عجلون: اقتراح بمسار سياحي لـ”الزيتون الرومي” لحمايته

– تعتزم جهات تطوعية في محافظة عجلون، وبالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية، اقتراح مسار سياحي جديد في المحافظة، يطلق عليه مسار الزيتون الرومي، وذلك بهدف توثيق هذه الأشجار المعمرة وحمايتها والاستفاده منها لتنشيط الحركة السياحية.

ويقول منسق فريق مبادرة الأردن بعيون مصوري عجلون منذر الزغول، إن الفريق ودارة عجلون للتراث والثقافة وبالتعاون مع مديرية ثقافة عجلون ومديرية سياحة عجلون ووكالة عجلون الاخبارية، وبهدف تنشيط السياحة في المحافظة، تخطط لإقامة يوم تراثي عجلوني خلال الأيام المقبلة، بحيث سيشتمل على إطلاق مسار سياحي جديد بعنوان ( مسار الزيتون الرومي المعمر ) خصوصا مع وجود أقدم زيتون في المحافظة على مستوى العالم، ويوم تراثي يتضمن إقامة معرض للأكلات والمنتجات الشعبية العجلونية في ساحة مديرية سياحة عجلون.
وأكد أن الهدف من إطلاق مسار الزيتون الرومي المعمر (المهراس) جاء لوضع هذه الشجرة المباركة على الخريطة السياحية للمحافظة، حيث يوجد في المحافظة أقدم زيتون على مستوى العالم، ومن المؤكد أن عمر أشجار الزيتون في عجلون وخاصة في منطقتي الهاشمية والوهادنة وبعض مناطق المحافظة الأخرى يزيد على الـ 2000 عام، حيث يؤكد كثير من الخبراء أن هذه الأشجار زرعها الرومان أنفسهم.
وزاد أن الهدف الآخر من وراء إطلاق مسار الزيتون الرومي المعمر، جاء لتشجيع أصحاب مزارع هذه الأشجار للاحتفاظ والعناية فيها وتشجيع وزارة الزراعة لتقديم الدعم لأصحاب هذه المزارع للعناية فيها، لأنها تعتبر كنزا تاريخيا حقيقيا كبيرا لمحافظة عجلون، لافتا إلى ان فريق مبادرة الأردن بعيون مصوري عجلون سيقوم بإطلاق مسار الزيتون المبارك من خلال قيام فريق المبادرة بزيارة هذه الأشجار المعمرة والتقاط صور ولقطات فيديو وتوثيقها من خلال تقارير إخبارية سيتم نشرها عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول بدر الصمادي إن أشجار الزيتون الرومي في عدد من مناطق محافظة عجلون تشكل ظاهرة تستدعي توثيق هذه الأشجار وإطلاق حملة للحفاظ عليها من التقطيع والاقتلاع لغايات الإنشاءات.

وبين أن أشجار الزيتون المعمرة في منطقة ميسر الهاشمية بعجلون والتي تعود للعصر الروماني تعد واحدة من المناطق التي تستحوذ على اهتمام زوار البلدة نظرا لقدم هذه الأشجار والتي أصبحت محاطة بالأبنية التي قد تهدد بقاءها مع التوسع العمراني وتزايد السكان، حيث تعتبر من أكثر مناطق الأردن ازدحاما بهذه الشجرة من حيث القدم والتي تعود إلى 2000 عام على أقل تقدير، مبينا أن منطقة الميسر ذات المساحات الواسعة تصل لمئات الدونمات، وتم زراعتها بشجرة الزيتون المباركة منذ العصور الرومانية وتوارثتها الأجيال عبر مئات السنين.
ويقول شهاب غرايبة إن تلك الأشجار المعمرة مدعاة للفخر والاعتزاز لأبناء هذه المنطقة، وتعتبر هذه الأشجار مصدر تفاؤل لكل ابناء البلدة مطالبا بالحفاظ على هذه الثروة العظيمة.

وبين مدير ثقافة عجلون سامر فريحات ان منطقة الميسر تعتبر إلى جانب مناطق أخرى تضم أشجار زيتون معمرة بحاجة إلى إعادة اهتمام بهذا النوع من الأشجار ذات الإنتاج المميز من الزيت والزيتون البعل، مؤكدا ان هذه المنطقة ما تزال تحكي قصة أجيال زرعوا الأرض وعمروها بهذه الشجرة المباركة.

ويؤكد الباحث محمود الشريدة، أنه من المؤكد أن عمر هذه الأشجار يمتد لأكثر من 1600 عام وقد يصل لـ 2000 عام، مشيراً إلى أن زيتون الوهادنة يشبه كثيرا زيتون منطقة الميسر في الهاشمية وقد يكون زرع بنفس الفترة التاريخية التي زرع فيها زيتون الوهادنة، مبينا أن الآباء والأجداد كانوا يملأون سيقانها بالتراب والحجارة للحفاظ عليها من أشعة الشمس ومن التلف، ما ساهم في الحفاظ على هذه الأشجار التاريخية من أي أذى.

ويقول عبدالله الجبالي، إن” أمهات أشجار الزيتون والمعروفة بـ”الرومية”، تستحق منا جميعا أفرادا ومؤسسات وقفة صادقة وحقيقية لحمايتها ورعايتها من الزحف العمراني وكل الأخطار التي تهددها، إذ أن أول خطوة يجب أن تتبناها جمعيات معنية وبيئيون ووزارة الزراعة هي إحصاؤها وتوثيقها في سجلات ومتابعتها بشكل دوري، إضافة إلى إيجاد تشريع يمنع التعدي عليها من أصحابها لأي سبب كان”.
ويضيف انها ثروة وطنية وقيمة تاريخية وإنسانية لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها.

وبين أن مناطق محافظة عجلون تحتضن الآلاف من أشجار الزيتون الرومي، حيث تنتشر بكثرة في مناطق كفرنجة وعنجرة والوهادنة وحلاوة والهاشمية وتعتبر مصدر رزق للكثير من العوائل في تلك المناطق، فهي توفر لهم مؤنتهم من الزيت والزيتون، كما يبيعون الفائض منها لسد احتياجاتهم الأخرى.

وقال مدير سياحة المحافظة محمد الديك، إن المديرية ترحب في كل الأفكار والمبادرات التي من شأنها دعم القطاع السياحي في المحافظة، مشيدا بهذه الفكرة التي من شأنها استثمار الزيتون الرومي في الترويج السياحي، مؤكدا دعمه للمبادرة، وأن المديرية من جهتها ستخاطب الوزارة بهذا الخصوص لتقديم كل التسهيلات الممكنة.

من جهتها، أكدت مصادر في “زراعة المحافظة” أن أشجار الزيتون التاريخية تمثل تراثا حضاريا يجب المحافظة عليه، مشيرا لاهتمام وزارة الزراعة وتعاونها مع المزارعين للحفاظ على هذا النوع من الأشجار ذي القيمة العالية.

وأكدت أن قوانين وتعليمات الوزارة تمنع إزالة مثل هذه الأشجار لأهميتها إلا ضمن ظروف خاصة كوقوعها وسط شارع عام يراد فتحه وبترخيص وإشراف من مديرية الزراعة للحفاظ عليها من العبث أو الاعتداء غير المبرر، مشيرة إلى أن المديرية تتعاون مع كافة المزارعين والجمعيات التي تعنى بالحفاظ على مثل هذه الأشجار من خلال عقد الندوات والمحاضرات والتدريب لمكافحة الآفات التي تصيب هذه الأشجار من أجل الحفاظ على إدامتها.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة