عجلون.. هل تنجح الاستعدادات الاستباقية في اجتياز “اختبار الشتاء”؟

يعوّل مواطنون في محافظة عجلون على استعدادات ومشاريع نفذتها جهات معنية بسلامة الطرق وتصريف مياه الأمطار، كالبلديات والأشغال، لتجاوز حوادث كانت تتكرر في كل موسم مطري، مؤكدين أن هذه المشاريع ما تزال دون المطلوب وبحاجة للمزيد منها، وستكون تحت اختبار الشتاء المقبل لقياس مدى فاعليتها.

ويقول هؤلاء، إن الاستعدادات لا ينبغي أن تقتصر على عمليات تنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار فقط، بل يفترض أن تقوم على دراسات تنفذها لجان فنية تحدد المواقع التي تشكل خطورة، كالمناطق وجوانب الطرق المهددة بالانهيار، وعمل قنوات إضافية في الطرق التي يرتفع فيها منسوب مياه الأمطار.

في المقابل، تقول جهات معنية إنها أنجزت مؤخرا عددا من المشاريع الحيوية كالقنوات الضخمة والجدران الاستنادية، التي تعوّل عليها في تصريف مياه الأمطار بطريقة فاعلة وآمنة إلى الأودية، ومن دون أن تحدث أضرارا بالطرق، ولمنع أي انهيارات محتملة.
ووفق الناشط ثائر الصمادي، فإن الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة في كل موسم مطري عادة ما تخلف آثارا سلبية واضحة على الطرق الداخلية والخارجية، لافتقارها لقنوات فاعلة لتصريف مياه الأمطار، ما يتسبب أحيانا كثيرة بارتفاع منسوبها على الطرق وانجراف أجزاء منها وتشكل الحفر، داعيا الجهات المعنية من أشغال وبلديات إلى ضرورة تشكيل لجان فنية متخصصة لدراستها ومعالجتها للتخفيف من أضرارها بمركباتهم.
وأكد الصمادي، أن الموسم المطري العام الماضي أثبت عدم كفاية قنوات تصريف الأمطار، وأن الموجود منها لم يستوعب الكميات الكبيرة من الأمطار المتدفقة في الشوارع.
ويقول المواطن عيسى أحمد، إنه ما إن تبدأ الأمطار الغزيرة، حتى تتشكل السيول في مناطق محافظة عجلون ذات الانحدارات الحادة، الأمر الذي يتكشف معه الكثير من الحفر والتصدعات في الطرق، وتصبح وكأنها مصائد للمركبات، تتسبب بإتلاف أجزاء مهمة منها وضرورية لمسيرها، باعتبارها من شروط “المتانة والأمان” التي تضمن سيرها على الطرق بسلام، كما تكبد أصحابها مبالغ طائلة لإصلاحها، مطالبا بعدم ترك هذه الحفر المنتشرة على العديد من الطرق الداخلية التابعة للبلديات والخارجية التابعة لوزارة الأشغال العامة، ما يستدعي إصلاحها وصيانتها مباشرة بعد توقف الأمطار والسيول.
أما الناشط عمر الزغول، فيرى من جهته، أنه ورغم عمليات الصيانة الدورية التي تسبق فصل الشتاء للطرق وقنوات تصريف الأمطار ومجاري السيول، لكن هذه المشكلة تبقى قائمة، عازيا ذلك إلى عدم كفاية تلك القنوات، وأن كثيرا من عمليات تعبيد الطرق لا تتم بالشكل السليم وبالمواصفات المطلوبة، ما يستدعي إعادة إنشائها بالكامل في بعض المناطق.
ولفت الزغول، إلى ضرورة تحديث قنوات تصريف مياه الأمطار لتكون أكثر فاعلية، والحاجة إلى صيانة المتوافرة طيلة الشتاء لمنع ارتفاع منسوب المياه على الطرق وتسببها بانجراف الطرق وهبوطها وتشكل الحفر في كل مكان، مؤكدا أن افتقار أغلب الطرق لشبكة من القنوات “المثالية” لتصريف مياه الأمطار يتسبب بتلف تلك الطرق سريعا، برغم تعبيدها مرات عدة.
وأوضح أن مرور المركبات على الحفر يتسبب غالبا بتلف أجزاء مهمة تتعلق بمتانة المركبة وصلاحيتها للمسير على الطرق بشكل آمن، إذ قد يتسبب سقوط المركبة في الحفر بتلف أجزاء مهمة؛ كـ”الكفات والجوز وأعمدة التوازن ومعدات التوجيه، وقطع مهمة أخرى في جسم المركبة”، لاسيما أن الطرق تشهد ارتفاعا في منسوب المياه، ما يتسبب بإعاقة حركة المرور ويمنع السائقين من مشاهدة الحفر.
بدورها، تؤكد الجهات المعنية أنها تبدأ قبل كل موسم مطري بالاستعداد المسبق للتعامل مع السيول التي تحدث بفعل الأمطار الغزيرة وتراكم الثلوج في المناطق المرتفعة ضمن مناطق اختصاصها.
وبين رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، أن خطة البلدية ركزت على معالجة بعض المشاكل التي كانت تؤرق البلدية خلال فصل الشتاء وتستنزف جهود الكوادر العاملة في الميدان، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع التي من شأنها تقليل نسبة حوادث مداهمة المياه وتشكل السيول وتضرر الطرق.
ولفت إلى أنه تم إنجاز مشاريع لتصريف مياه الأمطار في منطقة عين جنا، إضافة إلى إعادة إنشاء وصيانة العديد من المقاطع في منطقتي عجلون وعنجرة.
وأضاف الزغول، أن الخطة تتضمن فتح غرفة عمليات رئيسية في مركز البلدية بوسط مدينة عجلون، إضافة إلى خمس غرف فرعية، وذلك بغية التعامل مع الحالات الطارئة وتلقي الشكاوى والملاحظات من المواطنين للتعامل معها وإيصالها للجهات المختصة، مؤكدا أن البلدية عازمة على معالجة المواقع التي تشكل بؤر خطرة بالطرق الفنية اللازمة، كرفع منسوب عدد من الشوارع لضمان جريان المياه بعيدا عن المنازل، إضافة إلى عمل بعض القنوات التي من شأنها ضمان تدفق المياه بسهولة دون الإضرار ببنية الطرق وإتلافها.
كما أكد الزغول، أن الكوادر وفرق الصيانة المختصة بدأت، وبجميع مناطق البلدية، العمل على تنظيف عبارات وقنوات تصريف المياه وجوانب الطرق بهدف ضمان جريان مياه الأمطار بها دون انغلاقها بسبب تجمع النفايات والأتربة خلال فصل الصيف، إضافة إلى تجريف الأودية وتنظيفها لضمان تدفق المياه خلالها، داعيا المواطنين والتجار إلى عدم ربط مزاريب المياه على شبكات المجاري أو خطوط تصريف مياه الأمطار، ما يتسبب بفيضانها وعدم استيعابها لكميات المياه الكبيرة.
بدوره، أكد رئيس بلدية كفرنجة الجديدة فوزات فريحات، أن البلدية أنجزت مؤخرا قنوات ضخمة لاستيعاب السيول على طريق كفرنجة الزغدية التي تزامنت مع أعمال إعادة إنشاء وتوسعة وتعبيد للطريق، الذي كانت السيول تتسبب بانهيار أجزاء منه، مؤكدا أن تعبيد الطرق وصيانتها وتصريف مياه الأمطار يعد من أولويات البلدية وأبرز احتياجات ومطالب البلدية الملحة التي لا تنتظر التأجيل.
إلى ذلك،  أكدت مصادر مدير أشغال المحافظة أن ما لديها من آليات وكوادر يعد كافيا للتعامل مع أي حالات طارئة قد تحدث خلال الشتاء، خصوصا فيما يتعلق بآليات فتح الطرق، وقلابات وآليات متنوعة، مشيرة إلى أنها تستأجر آليات القطاع الخاص عند الضرورة.
وأضافت، أن فرق المديرية تتابع باستمرار الأضرار التي تلحق بالطرق، سواء أكانت انهيارات أو هبوطات أو تشكل حفر، بحيث تعمل على صيانتها، مشددة على استعداد غرفة العمليات في المديرية لتلقي ملاحظات وشكاوى السكان لتوجيه الفرق إليها وإصلاحها.

 

عامر خطاطبة/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة