“غزة شرف الأمة” تشكيليون يوثقون مجازر الاحتلال ودماء الأبرياء
ستون لوحة فنية نقلت ما يجري في غزة من إبادة جماعية، بمشاركة مجموعة من الفنانين والفنانات التشكيليين؛ في المعرض الفني “غزة شرف الأمة” الذي افتتح أول من أمس في منتدى الرواد الكبار ويستمر لغاية 16-12-2023.
يرصد ريع مبيعات المعرض الذي افتتحه نيابة عن وزيرة الثقافة الأمين العام للوزارة الدكتور ماهر نفش، للتبرع لدعم الأهل في غزة.
وجسد 20 فنانا وفنانة بلوحاتهم جزءا من معاناة الأهل جراء الحرب الدامية التي يشنها الاحتلال كل يوم وكل ساعة على القطاع، بمشاهد تنقل هدم المنازل وإخراج الجثث والجرحى الأطفال والنساء والرجال من تحت الركام.
تراوحت الأعمال الفنية التي طغى عليها اللون الأزرق، الذي يرمز في الفن للمأسي والحزن، إذ جسد جزء منها بطش الاحتلال في قصف الأماكن الدينية بالمساجد والكنائس وعدم احترام قدسيتها، كما نقلت لوحات أخرى الجرم الصهيوني في قتل الأطفال الخدج بالمستشفيات.
وأكد فنانون مشاركون، أن هذه الأعمال تعد توثيقا للجرائم التي تقوم بها الصهيونية العالمية تجاه الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، فهذه الأعمال ستبقى شاهدا على ما يجري، وما جرى للشعب المناضل.
ورأى فنانون، أن تنظيم هذا المعرض هو أقل ما يقدم لأهلنا في غزة، التي تحارب هذا الكيان الصهيوني، بالنيابة عن الأمة العربية كلها، إذ يتضمن المعرض بعض الأعمال لرواد الفن التشكيلي في الأردن، الذين عايشوا نكبة 1948، ونكسة 1967، وكل الحروب، وتظهر هذه الحروب والمأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني في لوحاتهم وأعمالهم الفنية.
وأكد مشاركون، أن الفن التشكيلي هو لسان حال الفنان الذي يعبر من خلاله بالفرشاه والقلم والإزميل؛ عما يشاهده بعينه فينقله على اللوحة، موضحين أن الفن هو صوتهم للعالم في نقل المأساة التي تعيشها الأمة. وتعبر بعض اللوحات عن ترحال الأسرة الغزية من بيت إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ورغم كل هذه التنقلات إلا أن قوات الاحتلال تتعمد قتل الأبرياء والأطفال، إلى جانب حرمانهم من الطعام والماء ومختلف وسائل الحياة البسطية.
وأشار بعض الفنانين، إلى فوائد الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للعالم، أن يشاهد ويتتبع ما تقوم به الصيونية في فلسطين بشكل عام وغزة الآن، حيث إنها تعيد إحياء نكبة 1948، مع فارق أن النكبة لم يعرف عنها العالم إلا بعد أشهر من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني؛ أما الآن، فتنقل المجازر في غزة، على الهواء مباشرة وعلى مرأى العالم أجمع.
مديرة المنتدى هيفاء البشير، رحبت بالفنانين المشاركين في هذا المعرض قائلة: “نلتقي في هذا المعرض الفني تزامنا مع الأحداث الدامية التي تجري في القطاع؛ فنحن ما أحوجنا أن نكون في هذه الأيام العصيبة إلى الالتفاف حول قلعة الصمود هذه التي يجاهد فيها الكبير والصغير.. الرجل والمرأة من دون أن ترحمهم آلة الحرب، إذ إن الإبادة لشعبنا الصامد تفوق الخيال.. واليوم نجدنا نلتقي معا ليكون اللون والمشاعر وسيلتي التضامن عبر الفن”.
وأعلنت البشير، عن إقامة مزاد يذهب ريعه لصالح غزة، وأيضا تم اختيار إثنا عشر عملا لإقامة المزاد على هذه اللوحات الفنية، ليرصد ريعة لدعم أهل غزة، كما كشفت البشير أن المنتدى سيقوم بطباعة تقويم “روزنامة”، تحتوي على صور لهذه الأعمال.
يذكر أن الفنانين المشاركين في هذا المعرض هم: ياسر دويك، عبدالمجيد حلاوه، كرام النمري، فايز دويك، نوال عبد الرحيم، سهى المحمدي، بشير محمد، صفاء الشريف، زيدان ناجي عزام، محمد سماره، طارق عبدالهادي، مازن جرار، نعمت الناصر، حفيظ قسيس، عبد الرحيم الواكد، عبدالله النواهضه، ماهر الشعيبي، عائشة الرازم، يوسف بدادي، محمد دغليس، دينا للحام، خالد بساتين، مرام حسن، محمد هزايمة، وتاليا زبانة.
التعليقات مغلقة.