“عيون موسى” بمادبا..هل تبصر النور باستثمار مقوماتها السياحية؟
مادبا – رغم توفر عناصر الجذب السياحي، ما تزال منطقة عيون موسى التي تتميز بتضاريس خلابة من ينابيع وشلالات وأشجار وخضرة تكسو المكان وكنائس بيزنطية، تفقتد لأي مشاريع استثمارية، تسهم بوضعها على خريطة السياحية الدينية والبيئية، وتعود بالنفع على أهالي المنطقة وتوفر فرص عمل للمتعطلين.
وتقع منطقة عيون موسى على بعد 10 كيلومترات إلى الغرب من مدينة مادبا، مروراً ببلدة الفيصلية، قبيل الوصول إلى جبل نيبو، نحو واد سحيق بطريق ضيقة، فيما يصفها مرتادوها بالمكان المناسب الذي يمكن قضاء وقتٍ رائع والاستمتاع بجمالية الطبيعة، وممارسة هوايات السباحة والوقوف على شلال العيون التي تتدفق منه مياه عذبة، إضافة إلى متعة الجلوس في المغارة المتواجدة بالمكان باعتبارها غاية ينشدها الزائرون.
وتشتهر منطقة عيون موسى بالإضافة إلى مقوماتها السياحية في زراعة أشجار الزيتون والرمان والعنب وأنواع أخرى من اشجار الفاكهة، و يتوافد الزوار إلى المنطقة لقضاء أوقات ممتعة خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في وقت ما تزال تفتقد إلى الخدمات والبنية التحتية التي تعد عنصرا مهما لجذب الاستثمار.
ووفق أهال بالمنطقة، فإن أهمية المكان تستدعي جذب القطاع الخاص لإقامة مشاريع سياحية على أن يتم توفير البنية التحتية الملائمة التي تشجع على إقامة المشاريع والتي تسهم في تشغيل المتعطلين عن العمل.
يقول المستثمر في قطاع السياحة سامر الطوال إن عيون موسى التي تعاني من الإهمال، وغياب الرعاية المطلوبة، تعيش اليوم على أمل أن يأتي من ينعشها ويبعث فيها الحياة مرة أخرى ليعود للمنطقة ألقها، كبوابة جديدة للسياحة في الأردن، تستقطب عشاقها من داخل البلاد ومن خارجها.
وأضاف أن المنطقة شبه غورية، وتنتشر فيها الينابيع والأشجار، وتحتضن أكثر من ست كنائس بيزنطية، وآثار قصور قديمة، لافتا ان المعروف عن تاريخ هذه المنطقة أن نبي الله إلياس (إيليا) أقام فيها بعد مطاردته من خصومه، وهروبه إليها بعد مكوثه في قرية سالم القريبة من عيون موسى، إلى الغرب الجنوبي.
ويقول أحد ساكني المنطقة حمزة البدور، إنه من الصعب أن تمر بالقرب من عيون موسى دون أن تتوقف أمام المزروعات المزهوة بخضارها الجميل، والتي نال منها الزمن والإهمال فباتت دون أنيس يحاكي وحدتها، مصيفاً، كانت هذه المنطقة في السابق زاخرة بالخير والحياة، ومليئة بالعيون العذبة والينابيع، لتجف بعد ذلك بسبب الآبار التي حفرها المواطنون فجفت المنطقة ولم تعد كسابق عهد سكانها بها.
ويؤكد المواطن محمد الشوابكة أن وزارتي البيئة والزراعة شريكان أساسيان في هذا الإهمال الذي حل في المنطقة والتي تفتقر إلى أدنى الخدمات من نظافة وإقامة مشاريع ستؤول بالفائد على المجتمع الذي يعاني أغلبية شبابه من البطالة، ما يستدعي ذلك إلى جذب القطاع الخاص لإقامة مشاريع سياحية تساهم في تشغيل المتعطلين عن العمل.
وأشار المواطن محمد النوافقة إلى أنه يجب على بلدية مادبا الكبرى إعداد خطة تطوير للمنطقة، لتكون جاذبة للسائحين لقيمتها الدينية والأثرية والتاريخية، مؤكدا أن المياه الموجودة في عيون موسى صالحة للاستهلاك البشري، وأثبت فاعليتها في شفاء كثير من الأمراض وأهمها الجلدية والروماتيزم والعيون، لذلك يجب الإسراع في إقامة منتجعات سياحية علاجية للاستفادة من هذا الكنز الطبيعي الذي سيزيد من جذب السائحين ومن ثم يزيد من الناتج الوطني.
واعتبر المخرج محمد الشوابكة أن منطقة عيون موسى أرض خصبة لتصوير المسلسلات والفيديو كليب، لما تتمتع به المنطقة من أجواء مهيأة لتصوير مشاهد، وبخاصة وجود المغارة التي ينساب من صخورها شلال المياه الذي يتدفق نحو مجرى السيل، وبالتالي يجب الاهتمام بها وجعلها مزارا سياحيا للسياح الأجانب وأبناء المحافظة وخارجها، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود مشروعات استثمارية تسهم في إطالة مدة إقامة الزائر للمنطقة.
من جانبه، أكد مديرية سياحة مادبا وائل جميل الجعنيني، أن وزارة السياحة تبذل جهودا كبيرة لجذب السائحين لزيارة جميع المزارات السياحية والتاريخية بمختلف مدن المحافظة خاصة عيون موسى، حيث تم وضع زيارة المنطقة في معظم برامج الرحلات السياحية، مشيراً إلى قيام المديرية بتوزيع مطبوعات تحتوي على صور سياحية لجذب السائحين من مختلف دول العالم.
وبين رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف الرواجيح أن البلدية تمتلك مساحة دونمين من أراضي المنطقة، وهناك نية لإقامة مشروع سياحي ضخم لأحد مستثمري القطاع الخاص، مؤكدا أن كوادر البلدية تقوم وبشكل دوري بحملات نظافة للمنطقة التي يؤمها سياح أجانب لأهميتها التاريخية، داعياً المتنزهين للحفاظ على بيئة المنطقة وعدم رمي النفايات في مجرى الشلال والينابيع، وجمعها في أكياس البلاستيك ووضعها في المكان المخصص.
وأضاف الرواجيح أن من ضمن أولويات البلدية تشجيع المستثمرين على إقامة الاستثمارات السياحية لوضع كافة المواقع السياحية الأثرية داخل حدود بلدية مادبا على الخريطة السياحية، مشيراً إلى أن إقامة أي مشروع للبلدية يحقق إيرادات جيدة لها علاوة على دوره في تشغيل الايدي العاملة وتنشيط الحركة السياحية في المنطقة والتي تشهد إقبالا من السياح نظرا لخصوصيتها الدينية، مؤكدا أنه سيتم الحفاظ على المياه في منطقة عيون موسى وتسويقها عالميا.
أحمد الشوابكة/ الغد
التعليقات مغلقة.