“فاصفح الصفح الجميل “/ حسان الزغول (أبو إلياس )
قال الله سبحانه وتعالى ؛
( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ )لا شك أن الصفح طريق من الطرق التي يأخذ المظلوم أو من تعرض للإساءة بها حقه.
والصفح: هو أن تسامح بدون معاتبة، أو أي شيء آخر خصوصا إذا توفرت لك الفرصة لتنتقم ممن ظلمك أو أساء لك. وبالتالي تكون قد إخترت اختيار الأنبياء والصديقين والصالحين. والصفح الجميل: ترك المؤاخذة على الذنب، وإغضاء الطرف عن مرتكبه بدون معاتبة. وهذا لا يستطيعه أي إنسان بل الإنسان الذي في قلبه إيمان.ليس منا من هو معصوم عن الخطأ، وأغلبنا يعفو ولا يصفح مع أن الصفح أبلغ من العفو، لذا قال تعالى: (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره)، والعفو أن لا تعاقب، لكن تقطع التواصل والتعامل مع المسيء، والصفح يكون بالعفو وإلغاء أي أثر للإساءة في النفس، ليفتح الإنسان صفحة جديدة مع الآخر. والصفح الجميل يكون بالعفو والصفح ومواساة المذنب برفع الخجل عنه.
إنّ الإنسان المتسامح مع غيره، ينفع نفسه أولا ومن ثم يسري النفع إلى غيره، وفي التسامح سماحة النفس وسلامة القلب وراحة البال واطمئنان الوجدان. ومن عفا عفا الله عنه وكان في راحة من نفسه وسلامه لمستقبله.
في النهاية، قد يُحرك الموت في قلبك الإيمان لتعفو وتصفح في المقبرة، لكنك وقتها لن تذوق حلاوة الصفح الجميل.
التعليقات مغلقة.