عشرات المقدسيين بمنطقة الطور مهددون بهدم منازلهم
– لم يعد العيش في منزل بمدينة القدس المحتلة بمتناول اليد، فيواصل الاحتلال الإسرائيلي تهديد عائلات مقدسية بالتهجير القسري وهدم منازلها، وملاحقتها بمسكنها واستقرارها وذكرياتها، بحجة البناء دون ترخيص.
ويمارس الاحتلال هجمته الشرسة ضد المقدسيين بكافة نواحي حياتهم، ليترك بصماته تحفر بوجدان كل مقدسي في صراعه مع وجوده وثباته بأرضه وبيته.
ويخيم الحزن والألم الشديدين على عشرات المقدسيين الذين يهددهم شبح الترحيل وهدم منازلهم وتحويلها إلى ركام، بعد سنوات من الصمود والثبات.
10 عائلات مقدسية تعيش في بناية ببلدة الطور بالقدس المحتلة، مهددة بالإخلاء وهدم منازلها خلال أيام، فلكل عائلة حكاية وذكريات وألم ومعاناة، يهدم معها الاحتلال استقرارها وأحلامها.
من بين العائلات المتضررة من قرار الإخلاء والهدم عائلة مصطفى عاشور التي أكدت زوجته ناهد بحرقة وألم أنه لا يوجد للعائلة غير هذا المنزل الذي تقطنه منذ 8 سنوات، وبدونه سيصبح مصيرها في الشارع.
وتبين أن إمكانياتهم المادية لا تسمح لهم باستئجار منزل بسبب ارتفاع تكلفة الإيجار، وفي حال استأجرت منزلا في الضفة الغربية سيتم قطع مخصصات التأمين الوطني لعائلتها وبالتالي تهديد إقامتها بالقدس.
وتقول ناهد باكية: “لا أعرف ماذا سنعمل، فوضعنا صعب جدا، يتزامن مع حلول فصل الشتاء، وخائفة على أولادي”.
أما طفلها موسى عاشور (11 عاما) فيتساءل: “أقطن في المنزل منذ 8 سنوات أكثر من نصف عمري، كيف سيهدمون بيتنا..؟ ولا يوجد لنا مأوى آخر”.
ويضيف “الاحتلال ظلمنا كثيرا، إنه أوسخ احتلال بفلسطين، لأنه يحتل القدس وينغص حياة المقدسيين وأطفالهم”.
ويتابع الطفل عاشور “أريد العيش بمنزل، أروح (أذهب) إلى المدرسة وأرجع إليه، دون وجود احتلال”.
ويناشد موسى مساعدته وعائلته، ليبقوا صامدين في بيتهم دون هدمه، وتركهم لوحدهم يواجهون مصيرهم.
ويعيش نجلي المقدسي فايز الخلفاوي سعيد وسنان وعائلاتهما في البناية.
ويقول لوكالة “صفا “: “تهديداتهم مرفوضة، سنبقى غصبا عنهم، لن نخرج من هنا إلا على التربة (القبر)، سنبقى صامدين بالقدس رغم الضريبة التي سندفعها”.
ويطالب الخلفاوي الجهات المختصة والمجتمع والمؤسسات الدولية مساعدة أصحاب المنازل للحيلولة دون هدمها، فهم ليسوا الوحيدين بالمنطقة المهددين بهدم منازلهم.
ويوضح أن العائلات المهددة بالإخلاء لم تسدد أقساط منازلها وتصليحها حتى اليوم، عدا عن أن كل صاحب منزل فرض الاحتلال عليه مخالفة بناء بقيمة 75 ألف شيكل، و82 ألف شيكل ضريبة أملاك.
ويضيف “فوق كل ذلك نحن مهدوين بهدم منازلنا، وفي حال هدمت، فبلدية الاحتلال ستلزم العائلات بدفع مليوني شيكل”.
ولا يختلف حال المقدسي وائل ياسين بدر عن العائلات الأخرى، إذ تفاجأ بقرار هدم منزل نجله حسام الذي من المقرر أن يسكن فيه عند زواجه بعد شهرين.
ويقول: “رغم متابعتنا لقضية المنزل مع بلدية الاحتلال، والتزامنا بدفع المخالفات وضريبة الأملاك، إلا أن البلدية تصر على إخلاء البيت وهدمه”.
ويؤكد أن سياسة التهجير لنحو 70 فردا مرفوضة، فهم لا يملكون سوى منازلهم التي يعيشون فيها.
ويبين أنه يقوم بتجهيز منزل نجله حسام المقرر زواجه في شهر كانون الثاني(يناير) المقبل.
ولم تتمالك زوجته صفاء دموعها والحديث من شدة الألم الذي تعانيه، كون الاحتلال يهدد بهدم منزل نجلها وتنغيص فرحته.
ويقول حسام وائل بدر إنه خطب منذ 9 أشهر، ويجهز هذا المنزل من أجل الاستقرار فيه بعد الزواج، ولا يعرف مصيره حال هدمه.
ويضيف بحسرة “قتل الاحتلال فرحتي بتجهيز منزلي قبل عرسي، الذي بنيته بعرقي وتعبي، حسبنا الله ونعم الوكيل”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.