عجلون : 300 حريق منذ بداية العام أتت على زهاء 1000 دونم حرجي ومملوك
=
تتعرض المناطق الحرجية والاراضي المملوكة التي توجد بها لشجار حرجية وملوك في محافظة عجلون وخاصة الاشجار النادرة كالصنوبر والملول والسنديان والاكاسيا للحرائق المتكررة والتقطيع الجائر لمناشير العابثين بهدف التجارة بين الحين والآخر حتى باتت مهددة بالزوال.
وتغطي الثروة الحرجية في عجلون مساحة (142) الف دونم ( 34% ) من مساحة المحافظة حيث تشكل أكبر غطاء نباتي في المملكة .
فقد تعاملت كوادر الدفاع المدني والزراعة في محافظة عجلون منذ بداية العام الحالي مع حوالي 300 حريق أتت على اكثر من 1000 دونم من الاراضي الحرجية والمملوكة وادت إلى حريق آلاف من الاشجار المثمرة والحرجية والأعشاب الجافة .
وبحسب مصادر الدفاع المدني فإن عدم وجود طرق بين الغابات لتمكين فرق الإطفاء ودخول الاليات فاقم من المشكلة رغم المطالبات بتنفيذ هذه التوصية التي يتم الحديث عنها دائما ، وتوضيف تلك المصادر أنه بات من الضرورة بمكان التوسع بأعمال تقليم الغابات في المحافظة والسماح برعى الأعشاب التي تنمو بينها إلى جانب ضرورة تعديل قوانين الاستثمار التي تتعلق بمنح رخص الإزالة ضمن الاراضي المملوكة للمواطنين ما دام هناك إقبال على أعمال الاستصلاح وزراعة الاشجار المثمرة .
واكد المصدر أهمية دور أهالي المحافظة في الدفاع والتصدي للعابثين بهذه الثروة الوطنية التي تعتبر ميزة للمحافظة تستقطب الزوار من مختلف المحافظات إلى جانب السياحة الخليجية .
مؤخرا وانطلاقا من دور مديرية الأمن العام في توفير الأمن البيئي ومسؤوليتها المجتمعية في إثراء قيم المواطنة وتعزيز ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة وإستمرارا لاطلاق مبادرات “بئتنا رئتنا” اطلقت مديريه دفاع مدني عجلون وبالشراكه مع الشرطه المجتمعية واللجنة المجتمعية المنفذة من قبل الصندوق الاردني الهاشمي وبدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر مبادره ( عجلون اكسجين الاردن لنحافظ عليها .) برعاية محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف وبحضور ومشاركة مدير شرطة محافظة عجلون العميد وصفي العزام والأجهزة الأمنية ومدير الدفاع المدني ومقررة لجنة الدعم المجتمعي نبيهه السمردلي ومتطوعي الهلال الاحمر وتشكيلات مديرية الأمن العام في محافظة عجلون حيث تم زراعه اشجار المثمرة وحرجيه وتوزيع برشورات توعوعية وتثقفية ومياه وقهوه علي المواطنين في الوسط التجاري .
وسبق ان اطلقت مديرية الأمن العام، اطلقت الحملة الوطنية لحماية البيئة والتي جاءت تنفيذاً لرؤى وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، للحفاظ على البيئة والطبيعة، وتعزيز استدامتها .
والبوم تتعرض غابات وادي الشام في منطقة غرب ساكب بمحافظة جرش وبعض الاراضي الحرجية والمملوكة من اراضي عجلون لحريق كبير اتي على مساحات واسعة من الغابات والاشجار المثمرة ومحاصيل المواطنين بفعل عابثين أعداء لهذه الثروة حيث تشارك مختلف الجهات للسيطرة على الحريق .
إن ظاهرة الحرائق والتقطيع الجائر التي تحدث بين الحين والآخر في فصل الصيف تستدعي الوقوف والبحث عن انجع السبل والوسائل لمعالجة هذه المشكلة واتخاذ اجراءات احترازية تمنع تكرارها أو التقليل من آثارها من قبل الجهات المعنية من زراعة، اشغال، دفاع مدني، وبيئة، وشرطة وان هذه الظاهرة اصبحت تتكرر يومياً جراء العبث والاستهتار وعدم الاحساس بالمواطنة ورغم الجهود التي تبذل من قبل الدوائر المعنية وحملات التوعية التي تنفذها مديرية الدفاع المدني والزراعة وجمعية البيئة الاردنية فرع المحافظة واندية حماية الطبيعة في المدارس التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومحمية عجلون.
وقال النائب خلدون شويات إن الحرائق تلعب دوراً كبيراً في القضاء على الغابات والاشجار الحرجية وينتج ذلك عن عدم الوعي لكيفية التعامل مع اشعال النار مبيناً حرائق الغابات تعود إلى عده اسباب منها أعمال مفتعلة والتي اصبحت ظاهرة منتشرة في اكثر من منطقة بهدف التخريب والتقطيع والابادة ومنها ناتج عن التدخين والطهي داخل الغابات واماكن التنزة ، داعيا إلى تغليظ العقوبات الرادعة للمحافظة على الغابات والثروة الحرجية التي تعتبر ثروة وطنية وايجاد آلية اتصال وعمل للمؤسسات والهيئات الدولية المهنية بتوفير وتمويل مشاريع الحماية وحدها بالاجهزة والمعدات والآليات الفنية المتخصصة في مكافحة حرائق الغابات والحدمن الزحف العمراني الذي يداهم المساحات الزراعية حول المدن والتجمعات السكانية ورفع مستوى مديرية الحراج لتكون قادرة على الحركة واعادة النظر في استخدام المتنزهات الوطنية والغابات والعمل على دعم مشروع الحزام الاخضر للحد من الزحف على الاراضي الزراعية.
وبين الخبير البيئي المهندس خالد عنانزه إن واقع الثروة الحرجية يؤكد على افتقارها إلى سياسة واضحة ومحددة للغابات واتباع خطوات عريضة للحفاظ على الغابات والمراعي اضافة إلى إن التشريعات الحالية بحاجة إن تكون أكثر ردعا التي لا تتناسب والادارة الحديثة للثروة الحرجية حيث حرمان العاملين فيها من الحوافز والكوادر المدربة وعدم كفاية المخصصات المالية للايفاء بالمتطلبات اللازمة لادارة الثروة الحرجية ونقص البحث والارشاد الحرجي والرعوي
وأشار إلى ضرورة زيادة رقعة الاشجار دائمة الخضرة والتي تعطي مردوداً عالياً مثل اشجار الزيتون وغيرها من الاشجار المثمرة ويتحقق ذلك من خلال توفير مشتل زراعي متكامل تشرف عليه وزارة الزراعة لان المحافظة ينقصها مثل هذا المشروع الحيوي وكذلك زيادة عدد عمال الحراج والحماية في مديرية زراعة عجلون ليصبح 100 عامل حماية وطواف في المحافظة لمراقبة مناطق الغابات الواسعة .
وقال رئيس جمعية البيئة في لواء كفرنجة محمد خطاطبه إن هذه الثروة تتعرض وباستمرار لاعتداءات منظمة ومخطط لها من قبل عصابات محترفة مستخدمة كل الوسائل داعياً الحكومة لتوظيف كل الامكانات الضرورية ومحاربة هؤلاء الاشخاص الذين يعتدون على الاشجار وتأهيلهم وايجاد فرص العمل المناسبة لهم باعتبارهم اشخاصاً معروفين لدى الجهات المعنية مؤكدا على اهمية الغابات وضرورة استغلالها في السياحة الحرجية لتواجد الاشجار وتجهيز البنى التحتية لها وايقاع اشد العقوبات بالعابثين والمتاجرين بها لافتا الى إن هذه الثروة ستكون مهددة بالزوال خلال عقود قليلة اذا ما بقي الحال ما هو عليه.
وقال مسؤول النشاط البيئي في مديرية التربية سامر القضاة ان المتنزهين الذين يمارسون الشوي يتسببون باحداث الحرائق وتلويث البيئة بمخلفاتهم وتتعرض هذه الثروة في الاونة الاخيرة للقطع والرعي الجائر والحرائق المفتعلة والاستهلاك الفوضوي مما يتسبب في اختفاء الاشجار وانقراضها في بعض المناطق مبينا ان تقطيع الاشجار كان للحصول على الوقود والتدفئة في اغلب الاحيان. اما اليوم فأصبح القطع بهدف استملاك الاراضي من خلال خلع الاشجار من جذورها واستئصالها نهائيأ بالجرافات ثم حرق يقاياها تمهيدأ للبناء عليها وزراعتها بالاشجار المثمرة وغالبأ ماتحدث الاعتداءات في اوقات الليل والعطل لافتا الى ان حرائق الغابات من اشد الاخطار التي تهدد الثروة الحرجبة وتقضي على مجهود سنوات طويلة في وقت قصير من الزمن مما يهدر الثروة الوطنية ويرفع التكاليف العالية التي تصرف على زراعة الغراس والعناية بها .
وقال الناشط المجتمعي علي يوسف المومني ان الثروة الحرجية في محافظة عجلون قد تقلصت نتيجة عدة اسباب وعوامل اهمها الانتشار العمراني للدوائر الحكومية على الاراضي الحرجية والاستغلال المفرط لها من قبل الانسان ما يستدعي توظيف الحماية الكافية لها من كوادر ميدانية وتطبيق القوانين والانظمة الكفيلة بحماية الثروة الحرجية من خلال تطبيق قانون الزراعة وزيادة إنشاء المحطات الحرجية لمنع التعديات وتكون في مناطق مرتفعة ومشرفة على اكبر مساحة ممكنة من الغابات وفتح الطرق الحرجية وخطوط النار في مناطق الغابات لتسهيل الوصول الى اجزاء الغابة من اجل حمايتها وتطويرها والعمل على ادامتها وصيانتها.
وقالت الناشطة والقائدة الارشادية لينا العلاونه ان موضوع البيئة اصبح من اكثر العناوين اهتماماً على الصعيد العالمي والاشجار الحرجية تعتبر من اهم مقومات البيئة السليمة وان قطع الاشجار يعتبر جريمة بحق الاجيال الاتية من بعدنا وحرمانا لابنائنا واحفادنا من العيش في بيئة نظيفة في ظل اشجار وارفة.لافتة الى ان زراعة الاشجار هي مسؤولية وطنية جماعية ودليل وعي ورقي وضرورة بيئية وان حماية الغابات والاشجار ضريبة وطنية يجب ان تتكاتف الجهات الرسمية والاهلية لحمايتها.
الدستور / علي القضاه
التعليقات مغلقة.