عجلون.. تكسر أشجار جراء الثلوج منافع لأسر تعاني البرد
=
فيما تترقب اسر معوزة في محافظة عجلون قرارا يسمح بالاستفادة من اخصان الأشجار التي تكسرت بفعل تراكم الثلوج الاخير، اكدت مديرية زراعة المحافظة أن الأضرار كانت محدودة، ولم يصدر أي قرار أو تعليمات عن الوزارة بخصوص التصرف بالكميات المتضررة.
وترى أسر وأشخاص اعتادوا جمع الأحطاب الجافة والأغصان المتكسرة من وسط الغابات، أن الاشجار التي تكسرت وتضررت بفعل تراكم الثلوج، تشكل لهم وقودا للتدفئة لتجاوز أيام البرد الشديد الذي تشهده المحافظة هذا الشتاء.
وتزايدت هذه المطالب مع توقعاتهم بتعرض الكثير من الأشجار الحرجية في الغابات للتكسر بفعل الثلوج الاسبوع الماضي، مؤكدين أن جمعها يتم لاستخدامها في التدفئة، في ظل عجزهم عن شراء الوقود، إذ تعد
وسيلة رئيسة للتدفئة بمواقد الحطب، في مواجهة البرد.
ويقول حسان محمد، إنه يبحث عن الأحطاب والاخشاب المتساقطة وما يمكن اشعاله وسط الغابات والأراضي الزراعية المملوكة، لاستخدامها في مدفأة الحطب، لمواجهة موجات البرد المتلاحقة في موسم الشتاء، مؤكدا أنها تشكل له الوسيلة الوحيدة في ظل عدم قدرته المادية على شراء انواع الوقود المستخدمة في التدفئة.
وبين أن ارتفاع أسعار المحروقات، وعجز الكثيرين عن شرائها لمواقدهم، لاسيما مع انخفاض درجات الحرارة، يدفعهم لاستبدالها بمواقد الحطب، ما يضطرهم للبحث عن الأحطاب بين الغابات وفي البساتين، وجمع كل ما يمكن إشعاله لمواجهة البرد، من دون الحاجة للتعدي على الغابات.
ويقول حسين المومني، إن موسم الشتاء، وخصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في المحافظة، يكلف الأسرة الواحدة مئات الدنانير كأثمان للوقود، سيما في المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا وعبين وصخرة وسامتا، اذ يضطرون سكان هذه المناطق للتوفير او الاقتراض وعمل جمعيات لتأمين حاجاتهم من الوقود في مواجهة الطقس البارد، والذي قد يدوم لأكثر من 4 أشهر في العام.
يشار إلى أن مديرية الزراعة كانت وزعت نهاية أيلول من العام الماضي مئات الأطنان من الأحطاب المتجمعة لديها على الأسر الفقيرة والمنتفعة من المعونة الوطنية، فيما باعت كميات أخرى لسكان المحافظة بمبالغ مخفضة.
ودعا محمود الخطاطبة، إلى الإستمرار بعملية بيع الأحطاب التي تجمعها مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق والمتساقطة بسبب تراكم الثلوج، أو التي تتم مصادرتها للمواطنين الأشد فقرا بأسعار رمزية، مطالبا بالسماح للسكان بجمع الأغصان من الغابات التي تسببت الثلوج الأخيرة بتكسرها، خصوصا وأن جفافها سيشكل عاملا مساعدا في اشتعال حرائق الصيف.
يذكر أن أعدادا كبيرة من السكان تستعين بمادة الجفت بالتدفئة، نظرا لانخفاص تكلفته مقارنة بأسعار المحروقات.
وكانت الثلوج الهاطلة على المحافظة مؤخرا أدت الى تكسر أعداد من الأشجار المثمرة والأشجار الحرجية خاصة المنطقة الشمالية من المحافظة ومناطق عنجرة وعين جنا وعجلون.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن الثلوج أدت بالفعل إلى تكسير أعداد من الأشجار الحرجية، خاصة المناطق التي شهدت كثافة في الهطل الثلجي، لافتا الى أن مديرية الزراعة شكلت فرقا لتحديد الاضرار في الأراضي المملوكة والأشجار الحرجية وتم حصر 30 شجرة حرجية.
وبين ان حجم الاضرار التي لحقت بالغايات والأشجار الحرجية محدودة، وليس بالصورة التي كنا نتوقعها، مشيرا إلى ان الاضرار كانت بسيطة خاصة اشجار اللزاب والصنوبر وبعض الاشجار وأغصان الاشجار التي لا تحتمل تراكمات الثلوج الكثيفة، لافتا الى أن قسم الحراج ومن خلال مراقبي الحراج والطوافين
قاموا بالكشف على مناطقهم للوقوف على حجم الاضرار التي لحقت بالاشجار الحرجية.
واشار إلى أن الفرق ستقوم بجمع الأغصان المتكسرة وبعض الأشجار المتضررة من الغابات، بهدف تنظيف الغابات منها، وسيتم جمعها في محطة حراج اشتفينا.
ولفت إلى أن الوزارة لم تتخذ بعد أي قرار حول التصرف بهذه الكميات، مبينا انه تم مؤخرا منح زهاء 200 رخصة مؤقتة لأشخاص تتيح لهم جمع الأحطاب اليابسة وسط الغابات.
في سياق اخر، ينتظر أبناء محافظة عجلون وخاصة المهتمين بالقطاع الزراعي، ذوبان الثلوج التي هطلت خلال المنخفض الاخير، وتجاوزت سماكتها 40 سم في المناطق المرتفعة، ليبدأ موسم تفجر عيون المياه الرئيسة والتي تعطي مؤشرا على جودة الموسم المطري والزراعي.
وتعتبر الينابيع، كينابيع “أبو الجود والفوار والعلقة والزغدية والعقدة، وغيرها الكثير، بمثابة شرايين تغذي أودية راجب وعرجان وحلاوة، ووادي كفرنجة الذي يتم تجميع مياهه في سد كفرنجة.
ويؤكد مزارعون في المحافظة، أن تفجر الينابيع يؤشر الى جودة الموسم المطري، وتزويد سد كفرنجة بكميات مياه إضافية، كما يمد فترة جريان مياه الأودية خلال أشهر الصيف، ما يضمن تدفق مياهها عبر القنوات لري مزروعاتهم واشجارهم في المساحات الزراعية المروية.
وقال المزارع أحمد أبو نادر، إن ما زاد من تفاؤلهم هو تجاوز معدلات الأمطار حتى الآن ثلثي المعدلات السنوية، بحسب كميات الأمطار الهاطلة على مناطق المحافظة والتي رصدتها مديرية الزراعة، مشيرا إلى أن تفجر ينابيع أبو الجود والعلقة والزغدية والفوار يعد من أكبر الدلائل على جودة الموسم المطري، بحيث تنفجر منها وبشكل مفاجئ كميات كبيرة من المياه.
ويؤكد أنه يعتمد في ري الأشجار والخضروات في مزرعته في كفرنجة على كميات المياه المتوفرة من نبع الزغدية والذي ترتبط الكميات المتدفقة منه خلال اشهر الصيف على جودة الموسم المطري.
ويقول الخبير المائي الدكتور ثابت المومني، إن ذوبان الثلوج والأمطار الغزيرة ملأت البرك والأحواض المائية والمساحات الخالية في مختلف مناطق المحافظة، سيما منطقة عبين، التي يعدها المزارعون مؤشرات تسبق تفجر العديد من الينابيع وعيون المياه مثل نبع “أبو الجود” و الفوار في عين جنا وعين العلقة في باعون وأم قاسم في راجب والعين البيضاء في عرجان، موضحا أن تفجر الينابيع يتسبب بارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان إلى مستويات كبيرة، ما يؤدي إلى استمرار تدفق المياه بالأودية بشكل جيد خلال الصيف لتغذية الأقنية، وبما يتيح للمزارعين سقاية أشجارهم.
ويؤكد المزارع محمد الخطاطبة أن تأثير تلك الكميات سيكون إيجابيا على جميع أنواع المزروعات خصوصا البعلية، كما أنه سيكفيهم مشكلة تراجع كميات مياه الشرب صيفا، لافتا إلى أن كثيرا من الينابيع ستشكل مصدرا رافدا لرفع منسوب المياه في سد كفرنجة، موضحا أن توقع عدة منخفضات جوية خلال شهر شباط (فبراير) القادم سيعزز مخزون المحافظة المائي ويبشر بموسم زراعي جيد.
وبين أن العديد من ينابيع المياه في المحافظة عادة ما تبدأ بالتفجر في حال تجاوزت كميات الأمطار 400 ملم، وبدء ذوبان الثلوج، إذ يمكن للعيون أن تتفجر في أي لحظة نظرا لكميات الأمطار الغزيرة والثلوج التي شهدتها المحافظة خلال الاسبوع الماضي، ما يسهم في زيادة المخزون المائي في سد كفرنجة.
وأكد عامر الزغول، أن البساط الأخضر الذي بدأ بالنمو بفعل الامطار والثلوج وزيادة كميات المياه في الأودية، وخصوصا في حال تفجر الينابيع، فإن كل ذلك سوف يشجع السياحة الداخلية للتمتع باجواء الربيع وشلالات المياه والأودية، مبينا ان المواطنين يغتنمون الأيام الدافئة والمشمسة للقيام بزيارات وجولات ميدانية للتنزه.
ويؤكد المهندس الزراعي يامي فريحات، أن كميات الهطول وتفجر الينابيع سيكون لها آثار إيجابية وكبيرة على المزروعات بشتى أنواعها سواء كانت شتوية أو صيفية، لافتا إلى أثرها على الأشجار والغابات والمراعي ما يعزز آمال المزارعين، ومربي الثروة الحيوانية، داعيا إلى استغلال مشاريع الحصاد المائي في المنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها لاغراض الري والشرب.
وتؤكد مصادر في مياه عجلون، إن تفجر الينابيع يسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لعيون المياه المخصصة للشرب والمساهمة في حل مشكلة نقص المياه خلال فصل الصيف خاصة ينابيع عين التنور في عرجان وأم قاسم وزقيق والقنطرة والفوار.
من جهته، قال مدير الزراعة المهندس حسين الخالدي، إن الأمطار والثلوج تبشر بموسم زراعي جيد وزيادة المخزون المائي وانتعاش قطاع الثروة الحيوانية في المحافظة من خلال نمو المراعي في مناطق المحافظة وبالتالي توفير جزء من أثمان الأعلاف على مربي الثروة الحيوانية.
وبين أن تواصل الأمطار سيوفر رطوبة تنعش المزروعات بأنواعها من الحبوب والأشجار والمراعي، كما تنعكس إيجابا على الحراج والزراعات المختلفة والأشجار المثمرة بأنواعها وتسريع نمو النباتات البرية وإطالة عمر الربيع، وإنقاذه من الجفاف المبكر إلى جانب زيادة نسبة رطوبة التربة المفيدة للزراعات البعلية والصيفية.
عامر خطاطبة/ الغد
الله يعطيكم الف عافيه…. ياريت ماتنسونا من الوضاءف..الوضع الاقتصادي اللي صار كسر اغلب الأسر ….الله يجيرنا ….