غور الصافي: ملعب بلا مدرجات.. وإحضار المقاعد من البيت
الكرك– في مشهد لا يمكن رؤيته إلا في أكثر المناطق معاناة من الإهمال وغياب الرعاية، لأنها مصنفة من المناطق الأشد فقرا، يفتقد ملعب كرة القدم الوحيد في غور الصافي بالأغوار الجنوبية في محافظة الكرك، للمدرجات أو المقاعد للمتفرجين، ما يضطرهم لإحضار مقاعدهم من منازلهم، أو تسوية الارض حول الملعب للجلوس عليها، أو استئجار مقاعد من محال قريبة، او مشاهدة المباريات من على أسطح المنازل القريبة للملعب.
ويستخدم هذا الملعب اليتيم كما يطلق عليه بعض الأهالي، أندية وفرق رياضية في اللواء، وقد جرى إنشاؤه قبل خمس سنوات، لكن جمهور الرياضة فوجئ بأنه مجرد ملعب فقطـ، بلا مدرجات او تجهيزات حقيقية كالتي يرونها في الملاعب، والطريف أنه على وشك أن يدرج على لائحة موسوعة غينيس، كأخفض ملعب في العالم.
ويشكو شبان وفاعليات رياضية في اللواء الذي يزيد عدد سكانه على 60 ألفا، من أن المنطقة برغم فقرها وغياب الاهتمام بها، فإنه لا يوجد في ملعبهم أي مرافق رياضية متكاملة، أسوة ببقية الملاعب في مناطق المملكة.
واكدوا أن اللواء، يفتقر الى المرافق الرياضية، ويحتاج لبنية رياضية في مناطقه وبلداته، لمنح شباب المنطقة، وغالبيتهم متعطلون عن العمل، فرص قضاء أوقات تعطلهم في أمور مفيدة كالرياضة، وحرصا على حمايتهم من استغلال أوقات فراغهم في امور غير مناسبة لهم، أو زجهم في تعاطي المخدرات، والتي بدأ انتشارها بين الشباب، يشكل ظاهرة في المنطقة، لغياب أي مرافق تنشيطية أو تثقيفية أو رياضية فيه.
وقال الناشط الاجتماعي فتحي الهويمل، إن ملعب اللواء، سيدخل الى موسوعة غينيس العالمية، باعتباره اخفض ملعب على الكرة الارضية، مشددا على أن الملعب بلا مدرجات، وبلا خدمات كالتي نعرفها في الملاعب الرياضية.
وبين أن أبناء اللواء، وبسبب تلك الظروف، يضطرون لمشاهدة المباريات من على سياج الملعب، أو من فوق الجدران المحيطة به، أو الشوارع من حوله، أو من على أسطح المنازل القريبة، ويحضر متفرجون مقاعد بلاستيكية من منازلهم او يستأجرونها من محال قريبة، للجلوس عليها ومتابعة المباريات.
وطالب الأجهزة المعنية، بإنهاء مرافق الملعب، ليغدو كغيره من ملاعب المملكة، بحيث تكتمل بنيته، لافتا إلى إن شركة البوتاس العربية، أنشأت الملعب قبل سنوات، لكنه لم يكتمل حتى الآن، بسبب الإجراءات الرسمية المعقدة.
وأشار رئيس نادي غور الصافي الدكتور خلف العشوش، إلى أن هذا الملعب، أصبح قصة يتداولها أبناء المجتمع المحلي، لما هي عليه حالته، من عدم اكتمال تجهيزه ومرافقه، واضطرار الجمهور للجلوس على الأرض أو على الأرصفة المحيطة بالملعب، وبأي وسيلة، لمشاهدة الفعاليات التي تجري فيه.
ولفت إلى أن ادارة النادي والمجتمع المحلي في اللواء، طالبوا لأكثر من مرة الجهات الرسمية، بالانتهاء من تجهيز الملعب كبقية ملاعب المملكة، مبينا أن على الشركات الصناعية الكبرى في المنطقة، والتي تحصل على ارباح مالية كبيرة نتيجة الاستثمار فيها، أن تستثمر بالمجتمع المحلي ايضا، وان تقدم له جزءا بسيطا من مردودها، بخاصة وان اهالي المنطقة يتأثرون سلبا بآثار مصانعهم.
وبين انه من السهل والممكن جدا، على تلك الشركات، بناء مجمع رياضي متكامل ليخدم أبناء اللواء، وليس بناء مدرجات لملعب فقط، كما هو الحال الآن، مشيرا الى أن بناء الملعب لن يكون مكلفا بأي شكل من الأشكال، لأنه يحتاج لبناء مدرجات ومرافق خدمية فقط، خصوصا في ظل الحديث الدائم عن تنمية المجتمعات المحلية.
وبين العشوش، أن هذا الملعب يوجد في منطقة تتسم باعتدال وارتفاع الحرارة خلال الشتاء، ما يعني أنه سيكون ملعبا لكل الأندية في الأردن خلال الشتاء، عندما تكون الملاعب في المناطق الأخرى غير مناسبة بينما ملعب اللواء مناسب على نحو كبير للعب فيه خلال موسم الشتاء.
مدير شباب الكرك يعقوب حجازين، قال إن المشاريع المختلفة في المحافظة، أصبحت حاليا من اختصاص مجلس المحافظة، من حيث رصد المخصصات المالية، ولا نستطيع تنفيذ أي مشاريع بدون مخصصات.
ولفت حجازين إلى أن العام الماضي شهد تخصيص 3 ملايين دينار فقط لكل محافظة الكرك، بينها 400 ألف دينار فقط لمشاريع الشباب، خصصت لإنشاء ملاعب خماسية في مختلف بلداتها.
وبين أن المديرية وضعت خطة، عرضت على مجلس المحافظة والمحافظ، لأجل إجراء مناقلات مالية بين المخصصات في الكرك، لإنشاء مشاريع كبيرة ومن بينها إنجاز مشروع ملعب غور الصافي.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.