فاكهة عجلون الصيفية تنعش دخول مزارعين مع تزايد أعداد الزوار

عجلون- تساهم الزيادة في أعداد الزوار والسياح بمحافظة عجلون، في إنعاش أوضاع الكثير من المزارعين والأسر التي تجد في الفاكهة الصيفية مصدر دخل إضافي لها، وذلك عبر بيعها في أسواق المحافظة وعلى البسطات وجوانب الطرق، وقرب المواقع السياحية، وأماكن التنزه، لا سيما مع قدوم أعداد كبيرة من الزوار للمحافظة خلال أشهر الصيف.

وتتراوح أسعار تلك الفاكهة بحسب النوع والجودة، لكنها وفي كل الأحوال تتيح لبائعيها تغطية نفقات وكلف، وتوفر لهم هامش ربح جيد يوجهونه لسد احتياجات أسرهم.

ويقول المزارع أبو عكرمة، إن “موسم الفاكهة الصيفية يعد مصدر غذاء ورزقا لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفواكه المستوردة، مبينا أنه يكتفي من أنواع عديدة طيلة فترة الصيف، ويبيع الفائض منها لقضاء احتياجات الأسرة الأخرى”.
ويؤكد أبو عكرمة، أن “ثمار العنب والتين في المحافظة تعد الأجدى للسكان فهي تتوفر بكثرة، كما أن تسويقها يعد سهلا من خلال قدوم آلاف المتنزهين والزوار للمحافظة، وكذلك التجار لشرائها من البساتين أو بمجرد نقلها إلى تجار الجملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة بحيث يباع الكيلو بين دينار إلى ثلاثة دنانير”.
أما المزارع محمد أبو أسامة، فيقول إن “عشرات الأنواع من الفاكهة الصيفية المحلية والتي تتميز بها محافظة عجلون وأبرزها العنب، باتت تشكل فرصة للسكان باعتبارها مصدر دخل إضافي للأسر التي تستغل الفائض منها في البيع لقضاء احتياجاتها الأخرى”، مبينا أن “موسم الصيف يحمل خيرات كثيرة لفترة تستمر زهاء 4 أشهر بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام، وتشمل ثمار التين والأسكدنيا والتوت والسفرجل والتفاح والخوخيات والعناب، وأكثرها انتشارا وجدوى تتمثل بثمار العنب الذي يحافظ على أسعار جيدة طيلة الموسم”.
ووفق المزارع محمد مصطفى، فإنه “يبيع كميات من حديقة منزله بمبالغ جيدة قد تصل إلى ألفي دينار في الموسم من دون عناء في عملية التسويق لجودتها أو نقلها بمركبته لتجار الجملة”، مبينا أن “تلك الأشجار تحتاج إلى رعاية وكلفة جراء أثمان العلاجات والأسمدة المرتفعة، ما يستدعي أن تقوم مديرية الزراعة بتوفير العلاجات للمزارعين بالمجان أو بأسعار مدعومة”.
وأضاف أن “الاعتناء بالمزارع والكروم يوفر للمزارعين ثمارا متنوعة تعتبر بيئة المحافظة مناسبة لزراعتها، خصوصا أشجار التين وكروم العنب”.
وبالنسبة للمزارع حسين الخطاطبة، فإنه “استصلح منذ سنوات مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، أصبحت توفر له مردودا ماليا كبيرا جراء زراعتها بأنواع عديدة من الأشجار المثمرة”، لافتا إلى أن “بعض الأنواع كالعناب واللوز كانت تباع في بداية موسمها بمبلغ يتجاوز 5 دنانير للكيلوغرام”.
وأكد الخطاطبة، أن “بيئة المحافظة وطقسها المتباين في درجات الحرارة يجعل موسم الفاكهة الصيفية فيها يمتد طيلة 4 أشهر بحيث تبدأ من مطلع حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر)، خصوصا ثمار العنب التي تنضج مطلع حزيران في المناطق الشفا غورية وتنتهي مع نهاية أيلول في المناطق الباردة كرأس منيف واشتفينا وصخرة”.
إلى ذلك، يقول المزارع حابس عنانبة، إن “عشرات تجار الجملة يجتمعون في صباح كل يوم طيلة الموسم لشراء أنواع الفاكهة من المزارعين بأسعار مناسبة، بحيث يقومون بدورهم ببيع بعضها على البسطات للسكان المحليين، فيما ينقلون كميات منها لبيعها في أسواق خارج المحافظة محققين مكاسب مادية جيدة”.
وتؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة أن “الفاكهة الصيفية تشهد رواجا جيدا في المحافظة، خصوصا كروم العنب التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي الزراعية”، مشيرة إلى أن “المديرية توفر باستمرار الإرشادات للمزارعين وأنواعا من العلاجات الضرورية لمكافحة الآفات الزراعية”، ولافتة في الوقت ذاته إلى استفادة عشرات المزارعين من مشروع “معرشات العنب” الذي دعمته وزارة الزراعة في سنوات سابقة.
يشار إلى أن وزارة الزراعة عملت قبل عامين على إيجاد معرض دائم للمنتجات الشعبية العجلونية في منطقة إشتفينا السياحية لمساعدة المزارعين، خصوصا أن هذه المنطقة يقصدها الزوار من كافة محافظات المملكة ومن خارجها، ما يساهم بتسويق المنتجات بكل يسر وسهولة، ويساهم بفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة، إضافة إلى تشجيع الجمعيات والأسر على زيادة الاهتمام بمنتجاتهم وإنتاج المزيد منها بجودة عالية.
وتعهدت الوزارة بأن يكون المعرض ضمن أعلى المواصفات والمقاييس ليصار إلى استغلاله من الجمعيات والأسر العجلونية من دون مقابل، داعيا الجمعيات والأسر التي تعمل في مجال المنتجات الشعبية إلى تقديم منتجات عالية الجودة ومنافسة والتأكد من مطابقتها للمواصفات.
وأكدت  الوزارة حينها، أن خطتها تهدف إلى إيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في كل محافظة وموقع آخر لجميع المنتجات الشعبية الأردنية في العاصمة عمان، مبينة أن الهدف من إيجاد أسواق ومعارض دائمة للمنتجات الشعبية هو للمساهمة في تسويق هذه المنتجات وخلق فرص عمل للأسر الأردنية والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.
من جهته، أكد رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، أهمية وضع مشروع سوق ريف عجلون المتوقع الانتهاء منه أواخر العام الحالي، على المسار السياحي ضمن الخريطة السياحية لمحافظة عجلون باعتباره مشروعا رياديا يسهم في تسويق المنتجات العجلونية الزراعية والحرف اليدوية التي تنتجها سيدات المجتمع المحلي من مختلف مناطق البلدية.
كما أكد الزغول، أن المشروع في حال تنفيذه سيسهم في تنشيط الحركة التجارية وتسويق المنتجات الزراعية العجلونية في المنطقة من خلال تعزيز السياحية المحلية، الأمر الذي من شأنه دعم الوضع الاقتصادي وتنمية المحافظة، لافتا إلى أن المشروع سيعمل على توفير 180 فرصة عمل منها 110 وظائف موسمية و70 وظيفة دائمة سيتم الإعلان عنها للمواطنين سكان مناطق البلدية بحيث يتم توزيعها بعدالة بين جميع المناطق.
وأضاف، أن المشروع يتكون من مرافق عامة وساحات لعرض المنتجات الزراعية العجلونية الموسمية والحرف اليدوية ومحلات بيع دائمة ومكاتب ومبنى الإدارة وكفتيريا ومطعم وقاعات تدريب وساحات خضراء وألعاب للأطفال.

عامر خطاطبة/الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة