“عرار” شخصية “عمان الدولي للكتاب” وجريس سماوي لـ مهرجان جرش

رأى كتّاب ومثقفون أن إطلاق اسم مبدع أردني على نشاط ثقافي أو فني يعد تقليدا مهما في العمل الثقافي، فهؤلاء المبدعون رفعوا اسم الأردن عالياً، ومن حقهم أن تخلد أسماؤهم في الأنشطة الثقافية والفنية، مثل معرض عمان الدولي للكتاب، ومهرجان جرش للثقافة والفنون.
واعتبر الكتاب أن إطلاق أسماء المبدعين على الفعاليات الثقافية خطوة تنبه الناس إلى وجود قامات ثقافية أسهمت في صياغة الوجه المشرق للثقافة أردنياً وعربياً وعالمياً.
عضو اللجنة الثقافية في معرض عمان الدولي للكتاب د. مخلد بركات قال إن سبب اختيار الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل “عرار”، الشخصية الثقافية لمعرض عمان الدولي جاء تزامناً مع احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، فـ “عرار” يعتبر من الشعراء الكبار الذين كان لهم دور في إثراء الحركة الشعرية الأردنية، وهو من رواد الشعراء لأكثر من سبب، فهو كان من أصدقاء الملك عبدالله الأول، وكان مواظبا على حضور الندوات الشعرية التي كانت تقام في قصر جلالته، كذلك في أغلب قصائده تحضر الأودية والقرى الأردنية والأمكنة البعيدة.
ويشير بركات إلى أن عرار له امتداده العربي فهو شاعر عروبي ومعروف في أغلب الدول العربية كأحد شعراء الأردن الكبار، وشاعر متعدد الاتجاهات الشعرية، وله ريادة في قصيدة الشعر الحر في العشرينيات من القرن الماضي قبل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، وله الريادة في الترجمة خاصة ترجمة رباعيات الخيام، لذلك تم اختيار عرار شخصية معرض عمان الدولي في دورته العشرين.
أما بخصوص الندوة التي ستقام حول عرار، فيشير بركات إلى أن الندوة ستتكون من ثلاثة متحدثين يتناولون عرار شاعراً وإنساناً ومترجماً وناثراً، لم يتم اختيار الأسماء، ولكن سيتم الاختيار حسب معايير لها علاقة بالاطلاع على شعر عرار والكتابة حوله ومتابعة وتحليل ما أنتجه من أشعار خاصة ديوانه “ﻋﺸﻴﺎت وادي اﻟﻴﺎبس”، وسيكون هناك إطلاق أغنية للفنان الأردني عمر العبداللات بعنوان “دحنون ديرتنا”، تم اختيارها من قصائد عرار، وهذه الأغنية من إنتاج وزارة الثقافة إلى جانب عرض ومضة ثقافية حول عرار شعرياً وحياتياً، وسيكون هناك جناح يحتوي على إصدرات عرار ويتم توزيعها مجاناً على الحضور.
من جهته قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي إن إطلاق اسم قامة ثقافية إبداعية أردنية عربية مثل جريس سماوي على الدورة “35”، من المهرجان جرش جاءت نتيجة عوامل كثيرة منها أن جريس كان أحد مدراء مهرجان جرش لفترات طويلة، ونائب لمدير مهرجان جرش، وأمين عام لوزارة الثقافة ثم وزيراً للثقافة الأردنية، مؤكداً على أن جريس شخصية ثقافة قدمت الكثير للثقافة الأردنية ولمهرجان جرش، من هنا ارتأت اللجنة الثقافية للمهرجان بعد أن اجتمعت على إطلاق اسم جريس على هذه الدورة بالإضافة إلى إطلاق جائزة شعرية باسمه أيضاً.
وأضاف سماوي سيشتمل البرنامج الثقافي الذي يخص جريس على ندوات ثقافية استذكارية تتحدث عن إنجازات وقصائد جريس، يشارك فيها مجموعة من المثقفين والفنانين الأردنيين والعرب منهم الشاعر المصري أحمد الشهاوي، والشاعر اللبناني زاهي وهبي الذي سيقرأ قصيدة من شعر جريس، والقاصة الأردنية بسمة النسور، والفنانة عبير عيسى، والشاعر راشد عيسى وغيرهم، كما سيتم طباعة بروشور يتحدث عن الراحل وإنجازاته الإبداعية.
الأكاديمي د. يوسف ربابعة رأى في إطلاق اسم أي مبدع أردني على أي نشاط ثقافي أو فني يعد تقليداً مهماً في العمل الثقافي، مثل إطلاق اسم مبدع ضمن أنشطة معرض عمان الدولي للكتاب، الذي يعدّ من الأنشطة المهمة في مجال نشر الكتاب وتوفير الأعمال الفكرية للقارئ في مكان واحد ووقت معين أيضاً، لافتاً إلى أن اختيار “عرار” شخصية للمعرض، هو تكريم لشاعر الأردن مصطفى وهبي التل وإحياء لذكراه، وتخليداً لأعماله، والتذكير به طيلة أيام المعرض، فهذا معرض دولي يشارك فيه العديد من دول عربية، وهي مناسبة مهمة نعرّف فيه ضيوف الأردن على مبدعينا، كما نجعلهم يتعرفون على مؤلفات عرار ومكانته الاجتماعية والثقافية في وطنه الأردن.
وحول إطلاق اسم الشاعر ومدير مهرجان جرش الأسبق الراحل جريس سماوي على الفعاليات الثقافية في هذا المهرجان، يقول ربابعة هذا تكريم وتذكير بقامة ثقافية رافقت مهرجان جرش منذ نشأته، متمنياً أن تتبع مؤسساتنا الثقافية في المستقبل هذا الدرب بالتذكير بهؤلاء المبدعين من خلال إطلاق أسمائهم على الفعاليات الثقافية.
فيما رأت الفنانة التشكيلية نعمت الناصر أن الشاعر الأردني الراحل جريس سماوي بالإضافة لموهبته الشعرية، قدم للثقافة الأردنية وأعطى صورة راقية عن الأردن من خلال إدارته لمهرجان جرش على مدى أربعين عاما حتى جعل منه رقماً صعبا، واستضافته لأهم الفنانين والشعراء العرب الأكثر تأثيرا مما جعل من هذا المهرجان أمنية لأي فنان أو كاتب أو شاعر عربي أو أجنبي أن يشارك فيه، كما ارتبط اسم هذا المهرجان العالمي النوعي لدرجة صار من الصعب أن تذكر اسم مهرجان جرش بدون ذكر اسم جريس سماوي رحمه الله.
وكذلك الحال بالنسبة إلى الشاعر مصطفى وهبي التل “عرار”، شاعر الأردن الذي ارتبط اسمه بالأردن، فما أن يذكر عرار حتى نستذكر تغنيه بأخت رم، والوقوف بوادي السير، تل إربد، سفح شيحان، فمن الطبيعي أن يكون عرار الشخصية الثقافية لمعرض عمان الدولي في هذا العام، لافتة إلى أن تتخلد ذكرى المبدع بما يتركه من إرث وإنتاج إبداعي، خصوصاً إذا كان هذا الإبداع ضمير أبناء بلده وإحساسهم من خلال افتخاره بوطنه وبأبنائه، وهذا يعني أن إطلاق اسم مبدع شاعر أو كاتب على دورة ضمن مهرجان أو جائزة فهذا أقل ما يمكن أن تقدمه لهذا المبدع الذي أثرى بلده ودعم مبدعيه وحمل اسم بلده إلى بلدان العالم كوطن وراعٍ للإبداع.
رئيس فرع رابطة الكتاب في إربد الشاعر علي طه النوباني رأى في إطلاق أسماء المبدعين على الفعاليات الثقافية خطوة إيجابية يجب أن تستمر؛ فهذه الخطوة تنبه الناس إلى وجود قامات ثقافية أسهمت في صياغة الوجه المشرق للثقافة أردنياً وعربياً وعالمياً، ولكن نلاحظ أن المعنيين يتوجسون من تكريم مبدع بهذه الطريقة وهو على قيد الحياة، فحبذا في الفعاليات القادمة أن يتم اختيار من هم أحياء، داعياً إلى مشاركة المبدعين في صياغة السياسات الثقافية وتصميم المشاريع المستقبلية للعمل الثقافي، فالمبدع هو الجانب الفعال الذي يتفاعل مع كل مكونات التنمية الشاملة مرتقياً بالذوق العام وفاتحاً آفاقاً جديدة للبناء والنمو أمام الأجيال.
أما الباحثة والكاتبة الدكتورة لينا الجزراوي فتعتقد أن إطلاق أسماء المبدعين الأردنيين على النشاطات الثقافية هو أقل ما يمكن أن تفعله الدولة تجاه هؤلاء المبدعين بإطلاق أسماءهم على مهرجاناتنا الفنية والثقافية، والأفضل أن نهتم بهم وهم أحياء، داعية الجهات النقابية مثل نقابة الفنانين الأردنيين، والجهات الرسمية الحكومة أن تلتفت إلى حياة الفنانين والأدباء الأردنيين وإيلاء الاهتمام بظروفهم المعيشية، خصوصاً وأنهم من يقدم الأردن بصورة حضارية للعالم، كما يجب ان يتم الاهتمام بهم وهم أحياء كما نهتم بهم وهم أموات.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة