عجلون.. هل تتجاوز مشاريع بلدية الشفا الخدمية والتنموية عائق الديون؟

عجلون- كغيرها من بلديات المحافظة، ما تزال بلدية الشفا بمحافظة عجلون تعاني من حجم مديونية مرتفع، وذلك وسط مخاوف سكان من انعكاس هذه المديونية على حجم المشاريع الخدمية والتنموية.
ووفق المواطنين في مناطق تابعة للبلدية محمد الغزو وعلي انجادات وشهاب غرايبة، “فإن هناك خشية من أن يتسبب بقاء الديون بتراجع الخدمات، وتراجع قدرة البلدية على تنفيذ مشاريع تنموية ذات قيمة مضافة، ومشغلة للأيدي العاملة، ما يستدعي إعادة النظر بتلك الديون من خلال إعفاء بعضها أو تخفيض الفوائد عليها أو جدولتها، وزيادة المنح”.
وأكدوا “أن بلدية الشفا بمحافظة عجلون، والتي تضم مناطق الهاشمية وحلاوة والوهادنة، ودير الصماديه تعاني من حجم مديونية يبلغ 2 مليون دينار، كما أنها محكومة بقضيتين بمبلغ يزيد على نصف مليون دينار”.
من جهته، يقول رئيس البلدية، زهر الدين العرود، إن البلدية مستمرة بتنفيذ مشاريع خدمية تنموية بقيمة مليون دينار، رغم مديونيتها، مقرا بأن البلدية تعاني من مديونية تبلغ 2 مليون دينار.
وبين العرود أن البلدية فرضت عوائد تعبيد على الشوارع والمشاريع التي تم تنفيذها سابقا بقيمة 100 ألف دينار لتحسين مدخولاتها، مشيرا إلى وجود قضيتين على البلدية بقيمة 514 ألف دينار، الأولى قضية تحكيم بقيمة 371 ألف دينار من قبل متعهد قام ببناء مخازن في بلدة الهاشمية، والقضية الثانية تنظيمية بقيمة 143 ألف دينار.
عطاءات لفتح وتعبيد شوارع
وأكد أن البلدية طرحت عطاءات لفتح وتعبيد شوارع وخدمات أخرى في مناطقها بقيمة حوالي مليون دينار، مشيرا إلى أن هناك عطاء بقيمة 280 ألف دينار وبلغت نسبة الإنجاز 80 %، وعطاء بقيمة 380 ألف دينار بنسبة إنجاز بلغت 30 %، وهناك عطاء من مخصصات مجلس المحافظة بقيمة 100 ألف دينار وتسديد التزامات قاعة الهاشمية بقيمة 106 آلاف دينار بنسبة إنجاز 95 %، وعطاء طابق ثان لقاعة بلدة حلاوة بقيمة 60 ألف دينار بنسبة إنجاز 60 %، فيما تم شراء أرض لمقبرة حلاوة بقيمة 60 ألف دينار.
وأشار العرود إلى أن البلدية قامت بتحديث أسطولها للحفاظ على البيئة والسلامة العامة، حيث يوجد لدى البلدية حاليا 6 كابسات منها 2 احتياط، كما تم شراء بكب جديد 2023 وسيارة جديدة لرئيس البلدية، والتعاون مع بلدية شرحبيل في الأغوار بالحصول على رافعة تستخدمها البلدية لأغراض مختلفة، لافتا إلى أنه سبق وأن تم شراء 160 حاوية معدنية و500 برميل نفايات، كما تم طرح عطاء لشراء 1000 برميل أخرى لضمان نظافة دائمة، في حين أكد أنه تتم متابعة كل ما يتعلق بالبيئة وسلامتها على مدار الساعة.
ولفت إلى أن البلدية قامت باستبدال 3000 وحدة إنارة موفرة للطاقة وسبق أن تم شراء 300 وحدة، وهناك عطاء جديد لشراء 150 وحدة أخرى، كما تم نقل 50 عمود كهرباء ضغط منخفض كانت تعيق حركة المرور، مبينا أن تركيب وحدات الإنارة الجديدة وفرت 40 % من فاتورة الطاقة التي كانت تصل إلى حوالي 300 ألف دينار سنويا.
وفيما يتعلق بالتنظيم قال العرود، إن البلدية وسعت التنظيم في بلدة حلاوة بإدخال حوضين جديدين وهما في المراحل النهائية لتبلغ زهاء 7 كم بعد أن كانت 1,5 كم فقط في الوقت الذي تبلغ مساحة التنظيم في بلدة الهاشمية 10 كم² مع إدخال أحواض جديدة وكذلك الوهادنة 10 كم²، لافتا إلى أنه تم تحرير بعض الشوارع في بلدة حلاوة من الاعتداءات عليها وفتحها على سعتها كشارع الخلايل بطول 2 كم، حيث يخدم مناطق تعاني من نشوب الحرائق في الصيف، مبينا أنه تم صيانة عبارات منطقة التطوير الحضري في بلدة الوهادنة ومحيط مركز صحي حلاوة.
60 ألف دينار لملعب خماسي
وبشأن قطاع الشباب، بين العرود أن مجلس المحافظة مشكورا خصص 60 ألف دينار لملعب خماسي في منطقة الشفا حوض أم الشروش/ حلاوة ووافق مجلس الوزراء على تخصيص دونمين لصالح وزارة الشباب لهذه الغاية على أن يتم تنفيذ المشروع خلال سنتين، مؤكدا أن المنطقة المخصصة خالية من الأشجار الحرجية وقد باشرت البلدية بتسوية قطعة الأرض الخاصة بالملعب.
كما أكد أنه يجري العمل على تجهيز الأرض وفتح الشارع للملعب الخماسي في منطقة حلاوة، بحيث تم الكشف من قبله ومن مندوب وزارة الشباب على موقع العمل ليصار بعدها إلى تسليم الموقع إلى وزارة الشباب/ مديرية شباب عجلون من أجل طرح العطاء للمباشرة في إنشاء الملعب بعد أن تقوم البلدية بتسهيل وتسوية الأرض بطول 50 مترا وعرض 35 مترا.
وثمن العرود دعم مجلس المحافظة للبلدية حيث قدم ما قيمته 270 ألف دينار لفتح وتعبيد الشوارع وقاعة الهاشمية والملعب الخماسي وتعبيد طريق زقيق.
إلى ذلك، أكد العرود أن البلدية ولأول مرة تكون حاضرة في المشاريع السياحية ضمن منصة استثمر في الأردن والمتعلقة بإعادة تأهيل قرية دير الصمادية الجنوبية كوجهة سياحية وتراثية وزراعية متميزة.
وبين أنه وبالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية تم عمل زيارة ميدانية على أرض الواقع وتمت المباشرة بتنفيذ العطاء، مؤكدا أن مشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي كوجهة سياحية تراثية زراعية متميزة ضمن الفرص الاستثمارية، يعتمد بشكل أساسي على إعادة استخدام البيوت التراثية والأحواش في المنطقة كفعاليات مرتبطة بالسياحة التراثية والزراعية. وسيوفر المشروع منامات بمفهوم (Bed and Breakfast)، وإبراز نمط الحياة الريفية في القرن التاسع عشر من أجل الارتقاء بمستوى المنتج السياحي التراثي.
التقاليد والصناعات اليدوية
وأوضح العرود أن هذا المشروع سيعتمد على نقل التجربة المحلية للزائر بشكلها التي كانت عليه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وذلك عن طريق تجربة السكن في البيت الفلاحي الريفي وتجربة حصاد المزروعات وتجربة طهي الأطباق المحلية، والتعرف على التقاليد والصناعات اليدوية من خلال العمل والتفاعل بين السياح والسكان المحليين، ما يعود بالفائدة على المجتمعات المحلية المحيطة بالمشروع.
وأضاف أن بلدية الشفا كانت أنجزت أعمال فتح وتسوية وتوريد فرشيات وتعبيد الطريق المؤدي إلى قرية دير الصمادية الجنوبي التراثية بطول 500 م، للمساهمة في إعادة تأهيل القرية الجنوبية كوجهة سياحية وتراثية وزراعية متميزة، في نطاق فرص استثمارية سبق وأعلنت عنها وزارة الاستثمار بقيمة 4 ملايين دينار.
وكان اجتماع عقد في مديرية سياحة المحافظة مع منظمة (AVSI) الإيطالية، وهي منظمة دولية غير حكومية، تعمل في التنمية الدولية وتعزز التنمية المستدامة، وحماية التراث الثقافي، وبحضور جمعية دير الصمادية السياحية، بحث أسس تطوير موقع القرية التراثي وصيانته، بهدف تنفيذ مشروع تأهيل وتشغيل الموقع الجنوبي كوجهة سياحية جديدة في المحافظة، إذ يعد هذا المشروع واحدا من بين أربعة مشاريع يجري العمل عليها من ضمن المخطط الشمولي للمحافظة.
ووفق مصادر السياحة، فإن المشروع يعتمد أساسا على إعادة استخدام البيوت التراثية والأحواش في المنطقة كفعاليات مرتبطة بالسياحة التراثية والزراعية، وسيوفر منامات ووجبات إفطار للسياح والزوار، وإبراز نمط الحياة الريفية في القرن التاسع عشر، للارتقاء بمستوى المنتج السياحي التراثي.
يذكر أن أرض المشروع والأبنية القديمة المقامة عليها القرية التراثية، والتي ينفذ المشروع عليها في منطقة دير الصمادية الجنوبي، تتكون الأرض من عدة قطع مملوكة لمواطنين، إذ تبلغ مساحتها الكلية 10255 م² وتبلغ المساحة المستغلة للمشروع 6637 م²، ومساحة التوسع المستقبلية 3618 م².
عامر خطاطبه/ الغد