عجلون.. المزارعون يترقبون المنخفض الجوي بعد حراثة أراضيهم وبذرها

– لم تتجاوز كميات الأمطار التراكمية الهاطلة على محافظة عجلون، منذ بداية فصل الشتاء حتى أمس، نحو ثلث الكميات للفترة ذاتها من العام الماضي، في وقت يعول فيه المزارعون على الأمطار المتوقع تساقطها خلال المنخفض الجوي الذي يبدأ تأثيره على المملكة اليوم.
وبحسب أرقام مديرية زراعة المحافظة، فإن الأمطار التراكمية بلغ متوسطها الموسم الحالي 225 ملم في مختلف مناطق المحافظة، في حين تجاوزت الموسم المطري السابق 620 ملم، بحيث لم تتفجر عيون وينابيع المياه في المحافظة، التي تحتاج إلى تجاوز الكميات 500 ملم حتى تتفجر.
ويقول المزارع عاكف أبو أحمد، إن الكميات الهاطلة حتى اللحظة ما تزال غير كافية لضمان موسم زراعي جيد، معربا عن أمله بأن تسهم الكميات المتوقع تساقطها هذه الأيام في تحسين الموسم الزراعي في المحافظة، وارتفاع مخزون سد كفرنجة، وتبديد مخاوف الكثيرين ممن قاموا بزراعة أراضيهم بالحبوب والغراس الجديدة خشية التعرض لخسائر.
وبين أبو أحمد، أن الكميات السابقة دفعت بعض المزارعين لحراثة أراضيهم وبذرها بالحبوب كالقمح والفول، وغرس أشجار مثمرة، كالزيتون والعنب والتفاحيات والحمضيات واللوزيات وغيرها الكثير، مستبشرين خيرا بتحسن الموسم المطري، الذي بدأ يوفر نسبة رطوبة جيدة في التربة، ويقترب من الموسم الذي تعتمد عليه زراعاتهم البعلية من الزيتون، ومختلف الأشجار البعلية، والكثير من أنواع المحاصيل الحقلية والحبوب.
حراثة الأراضي قبل المنخفض
ووفق المزارع محمد الشريدة، فإن كثيرا من المزارعين قاموا خلال الأيام الماضية بحراثة أراضيهم، حيث كانت الفرصة مواتية والأيام مشمسة، وتم استغلالها بزراعة المحاصيل الحقلية والحبوب والغراس والأشجار المثمرة.
وأضاف الشريدة، أن الأنباء عن منخفضات ممطرة وثلوج مقبلة، ستحسن من الموسم الزراعي وستؤدي إلى نجاح أنواع الزراعات وإنعاش النباتات البرية التي يعد بعضها مصدر رزق أساسيا لكثير من المزارعين، وقد تؤدي إلى تفجر الينابيع التي تضمن إدامة جريان الأودية.
ويتوقع المزارع سامي أبو سيف، أن تسهم الأمطار المتوقعة، مع نهاية الشهر الحالي، في تحفيز المزيد من مزارعي المحافظة على استثمار مساحات زراعية شاسعة بزراعة الحبوب كالحمص والفول والغراس، إلى جانب أنواع أخرى من البذار والأشجار، مشيرًا إلى أن بعض المزارعين استغلوا كميات أمطار سابقة بزراعة أنواع من الحبوب كالفول والحمص، فيما أوضح كذلك، أن تشبع التربة السطحية لتصل إلى زهاء 15 سم بالمياه، يعد مؤشرا على حدوث الوسم الزراعي، ومعربا في الوقت ذاته، عن أمله بأن تسهم الأمطار القادمة في حدوث ربيع غني بتنوعه، وتستغله كثير من الأسر في التبقل.
أما المزارع حمزة عناب، فيقول إنه وفي ظل التباين بمعدلات الهطولات المطرية في المحافظة بين موسم وآخر، فإنه لا بد من الاستفادة من كل قطرة مياه والحفاظ عليها، وذلك من خلال منع الهدر المائي عبر تبطين وصيانة قنوات الري، والتوسع بمشاريع الحصاد المائي من آبار وبرك مائية، داعيا لاستثمار الهطولات مهما بلغت كمياتها، خصوصا أن الزراعة تلعب دورا مهما في اقتصاد المحافظة، ما يعزز أهمية التوجه نحو آليات فعالة لتحسين الأمن المائي ودعم القطاع الزراعي.
وقال عناب، إن الحصاد المائي يعد من الحلول التي تسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وتقليل التكاليف المترتبة على شراء المياه، وإن الظروف المناخية في عجلون توفر فرصة مثالية لتجميع كميات كبيرة من مياه الأمطار في بعض المواسم، وذلك من خلال إنشاء برك صغيرة في المزارع، ما يسهم في توفير كميات مياه كافية لتغطية احتياجات الري في المواسم الجافة، مشددا على أهمية تعاون الجهات المعنية مع المزارعين لتسهيل تنفيذ مثل هذه المشاريع ودعمها بالمخصصات الكافية.
وبحسب المهندس الزراعي ماهر الصمادي، فإن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام يحقق فوائد متعددة للمحاصيل الحقلية، خصوصا الزراعات المكشوفة والشجرية، كالحمضيات والمراعي، وينعكس إيجابا على الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين، من حيث تقنين عمليات الري، والحد من عمليات الرش والمكافحة، بحيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة، والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي، ما يوفر كلفا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية، وبالتالي تخفيض الحاجة إلى الأعلاف.
كميات الأمطار التي اقتربت
من 230 ملم
من جهته، أكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، أن كميات الأمطار التي اقتربت من 230 ملم، كان لها آثار إيجابية وكبيرة على المزروعات بشتى أنواعها، لافتًا إلى أثرها الإيجابي على الأشجار والغابات والمراعي، لافتا إلى أن الأمطار المتوقعة، خلال الأيام المقبلة، ستعزز آمال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، بنجاح زراعاتهم وتشكل ربيع غني بتنوعه.
ودعا إلى استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للري والزراعة، مؤكدا أن الأمطار المتوقع هطولها ستوفر رطوبة جيدة في التربة، ستساعد على إنبات البذار، كما أن الكميات المتوقع هطولها قريبا سترفع نسبة الرطوبة في التربة، بحيث ستساعد على إنبات البذور البرية التي ستتشكل منها المراعي الطبيعية.
وأضاف العدوان، أن تساقط المزيد من الأمطار خلال خماسينية الشتاء، سيمنح الموسم الزراعي دفعة جيدة لإنعاش المزروعات والأشجار المثمرة والحرجية وإزالة خطر الجفاف، ويسهم بتوفير ظروف ملائمة لإنجاح زراعة المحاصيل الشتوية في الأراضي التي جهزت، وسقاية الأشجار وتوفير مخزون مائي للأودية والينابيع والسدود، وإدامة الحياة النباتية ونمو الأزهار وإدامة خضرة الأشجار، خصوصا البرية.
وأوضح أنه من المبكر الحديث عن تفجر الينابيع، الذي عادة ما يحدث عقب أن تتجاوز المحافظة 400-500 ملم، وهو ما يعد دليلا يطمئن المزارعين من خلاله على اكتفاء الموسم، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان إلى مستويات كبيرة، ما يضمن إدامة جريان الأودية خلال أشهر الصيف، ويتيح للمزارعين سقاية أشجارهم المروية صيفا.
كما بين العدوان أنه وفيما يتعلق بحفر آبار الحصاد المائي وتبطين قنوات الري، فقد تم صرف 100 ألف دينار العام الماضي، وتم تنفيذ 66 بئرا وحفر 130 بئرا من مخصصات اللامركزية بقيمة 195 ألف دينار وحفر 19 بئرا ضمن مشروع الأمن الغذائي بقيمة 28,500 دينار، مبينًا أنه تم استصلاح 67 دونما ضمن مشروع استصلاح الأراضي الزراعية بقيمة 20 ألف دينار.
ولفت إلى أنه تم تبطين 4990 مترا طوليا وتنفيذ 2240 مترا طوليا برابيش، مشيرا إلى أن مجلس المحافظة خصص 160 ألف دينار لهذه الغاية.
بدوره، قال رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، إن المحافظة يوجد بها نحو 35 قناة منتشرة على أودية كفرنجة وراجب وعرجان، ويتم وضع مخصصات وفق الإمكانات المتاحة لإجراء أعمال الصيانة والتأهيل وخاصة للأقنية التي تتعرض للاهتراء والتلف لمنع الهدر وخدمة المزارعين.
تفعيل خطة الطوارئ
للدوائر المعنية
إلى ذلك، أعلن محافظ عجلون رئيس لجنة الطوارئ نايف الهدايات رفع الاستعدادات التامة وحالة الطوارئ من خلال غرفة العمليات الرئيسية للتعامل مع الظروف الجوية المتوقعة خلال الأيام المقبلة.
وأكد الهدايات، أهمية التعاون ما بين مختلف الجهات المعنية لاتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة حسب خطة الطوارئ للتعامل مع الحالة الجوية واستقبال الملاحظات كافة التي ترد من المواطنين، داعيا المواطنين للابتعاد عن مجاري السيول وقنوات التصريف وأماكن تجمع مياه الأمطار للحفاظ على سلامتهم، وفي حال أي طارئ بخصوص الحالة الجوية التواصل على غرفة الطوارئ الرئيسية التي تعمل على مدار الساعة لخدمة المواطنين.
وشدد الهدايات على أهمية تفعيل خطة الطوارئ للدوائر المعنية وجاهزية الآليات الميدانية واتباع الإجراءات اللازمة لضمان الاستجابة السريعة للظروف الجوية الطارئة، مشيرا إلى أنه تم توجيه رؤساء البلديات بضرورة التنسيق المستمر لإدامة العمل، في حين لفت إلى أهمية عمل المخابز والأسواق، وتوفير مواد الإغاثة عند الحاجة، بالإضافة إلى التنسيق مع شركات الكهرباء لضمان توفر فرق صيانة إضافية لمعالجة أي انقطاعات طارئة.
كما أكد أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطط محكمة أعدتها الدوائر الرسمية الخدمية في عجلون لضمان سلامة المواطنين واستمرارية تقديم الخدمات خلال تساقط الأمطار الغزير والثلوج.
عامر خطاطبه/ الغد