عشرات الآلاف يحيون «الإسراء والمعراج» في المسجد الأقصى
– أحيا عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أمس الخميس، ذكرى الإسراء والمعراج، في المسجد الأقصى بمدينة القدس.
ونظمت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، احتفالا بهذه المناسبة داخل المسجد، تخللته كلمات وأناشيد دينية. وتدفق فلسطينيون من سكان القدس وفلسطين 48، برفقة أبناء عائلاتهم بمن فيهم الأطفال والنساء إلى المسجد. وشوهد متطوعون وهم يوزعون الهدايا على الأطفال في باحات المسجد.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن نحو 50 ألف شخص توافدوا إلى المسجد منذ ساعات الصباح. وخلال الاحتفال، تحدث مفتي القدس والديار الفلسطيني الشيخ محمد حسين، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني وإمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة، ورئيس قسم الوعظ والارشاد في مديرية المسجد الأقصى، الشيخ خالد العيساوي.
وتركزت الكلمات حول «معاني الإسراء والمعراج وارتباطها بالمسجد الأقصى». وأكد المتحدثون على أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، مع التأكيد على رفض الاجراءات الإسرائيلية ضد المسجد والمصلين فيه.
وشهدت أسواق البلدة القديمة بالقدس، حركة تجارية نشطة، فيما دوّت مكبرات الصوت بالأناشيد الدينية الإسلامية. وقال سكان مقدسيون إن أسواق القدس القديمة، لم تشهد اكتظاظا مشابها منذ شهور طويلة.
من ناحية ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، رئيس قسم الوعظ والارشاد في الأقصى، خالد رياض العيساوي. وأفادت مصادر مقدسية بأن عناصر من شرطة الاحتلال اعتقلت العيساوي، لحظة خروجه من باب السلسلة، عقب الانتهاء من الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.
ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إلى استغلال ذكرى الإسراء والمعراج التي ربطت المسجد الأقصى بالمسلمين، لضمان وجود تضامن حقيقي من الأمتين العربية والإسلامية، للدفاع عن القدس، خاصة في ظل حالة الاستهداف الهستيري اليومي من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، أمس الخميس، النقاب عن أن 18 ألف مستوطن ما بين سياسي وعضو كنيست، اقتحموا باحات المسجد الأقصى خلال العام 2020.
وقالت الوزارة في تقرير لها، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، إن المقدسات الإسلامية والمسيحية شهدت وتحديداً المسجد الأقصى، استهدافاً واضحاً وكبيرا خلال العام 2020، حيث أمعن الاحتلال باستهدافه بشكل خاص، واستهداف المصلين وأهل القدس بشكل عام ليصبح استهداف المسجد سياسة يومية ينتهجها الاحتلال.
وأشار التقرير إلى أن الاقتحامات اليومية وعمليات التدنيس بلغت 255 اقتحاماً، ليصل عدد المستوطنين، وغيرهم من السياسيين وأعضاء البرلمان «كنيست» المنتهكين لقدسية المسجد الأقصى، إلى ما يقارب 18 الفا، فيما أصدر الاحتلال 300 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى بحق العلماء والسدنة والمصلين والمرابطين. ونوه التقرير إلى وجود قرابة 11 مخططاً تهويديا في القدس ما بين قائم مستمر العمل به، ومنه ما هو قيد الانشاء.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية، التي سجلت بحق المساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أشار التقرير إلى اقدام المستوطنين على حرق والاعتداء على 13 مسجدا، بالإضافة إلى احراق كنيسة. وشهد الحرم الابراهيمي العديد من مكائد الاحتلال، وسياساته الرامية لتهويديه بالكامل، فخلال 2020، واصل تعديه على الحرم بإغلاقه لـ 77 يوما ومنع الاذان 599 وقتا.
وفي قطاع غزة، أدى قصف اسرائيلي لمناطق عدة في قطاع غزة خلال 2020، إلى استهداف مسجد «الودود» في حي «التفاح» شرقي مدينة غزة والذي لحقت به أضرارة كبيرة، كما أكد التقرير.
في موضوع آخر، طالب مواطنون فلسطينيون في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بواسطة جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، رئيس بلدية القدس، موشيه ليئون، بإلغاء قرار البلدية بإقامة موقع تذكاري لجنود كتيبة في لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي، تشمل مطلات وبناء مسرح، وذلك فيما يعاني سكان الحي من نقص بالمناطق المفتوحة والمؤسسات العامة.
وحسب قرار بلدية القدس، فإن هذا المشروع الاستيطاني يقضي ببناء موقع لتخليد ذكرى جنود كتيبة المظليين 71، الذين قُتلوا خلال احتلال القدس في العام 1967. وشدد المقدسيون في توجههم إلى ليئون على أن القرار يتجاهل احتياجاتهم ويمس بمشاعرهم، وفق ما ذكر موقع «واللا» الإلكتروني أمس، الخميس.
ولحقت في الماضي أضرار بالموقع عدة مرات، وطالبت مجموعة من الجنود الإسرائيليين تطلق على نفسها تسمية «جمعية قدامى المظليين محرري القدس وعابري القناة» بتطوير وتحسين الموقع.
وتقضي خطة إقامة الموقع بإحاطته بجدار، وتكون فيه ثلاث بوابات، وثماني مطلات باتجاه «مواقع المعارك» وبنوك للجلوس. كذلك يشمل بناء مدرج يتسع لـ300 شخص ومسرح. وتمول «كيرن كييمت ليسرائيل» (الصندوق الدائم لإسرائيل) هذا المشروع الاستيطاني بمليون شيكل، فيما تعهدت بلدية القدس بصيانة المكان. وصادق مجلس بلدية القدس على المخطط، الشهر الماضي.
يشار إلى أن عشرات العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح تواجه دعاوى قضائية تطالبها بإخلاء منازلها، في إطار مخطط استيطاني واسع في الحي، وتزعم جمعيات استيطانية بملكية يهودية في الحي منذ ما قبل عام 1948. وأصدرت المحكمة المركزية في القدس قرارات مؤخرا ترغم العائلات الفلسطينية بإخلاء منازلها لصالح المستوطنين.
ويجري التخطيط لإقامة معهد ديني يهودي «ييشيفاة» في قطعة أرض خُصصت لجمعية «أور سمياح»، على مسافة قصيرة من الموقع التذكاري الاستيطاني في الشيخ جراح. ويقضي هذا المخطط، الذي جرى التداول فيه في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، بناء ييشيفاة من ثمانية طوابق، وتشمل مدرسة لتعليم التوراة ومساكن لطلابها.
إلى ذلك، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية صباح أمس الخميس، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، وذلك للمرة 184 على التوالي، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة.(وكالات)
التعليقات مغلقة.