غزلانها بقرود // الدكتور الاستاذ أحمد مصطفى بني فواز
بقيت أسمع بالمثل القائل:(تبدلت غزلانها بقرود) حتى رأيته يطبق في زماننا العجيب الغريب وأنا الآن متعجبا مستغربا لما تغير الحال؟ وعاد الزمان لا كالزمان وبالتتبع والاستقراء والتعمق في البحث والتحليل وإيجاد الحلول توصلت إلى أن الغزلان انقرضت لتكون قرود وكأننا نعيش في زمن المسخ بشر فعلا مسخت قردة وفي الدياثة منهم خنازير تتلاعب بهم الشهوات والشبهات كأرضة حجمها صغير ولكنها لا تبقي من أصول الجذع إلا فتات سرعان ما يكون مصيره للتساقط والهلاك وإن جاز التعبير بلغتنا السقاطة والردية التي كان يرفضها في زمن الغزلان سارق أو مجرم يتعدى حرمات الله لذلك أحببت أن أقف معكم في هذه السطور البسيطة مع هذا المثل الذي ذكر في لغة الحيوان وقصد فيه البشر وكاننا نبحر في دجى أو قعر (كليلة ودمنة) مع رشفات البن التي ننتشي معها رائحة حبات الغيث الذي يحيي الأرض بعد موتها وإليكم التأصيل والتفصيل:
المتامل لحياتنا أحبتي يجد في شتى المجالات إلا ما رحم الغزلان قرود تغيرت المصطلحات حتى اوقعت الشتات وتوسع الخرق على الراقع لتولد فينا ادران العرقية والحرب الفكرية وأسباب تتعدد ويطول ذكرها في ملفات الفرقة والخلاف والاختلاف فلم يعد مثلا للكبير بأشكاله كالبيت والأخوة والشيخ وغيرها هيبة ولا حتى قيمة لا أقول عقه الصغار حاشا لله بل أصبح أعقل منه لأقول اسفا إنما بلغة جدتنا (مذل حاله) بأنه لم يكبر عقله فجهل فوق جهل الجاهلينا فبحث عن السفاسف فأخذته الريح العاصفة إلى ادران الدنو والردى ليحل محله القرد الذي هو ممن مسخهم الله لا أقول خلقة إنما الفكر خالفوا الحق فمسخهم قردة ولما تديثوا تحول منهم خنازير يقروا الخبث في أهلهم ويرضوا السوء فلم يفققوا في زمن اتجهت السياسات إلى أنظف السبل لمعالجة الفساد والمفسدين ففسد الصالحون ليكون الغزلان قرود ومن هنا سقطت القيم والأخلاق في القامات الكبيرة ولم نعد نرى كما كنا نرى في اسلافنا أو ما كانوا يحدثونا في مجالسنا ونحن حول (النقرة) عن رجال نتمنى إذا ما كبرنا أن نكون مثلهم لنكتشف أننا على بعض رجالنا نذرف الدمع على الرجولة في زماننا.
نعم وسأكون معكم أكثر صراحة زمن القرود لا يطمئن ولا أعلم هل يمكن أن يرجعوا إلى غزلان أم سيكبر القرد ليكون (شنمبانزي) أو يكون مع الأيام التحول إلى (دب باندا) ففي كل المجالات يتصدر القرود أي قائمة حتى تغير الطعم ولم يعد هناك لذة في الحياة الاجتماعية التي كان يسودها الأمن والاستقرار والألفة والمحبة لأن الواحد يعلم أن غزالهم بتعبيري أسد كاسر في تعبيرهم يقوم بما له وما عليه ولكن الذي حل محله اليوم لا يعرف ماله وما عليه فضيع الأمانة ولينتظر الجميع الساعة فدخل إليهم المهلكات كحب الذات والبحث في ثنايا ادرانها وإعجاب المرء بنفسه ولم يعد من شدة الكبرة لا يرى إلا نفسه ان رآها اصلا ولو علم أنه ممسوخ فكريا من غرال إلى ليصبح الحمق والجهل والأخلاق الذميمة فن ليتصدر المنافق وذي الوجهين المجالس بسبب سكوت الكثير من الغزلان عن القرود المتسلقة التي أن لم تجد موزًا لتسرقه حطمت أي إناء باحثة عما يسد الرمق لنستشعر التراجع والرجعية وكان الزمان لدعوى الجاهلية بل زمان هو ما نعيشه إلا أننا نراه بصورة متزينة أكثر لباقة فأسواق الشعر والثقافة أصبحت محط نفاق مخدوع يسوقه ويكرم رجاله أناس لا تعرف من الثقافة سبيل ومن لو سألته ما إعراب (من) لقال حرف توكيد ونصب لايمانه أن الوصول لا تحتاج لاصول إنما ضحك ونصب على العقول وخداعها لإحياء النفاق والنصب وخداع عقول الناس لانه يملك المادية ويؤمن بالاشتراكية من مجال ضيق وأصبح للأسف المتصدر للناس صفاته النفاق والسلبية لا النبل والطهر والسلالة الطاهرة شروط تبدلت بفكر القرود لدرجة ان الرايات الحمر لم تعد بخيام بل بوسائل التواصل وأمام مخنثي البيت أن جاز التعبير وفي كوفي شوبات مخصصة واسفل الشجر في الغابات والمغارات ليقترب زمن هلا تنحيتم عن طرف الشارع بل وتمارس العادات القبيحة في السيارات وكل مكان في زمن لا أقول الرجال فيه كبرت بعقولها بل تردت من عال منتحرة للبحث عن شهرة مخدوعة هدفها غسل الادمغة لتكون شهوانية فقط تبحث عن القمم والمجد من بوتقة التعري والأخلاق الذميمة المغلفة بالنفاق والفساد وليتها بقيت على من لم يستحي فصنع ما شاء أو من تبع سنن من قبله فدخل جحر الضب بل وصلت لمن يدعي الطهر ويلجه من الدياثة الريحة وهو يسمح وأمام ناظريه أن تتشبه زوجته وبنته بالرجال وهو يتحول هو وأولاده الي نساء ولتتبدل الغزلان بالقرود والحجة نريد أن نعيش نبحث عن المادية في سلة مليئة بالعفن المسمى شبهات وشهوات لتتجسد تعاملاتنا كلها بصورة لا يطيقها كل حر شريف.
وختاما/ متى نوقف فكر (القرد بعين أمه غزال)؟فنرى القرد غزال ونحن نومن بمقولة (قالوا: يا قرد بدنا نقردنك فقال: هو بعد هالقردنه قردنه) إلى متى نتصنع أننا نومن في زمن الغزلان ولكن لا نسعى لاسترجاعه؟ إلى متى يتصدر منابر مجالسنا ودواويننا ومناسباتنا من لا يستحق؟ ليقود بلادنا الغالية وامتنا إلى الهلاك والفتنة والخراب وينتهك مقدرات عقولنا في الخراب والضياع وما يوصلنا إلى التقدم والازدهار والرقي والنجاح ثم ندعي أننا حفظنا أو احفظنا كتاب الله وفي التطبيق العملي نطبق دستور الشيطان ومزاميره نحارب الفساد بتكبير واختيار الفاسدين إلى متى؟ ونحن نعلم بل ونؤمن أن الغزال يستخرج منه المسك الذي نتطيب به وان لحمه طيب وما زلنا نسيد من قفاه أحمر تحمر عيناه ظاهرًا وباطنًا حقدًا ونفاقًا علينا لنبقي بمحلنا هذا ان لم نتراجع ولم نتقدم أليس من الجهل أن نكبر من نرى بيده السيف ولسان حاله فينا سياسة أن نقول (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) إلى متى نقيم سياسة التفكك في مجتمعنا؟ متى نومن أن الجذر لابد أن يكون صالح؟ وأن سبيل الصلاح فينا ويبدأ منا مع حرص زمرة السوء على أن لا نفيق إلى متى التصنع؟ وأننا متحضرون ونحن نرى عقولنا متراجعة للأسف للحضيض وكأننا مشينا من زمن الغزلان ولكن ابقينا عقولنا نستبدلها بعقول قرود تؤمن بعروض الموز لتشبع شهواتها ورغباتها جثث تكبر وعقولها ثابتة طفولية في مهدها متى نقرر ما يحسم فيه القرار؟ ونوقف نزيف طال كاد يهلك الجسد على الصعيد النفسي والأخلاقي والمعاملات قرود أهلكت الحرث والنسل وباتت الغزلان مهددة بالانقراض عملة نادرة تبدلت بعملة بعدة وجوه أحدها كتابة والأخرى صورة بلا جوهر لأن زمن القرود المتحول يهمه (البرستيج) والمظهر قتلنا التصنع وشراء ما لا حاجة لنا به ومللنا العمل وتربت (الكروش) بالكسل ادمنا الحرام الذي يأتي من طرق سريعة التفاعل فنبت الجسد وتغمس بالسحت لتكون النار أولى به ولم ننتظر الحلال الذي يأتي بالكد لأننا نؤمن باكذوبة عصر السرعة تعفنت العقول بتواصل محاط بألعاب وبرامج وجدت لتعفن العقول لتكون قرود تزعق في ظلام وهي لا تدري من يجلدها فيما غزلان تخرج باحثة عن طعامها في الظلام الدامس مخافة أن يصيب الصياد عفتها تتعدد الأوراق والورقة الناصعة الطاهرة أبت إلا أن تتلطخ بحبر مصدره حلال فتأبى إلا أن يكتب على سطورها إلا الحق متى نفيق من التصنع والخيال الكذاب؟ ونوقف الجهل المغطى بورقة مزركشة كالشوكولاتة المغشوشة ظاهرها جميل وباطنها عفن متى ندرك أنها تبدلت غزلانها بقرود؟ وهذه القرود وإن تشابهت بالبشر لن يتعدى عقلها المحدودية شبر في شبر فمتى ادركنا ما هو الشيء الذي نزيح فيه السواد واتضحت معالم الرؤى حينها ندرك أننا افقنا من السبات ورقود الدببة العميق وإلا هذه الديوانات الفارهة التي بنيت لغير مسماها وهدفها سيكون كل مجلس فيها ولو راينا فيه معالم أنه فرح فقط حقيقة هو حزن لنمر على بشر بهيئة إنسان ولكنه بعقل مسخ كقرد وديوث تخنز يقر أي شيء ولا يهمه لنقول في كل مقام من هذه المقامات (أعظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم) كان هناك زمن رجال تسمى غزال توفاه الله واليوم اشباههم بصورة قرود والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين واله وصحبه ومن تبعهم ليوم الدين.
صح بوحك الأستاذة المربية الفاضلة أم أحمد حفظك الله كل الاحترام والتقدير
والله المستعان….. التغير يبدأ من صلاح ما تخط اقلامنا فتكون كالسيف في مجابهة رويبضات الزمان وتمد ساعد النجاة للايادي البيضاء من امثالكم نحتسبها ولا نزكيها في زمن كثر فيه الرويبضات والمنافقين والله الموفق بوركت
أعاننا الله على هذا الزمن صاحب الخطيئة يمشي بكل غرور ولا يأبه بمعصيته و صاحب الرذيلة سيده الناس، وهذا آخر الزمان