غابات ومحميات جرش تشهد حركة زوار نشطة.. وتعويل على “أردننا جنة”

جرش- تشهد غابات ومحميات محافظة جرش حركة سياحية نشطة كانت ازدادت وتيرتها خلال عطلة عيد الفطر، وتزامنا أيضا مع بدء فصل الربيع واعتدال درجات الحرارة، في حين من المتوقع أن تنتعش السياحة الداخلية والخارجية أكثر فأكثر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مما يتطلب تجهيز هذه المواقع وتنظيفها استعدادا لاستقبال المزيد من الزوار، وتوزيع الحاويات لضمان السيطرة على وضع النظافة فيها.
وتحتاج غابات وأحراش ومحميات محافظة جرش، سنويا، إلى حملات التعشيب وحملات التنظيف وجولات مكثفة ورقابة مستمرة على المواقع التي تشهد حركة سياحية، لا سيما أن موسم السياحة الداخلية قد بدأ بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم التبقيل والإقبال على هذه السياحة المجانية مقارنة بالمشاريع السياحية التي يحتاج الدخول إليها إلى تكاليف مالية.
ومن المتوقع أن ترتفع أعداد الزوار بشكل كبير كون وزارة السياحة والآثار تعتزم البدء بتفويج الزوار من خلال برنامج “أردننا جنة”، حتى يستفيد المواطنون من حملات التنزه بأسعار تشجيعية مناسبة وضمن برامج سياحية منظمة ومنوعة وهادفة وتشمل جميع أفراد الأسرة.
بدورها، رفعت مديرية زراعة جرش جاهزيتها، خلال هذه الفترة، لاستقبال مئات من الزوار يوميا، حرصا على سلامة مواقع التنزه الحرجية التي يقصدها الزوار من مختلف مناطق المملكة وتوفير وسائل السلامة العامة ومراقبة حركة التنزه وجمع النفايات.
توقع ارتفاع عدد الزوار
وتوقعت مديرة زراعة جرش الدكتورة علا محاسنة، أن ترتفع أعداد الزوار إلى غابات دبين والمحميات الطبيعية، نظراً لاعتدال درجات الحرارة في جرش وتوفير مختلف الخدمات السياحية التي يطلبها الزوار، وقد بدأت الأفواج السياحية بزيارة غابات وأحراش جرش بشكل متزايد منذ أول أيام عيد الفطر.
وأوضحت لـ”الغد”، أن مديرية الزراعة قد قامت بتجهيز الكوادر كافة ومراقبي الحراش والدوريات الحرجية بالتعاون مع الجهات المعنية لغاية توفير المستلزمات الأساسية كافة ومراقبة حركة التنزه لضمان سلامة المتنزهين، فضلا عن توزيع الحاويات وجمع النفايات من الأماكن التي يقصدها الزوار وتنظيم دخول وخروج الزوار من دون أي مشاكل أو تأخير.
وأكدت محاسنة، أن عطلة عيد الفطر لم تشهد أي حالات اعتداء على الثروة الحرجية، لا سيما أن فرق المراقبة والدوريات تعمل على مدار الساعة في المواقع كافة، ومبدئيا انتهت الفترة التي يحتاج فيها المواطنون إلى الحطب للتدفئة، واعتدال درجات الحرارة يخفف الطلب على الحطب أصلا، نظرا لبدء فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء.
وأضافت، أن كوادر مديرية الزراعة تعمل على مدار الساعة وضمن برنامج عمل متكامل، خاصة في هذه الفترة وقبل ذروة موسم التنزه في فصلي الربيع والصيف وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، لضمان تسهيل وصول الزوار إلى المواقع كافة من دون أي تأخير أو معوقات، ومتابعة الحفاظ على نظافة الموقع بشكل مستمر. وبينت محاسنة، أنه سيتم فتح خطوط النار وتفعيل خطة مكافحة الحرائق وتنظيف مواقع التنزه من الأعشاب والحشائش والمخلفات والنفايات، وتنظيم حملات جمع النفايات.
وأشارت إلى أن ما يميز الأردن بشكل عام ومحافظة جرش خاصة هو اعتدال درجات الحرارة فيها والأجواء والطبيعة المميزة فيها، فضلا عن المواقع الأثرية المتعددة كذلك والخيارات الكثيرة في البرامج السياحية، لا سيما في المملكة التي تتمتع بالأمن والأمان مقارنة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعاني منها دول عدة محيطة.
خيارات سياحية متعددة
يذكر أن محافظة جرش من المحافظات التي تتعدد فيها الخيارات السياحية وتتوفر فيها محميات وغابات ومشاريع سياحية ومطاعم بمختلف الدرجات ومدينة أثرية ووجود سد الملك طلال الذي أصبح وجهة سياحية مميزة، كلها أمور ستسهم في تنشيط الحركة السياحية، خصوصا السياحة البيئية وسياحة الغابات بداية فصل الربيع، لا سيما أنها تعد سياحة مجانية، في وقت يعاني فيه المواطنون ضغوطا اقتصادية.
ووفق الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، فإن المواقع الحيوية في مدينة جرش التي يستخدمها المواطنون والزوار بحاجة إلى تنظيف وعناية واهتمام، خصوصا في هذه الفترة، حفاظا عليها من الحرائق مستقبلا، وانتشار الحشرات والقوارض، وحرصا على سلامة المتنزهين خلال فصل الصيف المقبل، الذي سيتوجه فيه المواطنون إلى السياحة البيئية المجانية، نظرا لظروفهم الاقتصادية.
ويعتقد زريقات أن محافظة جرش ستكون وجهة سياحية داخلية مناسبة خلال هذه الفترة نظراً لأجواء الربيع فيها ومجانية التنزه وقربها من المحافظات الأخرى، وتكاليف التنزه فيها متواضعة مقارنة بالظروف الاقتصادية للمواطنين لتكون أفضل الخيارات للسياحة الداخلية والسياحة البيئية وسياحة المغامرات والمسارات. وأضاف، أن الغابات ما تزال غير جاهزة رغم تحسن الظروف الجوية ونمو مساحات واسعة من الأعشاب والحشائش التي تحتاج إلى تنظيف وتعشيب، لا سيما في المواقع التي يؤمها الزوار سنوياً للحفاظ على راحتهم وحرصاً على حياتهم من القوارض والحشرات السامة وتجنب نشوب الحرائق بعد انتهاء عمليات الشواء.
تعويل على المسارات السياحية
إلى ذلك، يعول سكان القرى والبلدات التي تمر بها المسارات السياحية على زوار المسارات السياحية للنهوض بواقعهم الاقتصادي من خلال إعداد قوائم الطعام، واستقبال الزوار، وإقامة البازارات، وتوفير مواقع مبيت مناسبة للزوار، وتشغيل أيد عاملة في هذه المواقع الموزعة على امتداد المسارات السياحية. في حين شرع عاملون في سياحة المسارات ببناء أكواخ في الجبال وتوفير مواقع مبيت مناسبة وقاعات بين الغابات في أجواء بيئية تناسب الزوار في كل الفصول وتتكيف مع درجات الحرارة.
وكانت المسارات السياحية قد توقفت عن العمل، خلال الفترة الماضية، بسبب برودة الطقس والظروف السياسية التي يمر بها الإقليم، والتي انعكست سلبا على إقبال السياح والزوار، وتسببت في تدهور أوضاع القطاع السياحي.
وترتبط سياحة المسارات باعتدال درجات الحرارة، كونها تعتمد على السير على الأقدام بين الغابات والجبال والأودية وتحتاج إلى درجات حرارة معتدلة، وهي مرتبطة كذلك بسياحة المغامرات والسياحة البيئية. وقد بدأ فعليًا موسمها بالتزامن مع نمو المساحات الخضراء وبدء فصل الربيع بجمالية تجذب آلاف الزوار يوميًا، فضلاً عن أن هذه السياحة تشهد إقبالا كونها مجانية من دون أي تكاليف، باستثناء ما يحتاجه الزوار من مأكل ومشرب يومي عادي، ومنهم من يستثمر هذه السياحة في البحث عن الأعشاب الطبية والبرية.
ورغم فترة الركود التي تمر بها الأنماط السياحية الحديثة، إلا أن العاملين في المسارات قاموا بتطويرها وتنظيمها وتحسين هذه الصناعة من خلال مشاريع سياحية حديثة منظمة ومطورة، منها استراحات وأكواخ وشاليهات تتناسب مع هذا النمط السياحي في مختلف الفصول، وتتناسب مع التغير المناخي في المنطقة، في محاولة منهم لإنعاش هذه الصناعة والنهوض فيها.
صابرين الطعيمات/ الغد