عجلون.. كميات الأمطار تبدد مخاوف المزارعين

– أعاد التساقط المتواصل والغزير للأمطار في محافظة عجلون، خلال الأيام الثلاثة الماضية، للمزارعين، الأمل بتحسن الموسم الزراعي في المحافظة، وارتفاع مخزون سد كفرنجة، حيث بددت الأمطار مخاوف الكثيرين بعد انحباسها لفترة طويلة، ما جعلهم يعزفون عن زراعة أراضيهم بالغراس الجديدة خشية التعرض لخسائر.

ورغم أن الكميات التراكمية للأمطار التي هطلت على محافظة عجلون، تعدت قليلا حتى اللحظة الـ100 ملم، إلا أنها ستدفع، وفق مراقبين، المزارعين، للقيام بزراعة أشجار مثمرة، وبذر أنواع من الحبوب المختلفة، لا سيما مع تواتر أنباء حول الطقس تنبئ بوجود منخفضات عميقة وأمطار غزيرة مقبلة.

ووفق المزارع عبد الله خطاطبة، فإن “أمطار الأيام الماضية فتحت شهية المزارعين، لتحين الفرصة والبدء بحراثة أراضيهم وبذرها بالحبوب كالقمح والفول، وغرس أشجار مثمرة، كالزيتون والعنب والتفاحيات والحمضيات واللوزيات وغيرها الكثير”.
وأكد خطاطبة “أن الجميع يستبشرون خيرا بتحسن الموسم المطري، الذي بدأ يوفر نسبة رطوبة جيدة في التربة، ويقترب من الموسم الذي تعتمد عليه زراعاتهم البعلية من الزيتون، ومختلف الأشجار البعلية، والكثير من أنواع المحاصيل الحقلية والحبوب”.
أما محمد أبو حمزة، فيقول “إن مزارعين بدأوا يتحضرون لحراثة أراضيهم خلال الفترة المقبلة بعد أن تحين الفرصة المواتية والأيام المشمسة لحراثة أراضيهم، واستغلالها بزراعة المحاصيل الحقلية والحبوب والأشجار المثمرة التي تعتمد عليها كثير من الأسر”.
وأكد أبو حمزة “أن كميات الهطل المطري في الأيام الأخيرة، والأنباء عن منخفضات ممطرة مقبلة، ستحسن من الموسم الزراعي وستؤدي إلى نجاح أنواع الزراعات التي تعد مصدر رزق أساسيا لكثير من المزارعين”.
وبحسب المزارع محمد عنانبة، فإن “الأمطار الأخيرة والمتوقعة في الشهر الحالي، ستحفز مزارعي المحافظة على استثمار مساحات زراعية شاسعة بزراعة الحبوب كالحمص والفول، إلى جانب أنواع أخرى من البذار والأشجار المختلفة”.
وأضاف عنانبة “أن الأمطار الهاطلة مؤخرا، والمتوقعة مع دخول أربعينية الشتاء، تطمئن قلوبهم على وقوع موسم مطري جيد، وتمنح الدافعية للكثير من المزارعين لاستغلال المساحات الصالحة للزراعة”.
كما أكد المزارع أحمد فريحات “أن ما زاد من تفاؤل المزارعين هو غزارة الأمطار الأخيرة وتسجيلها هطلا مرتفعا يقترب من الـ100 ملم خلال 3 أيام”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن “بعض المزارعين استغلوا الأيام القليلة الماضية لحراثة أراضيهم، كما أن الكثير منهم ينتظرون جفاف التربة سطحيا ولفترة مؤقتة، لحين حراثتها وتسميدها وبذر الحبوب المختلفة وزراعة الأشجار المثمرة”.
وأوضح فريحات “أن تشبع التربة السطحية لتصل إلى زهاء 15 سم بالمياه، يعد مؤشرا على حدوث الوسم الزراعي، فهذه الكمية من رطوبة التربة، ستؤدي إلى ربيع غني بتنوعه، وتستغله كثير من الأسر في التبقل، كما أنها تسهم بري الزراعات الحديثة من الأشجار”.
من جهته، أكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان “أن كميات الأمطار التي اقتربت من 100 ملم، ستكون لها آثار إيجابية وكبيرة على المزروعات بشتى أنواعها”، لافتا إلى “أثرها الإيجابي على الأشجار والغابات والمراعي، ما يعزز آمال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية”.
ودعا إلى استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للري والزراعة.
وأوضح، أن الأمطار الأخيرة وفرت رطوبة جيدة في التربة، ستساعد على إنبات البذار، كما أن الكميات المتوقع هطولها قريبا سترفع نسبة الرطوبة في التربة، بحيث ستساعد على إنبات البذور البرية التي ستتشكل منها المراعي الطبيعية، وستوفر للمزارعين فرصة مواتية لزراعة الحبوب والغراس بجميع أنواعها.
وأضاف العدوان، أن تساقط المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، سيمنح الموسم الزراعي دفعة جيدة لإنعاش المزروعات والأشجار المثمرة والحرجية وإزالة خطر الجفاف، ويسهم بتوفير ظروف ملائمة لإنجاح زراعة المحاصيل الشتوية في الأراضي التي جهزت، وسقاية الأشجار وتوفير مخزون مائي للأودية والينابيع والسدود، وإدامة الحياة النباتية ونمو الأزهار وإدامة خضرة الأشجار، خصوصا البرية.
وقال، إن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام “يحقق فوائد متعددة للمحاصيل الحقلية، خصوصا الزراعات المكشوفة والشجرية، كالحمضيات والمراعي، وينعكس إيجابا على الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين، من حيث تقنين عمليات الري، والحد من عمليات الرش والمكافحة، بحيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة، والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي، ما يوفر كلفا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية، وبالتالي تخفيض الحاجة إلى الأعلاف”.
وأوضح العدوان، أنه من المبكر الحديث عن تفجر الينابيع، الذي عادة ما يحدث عقب أن تتجاوز المحافظة 400 ملم، وهو ما يعد دليلا يطمئن المزارعين من خلاله على اكتفاء الموسم، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان إلى مستويات كبيرة، ما يضمن إدامة جريان الأودية خلال أشهر الصيف، ويتيح للمزارعين سقاية أشجارهم المروية صيفا.
وكان تساقط الأمطار استمر الأيام الماضية في جميع مناطق المحافظة بغزارة، متسببا بتشكل السيول وفيضان الشوارع، بحيث ارتفع منسوب المياه على الطرقات إلى نحو 10 سم، جارفة معها الأتربة ومخلفات الإنشاءات، في حين أعدت لجنة السلامة العامة والجهات المعنية في المحافظة خطط طوارئ للتعامل مع الظروف الجوية السائدة.

عامر خطاطبة/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة