غزة تباد: مجزرة صهيونية بمخيم النصيرات وسط صمت دولي

تستمر الغارات الصهيونية على مناطق متفرقة من القطاع بعد يوم دام استشهد خلاله أكثر من 70 فلسطينيا، منهم 58 في وسط القطاع وجنوبه، وفقا لمصادر طبية، في حين يعيش النازحون الفلسطينيون المهجرون قسرا من شمال قطاع غزة ظروفا قاسية داخل خيام مهترئة لا تقي بردا ولا تحجب مطرا، في ظل استمرار الإبادة الجماعية منذ 14 شهرا.

سياسيا، تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن “الاقتراب” مرة أخرى من صفقة تبادل، في حين يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق.

فيما، قضى سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ليلة مروعة، حيث شن الجيش الصهيوني عدة غارات جوية استهدفت كتلة سكنية مكتظة بالمدنيين الفلسطينيين. وأسفر القصف عن استشهاد 33 شخصا، بينهم أطفال ونساء ومسنون، وإصابة وفقدان نحو 84 آخرين، وفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وحولت الغارات الصهيونية المنطقة الهادئة نسبيا إلى كومة من الركام، وسط أصوات الصراخ والاستغاثة من تحت الأنقاض. وأفاد شهود عيان بأن المشهد كان مروعا، حيث تناثرت الجثث والأشلاء في كل مكان. وقال محمد البيومي، أحد سكان المنطقة: “كنا على وشك النوم، عندما بدأت الطائرات الحربية الصهيونية بقصف مربعنا السكني المكتظ بالسكان والنازحين”.
وأضاف أن “الجثث تناثرت فوق الأنقاض وتحتها، ووجوه الأطفال الشهداء كانت مهشمة، في حين رسمت الأطراف المبتورة صورة مأساوية لهذه الليلة”. وأشار إلى أن الهجوم دمر منازل عائلات البيومي والحاج والشيخ علي بجوار مبنى البريد قرب مقبرة القسام.
وهرعت طواقم الدفاع المدني إلى موقع المجزرة لإنقاذ الجرحى وانتشال الجثث بإمكانيات بدائية، حيث استخدمت الفرق أدوات يدوية بسيطة للتعامل مع الركام الكثيف في ظل نقص حاد للمعدات والموارد. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر أحد عناصر الدفاع المدني يحمل سيدة مسنة على ظهره بين أكوام الركام لإنقاذ حياتها.
وضمن تقرير لوكالة الأناضول، قال أحد الناجين -يدعى سامر الشيخ علي- “انهالت الصواريخ فجأة، وكل شيء حولنا انهار. خرجنا بصعوبة من تحت الركام، لكن عشرات من جيراننا لم يخرجوا حتى اللحظة”. وتساءل بحسرة: “أين العالم من هذه المجازر؟.
ونقل عدد كبير من المصابين إلى مستشفى العودة بالنصيرات، حيث امتلأت الأسرة بالجرحى وسط نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية. ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 60 % من الأدوية الأساسية و83 % من المستلزمات الطبية قد نفدت بسبب الحصار الإسرائيلي.
وفي إحدى غرف المستشفى، جلست والدة الشاب فادي البيومي تبكي بحرقة بجانب جثمانه، بعدما استشهد وهو يحتضن طفله “علي”. وقال أحد الأطباء: “نعمل بما هو متوفر لإنقاذ حياة الجرحى، ولكن الوضع كارثي”.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمجزرة ووصفتها بأنها نتيجة لتخاذل المجتمع الدولي. وقالت في بيان إن المجزرة “تعكس فشل المجتمع الدولي في تنفيذ قراراته والتزاماته، مما يشجع الاحتلال على تعميق جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”. وطالبت الوزارة بوقف العدوان الصهيوني فورا وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن هذه المجازر تأتي في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول(اكتوبر) 2023، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية على حد سواء.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة عن استشهاد وإصابة أكثر من 151 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومرافق الحياة الأساسية.
وفي الوقت الذي يتجاهل فيه الاحتلال مذكرات اعتقال دولية صادرة بحق زعمائها، يستمر صمت المجتمع الدولي، مما يزيد من معاناة سكان غزة الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مر التاريخ.
وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطيني، أمس، برصاص جيش الاحتلال أثناء اقتحامه مدينة نابلس، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 50 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة خلال الأسبوع الماضي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي بالحوض والقدم أثناء مواجهات في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، ومحيط مخيمي بلاطة وعسكر.
وذكرت أن مواجهات اندلعت بين القوات الصهيونية وفلسطينيين في المكان، حيث أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع.
ومن جهة أخرى، قال جيش الاحتلال إنه اعتقل نحو 50 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي.
وتتعرض قرى فلسطينية لاقتحامات صهيونية متكررة تتخللها مداهمة منازل عدة، وتحويل جزء منها لثكنات عسكرية عدة أيام، بعد إجبار أصحابها على إخلائها.
ومن جانب آخر، استولت سلطات الاحتلال امس على 55 دونما من أراضي الفلسطينيين في بلدتي قطنة وبدو، شمال غربي القدس.
وأوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في بيان لها، أن تقديراتها تشير إلى أن عملية الاستيلاء تحت مسمى “أراضي الدولة” تهدف إلى إحداث عملية توسعة لمصلحة مستعمرة “هار أدار” المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.
وتقع الأراضي المستولى عليها خلف جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي البلدتين، ولذا منع الاحتلال منذ أكثر من 20 عاما الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأراضي تمهيدا للاستيلاء عليها لمصلحة الاستيطان.
في الأثناء، قالت القناة الـ13 الصهيونية إن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيبحث في اجتماع يوم الأحد التصعيد الأمني في الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال صعدت من عملياتها في الضفة الغربية بعد مقتل صهيوني وإصابة 3 آخرين في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني قرب حاجز النفق جنوب القدس المحتلة.
في حين دعا أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إلى تكثيف العمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين دعما لغزة.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الصهيوني، تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة الذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء.-(وكالات)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة