عيد ميلاد ملكة الإنسانية والعالمية، ملكة من الشعب و إلى الشعب //كريستين حنا نصر

جلالة الملكة رانيا العبدالله   حفظها  الله ، ملكة القلوب تميزت بأنجازاتها على المستويين المحلي والعالمي، تتصف بالثقافة الغزيرة والتعليم، ملكة اردنية هاشمية أنيقة الحضور، جمعت برقيها الفخامة والبساطة والتواضع، خصال وصفات حميدة جعلتها بجدارة وبشهادة العالم على مستوى ملكي يضاهي ملكات العالم.
ورصد سريع لمحطات مسيرة جلالتها على المستوى الوطني، يكشف مدى نشاطها وفعالية دورها من خلال المبادرات التي تطلقها على كافة الأصعدة، إلى جانب حرص جلالتها الانخراط المباشر بالمجتمع المحلي بكافة قطاعاته بما فيها المعنية بالمرأة والشباب، هدفها المساهمة في تحسين وتنمية وتطوير المجتمع ، تحرص على متابعة القضايا الوطنية وبحث سُبل تجاوز تحدياتها، تتعامل مع كافة شرائح المجتمع وترعاهم وتتابع مطالبهم وطموحاتهم كأنهم جزء من عائلتها الصغيرة، يجدها المرء تتصرف على حقيقتها فهي من الشعب والى الشعب، تتميز بالتواضع والعفوية وهذه الصفات تحديداً يستشعر بها الجميع عند متابعة جلالتها على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وعندما تزور المجتمع المحلي في القرى والبوادي والمدن الأردنية، نلمس جميعاً معاملتها الراقية خلال اللقاءات مع ابناء شعبها، تستمع وتنصت باهتمام للمطالب والطروحات والنقاشات خاصة اثناء لقاءات جلالتها مع القطاع النسائي حيث تحرص على تقديم المبادرات والحلول لما يواجه المرأة من مشاكل وتحديات ، والملاحظ انها حلول ملموسة عملية تناسب ظروفهم ومجتمعاتهم والامكانيات المتوفرة فيها.
كان واضحاً أن من أبرز اهتمامات جلالة الملكة رانيا حفظها الله، هي العناية بشؤون الأطفال خاصة في الاردن، وما يتصل بهذه الفئة من حقوق الطفل وحمايته من كل انواع العنف والاساءة، والحرص على دعم برامج محلية ودولية على المستوى العربي لحمايته من هذه الأخطار، ومن مبادرات جلالتها في الاردن انشاء متحف الاطفال الاردن عام 2007م والذي يحتوي على اكثر من 150 معروضة تفاعلية الى جانب وسائل تعليمية كثيرة، ومن الناحية العملية تحرص جلالتها على تكرار جولاتها الميدانية للمدارس ومراكز الطفولة في كافة محافظات المملكة الاردنية الهاشمية للتوعية والتركيز على هذه القضية، فالى جانب الاهتمام بالطلبة وتحسين وضع المدارس والبيئة الصفية التعليمية، دعمت جلالتها المعلم الأردني وفي شتى المجالات بهدف تطوير وتنمية أداء المعلم، تقول جلالتها عن المعلم والمعلمة خلال حفل جائزة التميز التربوي عام 2016م :” والأمر الثاني الذي سأحدثكم عنه بصراحة هو… أن المعلم في الأردن يعطينا أكثر بكثير مما نعطيه. وبأن المعلمة في الأردن تتحمل أكثر من طاقتها”، ومن المهم الاشادة بمبادرات جلالتها بخصوص التعليم والتي ساهمت بشكل مميز ونجاح كبير في تطوير هذا القطاع، ومبادرات جلالتها بشأن التعليم كثيرة منها تأسيس اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين عام 2009م، ومبادرة ادراك تم تأسيسها عام 2014م وهي منصة تعليمية إلكترونية عربيه للمساقات الجماعية المفتوحة وعليها ما يزيد من 93 الف متعلم مسجل .
وفيما يخص قطاع المرأة الاردنية فقد بذلت جلالتها جهود متميزة جعلت من المرأة وبجدارة عضواً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع الاردني، حيث وجهت جلالتها الجهات المعنية بتطوير وتمكين المرأة بما في ذلك تعزيز الاستفادة من الحرف اليدوية مثل التطريز، الى جانب تمكين المرأة في مجال الصناعات الغذائية والانتاج المنزلي والمطابخ الانتاجية، والمبادرات المعنية بالمرأة والاسرة والتي اطلقتها كثيرة، منها مؤسسة نهر الاردن عام 1995م، والمجلس الوطني لشؤون الاسرة 2001م.
وعلى الصعيد العالمي فانني افتخر شخصياً كأردنية ومثلي كل ابناء شعبنا بشخصية ومكانة جلالتها العالمية، فإن لجلالتها حضور عالمي واضح من خلال اللقاءات والخطابات المتميزة والتي يظهر فيها حنكة وحكمة وذكاء وتأثير على الحضور والمستمعين، ومن ابرز نجاحات جلالتها على هذا الصعيد النجاح والقدرة الباهرة في تغيير الصورة الغير الحقيقية عند الغرب عن المرأة العربية والمسلمة، وأوضحت جلالتها حقيقة الاسلام القائمة على التسامح، وكيف ينظر الى المرأة وكيف يعزز من مكانتها وحقوقها ومشاركتها في المجتمع، كذلك كان لجلالتها دور مهم في تغيير النظرة لما يعرف (بالاسلاموفوبيا)، ففي مقال لجلالتها تحت عنوان “ضحايا التطرف الأبرياء”، والذي نشر باللغة الإنجليزية في موقع “هفنغتون بوست” العالمي الإلكتروني قالت جلالتها :” إن الإسلام، الدين الذي نؤمن به ويتبعه 1,6 مليار يرفض قتل الأطفال، إنه دين سلام، وتسامح، ورحمة…، لذلك عندما يقوم المتطرفون بالقتل باسم الإسلام، فإنهم يشوهون ديننا الحنيف، يهاجمون قيمنا الجوهرية، ويختزلون هوية الأغلبية المعتدلة”، وبالتالي نجحت جلالتها بابراز رسالة الاسلام السمحة ونقلت هذه الصورة والحقيقة الايجابية للعالم الغربي، وقد ساهم في هذا الجهد الملكي ما تتميز به جلالتها من مستوى علمي ومعرفي كبير في اللغة العربية والانجليزية مما ساعد في مخاطبتها للعالم الغربي، كذلك مهارة جلالتها في الخطاب وايصال الافكار باحترافية ووضوح للعقل الغربي ومن ذلك نقل معاناة الشعب الفلسطيني في غزة جراء الصراع الدائر فيها، ومن المؤتمرات الدولية التي شاركت فيها جلالتها مثلاً مؤتمر “الاستثمار في المستقبل – حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” عام 2014م، ومؤتمر نساء على خطوط المواجهة عام 2016م، حيث كان واضحا فيه تعاطف جلالتها وحرصها ابراز مشكلة اللاجئين في الاردن والعالم، ومؤتمر الملتقى السنوي السابع لخريجي جامعة هارفرد العرب 2023م، وغيرها الكثير من الفعاليات الدولية البارزة لجلالتها حفظها الله.
حفظ الله ملكة الشعب والانسانية والعالمية، الملكة الأم التي يتعلم منها الجميع، ففي تغريدة سمو الامير ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله بمناسبة عيد ميلاد جلالتها قال: ” غرستي فينا كل ما هو جميل.. كل عام وأنتِ نوارة البيت”، فكل عام وجلالة الملكة رانيا العبد الله بالف خير، وحفظ الله ملكنا الغالي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وملكتنا الغالية جلالة الملكة رانيا العبد الله وولي عهدنا المحبوب سمو الامير الحسين بن عبد الله وكافة افراد العائلة الهاشمية والشعب الاردني العزيز.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة