباشرة بعد عصره في المعاصر، حيث يفد المواطنون بأنفسهم من مناطق عدة في المملكة، خصوصا خلال أيام العطل، لتذوق الزيت من المزراب وانتقاء ما يفضلونه، مشيرا إلى أن بعض المزارعين يتفاجأون بتواضع إنتاج الزيت عند عصر ثماره، بحيث لا تتجاوز نسبة الزيت المستخرج من كمية الثمار 15 % إلى 20 %، في حين كانت تتجاوز النسبة في مواسم سابقة 25 %.
ومن وجهة نظر المهندس الزراعي سامي فريحات، فإن مسألة الانخفاض في إنتاج الزيت ربما تعود إلى زيادة حمل الثمار على الأشجار، وتراجع الأمطار في مرحلة تشكل الثمار، وارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الشديدة، ما تسبب بضعف حبات الزيتون، خصوصا في الأشجار البعلية، كما لا يستبعد وجود تباين بين المعاصر من حيث قدراتها وطريقة العصر المتبعة، إلا أنه لا يرجح أن يكون لها تأثير كبير على كميات الإنتاج، مؤكدا أن أسعار الزيت هذا الموسم جيدة، إذ تجاوزت 95 دينارا للصفيحة سعة 16 كغم، وتحظى بفرص تسويقية جيدة.
وبحسب تقارير المركز الوطني للبحوث الزراعية، فإن الميزات التي يتمتع بها الزيتون العجلوني تتمثل في تعدد أنواعه، ومنها المهراس الذي يعد أصلا عريقا ومحافظا على كيانه عبر العصور، وقد أثبتت البصمة الوراثية له التنوع الوراثي الغني والفريد بين الطرز الوراثية للزيتون في حوض البحر الأبيض المتوسط، مع ميزات جينية ذات دلالات مهمة لقدراته على التكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية، والحفاظ على نوعية زيته.
ويعد موسم الزيتون في المحافظة من أهم المواسم التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، من مزارعين وتجار ومستهلكين. فالموسم يشكل أبواب رزق للجميع، بحيث يبدأ بصاحب الزيتون، مرورا بتجار الجملة والتجزئة، وينتهي بما يعرف بـ”البعارة” وصانعي الزيتون المخلل، وصانعي وبائعي حلوى الهريسة التي يكثر طلبها خلال موسم القطاف، وصولا إلى أصحاب المعاصر الذين يكسبون المال كأجور عصر، ويشغلون العشرات من الشباب في عصر الثمار.
ويؤكد المزارع حمزة العنانبة، أن المزارعين ينتظرون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام للتزود بمادة غذائية أساسية لهم، واستغلال الفائض من إنتاج مزارعهم لسداد ديونهم وتلبية احتياجاتهم، ويشيرون إلى أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون نظرا لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة، التي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان من مادة الزيت وتخليل كميات من الثمار، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها.
وأكد العنانبة، أن مادة زيت الزيتون المستخرج من المحافظة يتمتع بسمعة طيبة وميزات فريدة، أدت إلى أن يكون سلعة معروفة بجودتها على مستوى الوطن والمحيط العربي، بحيث أصبح الزيت العجلوني مرغوبا لدى الأشقاء العرب.
ووفق مديرية زراعة المحافظة، فإنه يُتوقع أن يتم إنتاج 30 ألف طن زيتون في الموسم الحالي، فيما تقدر مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة بـ86 ألف دونم، بينما تعمل 15 معصرة في المحافظة تخضع للرقابة لضمان التزامها باشتراطات الترخيص، ولضمان نقل مخلفات العصر “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
ويؤكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، أن محافظة عجلون تتمتع بميزات طبيعية وزراعية، حيث تكثر فيها زراعة أشجار الزيتون وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بنحو 87 ألف دونم، منها 63 ألف دونم في لواء القصبة و24 ألف دونم في لواء كفرنجة، مشيرًا إلى أنه يتوقع إنتاج 30 ألف طن زيتون في المحافظة خلال الموسم الحالي، منها 20 ألف طن في لواء قصبة عجلون و10 آلاف طن في لواء كفرنجة، بحيث يتم عصر 28 ألف طن منها للزيت واستغلال 2 طن منها للكبيس.
إلى ذلك، تفقد محافظ عجلون نايف الهدايات مديرية زراعة المحافظة وقسم الحراج، واستمع إلى أبرز الهموم والتحديات التي تواجههم خلال عملهم.
ودعا المحافظ الهدايات إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمزارعين في أماكن سكنهم ومزارعهم، لافتا إلى أن محافظة عجلون تعتبر محافظة زراعية بامتياز، داعيًا إلى استغلال الميزات الزراعية الفريدة التي تتمتع بها المحافظة.
وقدم مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان، شرحًا عن أهم الإنجازات وأهم النشاطات التي نفذتها مديرية الزراعة، إضافة إلى المعوقات والتحديات، وطبيعة الخدمات المقدمة للمراجعين.
وأكد العدوان أن وزارة الزراعة أعلنت مؤخرًا محافظة عجلون كعاصمة للزيتون الأردنية لعامي 2024-2025، متأملًا أن يساهم هذا الإعلان في دعم المزارعين وتسويق منتجاتهم من الزيتون والزيت العجلوني.
وأشار إلى أن مساحة محافظة عجلون تبلغ 422626 دونما، منها 151506 دونمات مزروعة بالأشجار المثمرة. مبينًا أن مساحة الأرض المزروعة في المحافظة بأشجار الزيتون تبلغ 86 ألف دونم بواقع 860 ألف شجرة، ومتوسط الإنتاج السنوي من الزيت يصل إلى حوالي 7 آلاف طن تقريبا.

عامر خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة