فاكهة مجالس الانتخابات // د.رياض خليف الشديفات
فاكهة لذيذة شهية مميزة هذا موسمها، يقبل عليها الكبار والصغار والذكور والإناث، لها طعم جذاب لا يقاوم، هذه الفاكهة هي مجالس الانتخابات والدعاية الانتخابية التي تنتشر في ربوع البلاد مدنها وأريافها وقراها وبواديها ومخيماتها، كما لا تخلو منها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمي منها والخاص.
هذه الفاكهة محبوبة الجماهير بحديثها البراق الممتع ينشغل به الناس عن أعمالهم لأجلها، مواعيدها مهمة لا تحتمل التأجيل لدرجة أنها عند بعضهم أهم من مواعيد الصلاة ” فالصلاة تؤجل بعبارة إن الله غفور رحيم ” وبعبارة: ملحوقة، الأعمال والأشغال والمناسبات تتوقف لأجل هذا الحدث، فوات مجالسها خسارة اجتماعية غير قابلة للتعويض، من يذهب للصلاة جالساً على كرسي يقف في هذه المجالس سليماً معافى بسبب تأثير هذه الفاكهة.
هذه الفاكهة الشهية المقدمة في هذه المجالس حاضرة بقوة ليل نهار، صباح مساء، في مجالسها المن والعسل، يتبارى فرسانها في الاستعراض الاجتماعي، فهي فرصتهم للظهور والشهرة، فطلابها نشطاء في العمل الاجتماعي التطوعي، والوعود الكبيرة، والأحلام والأماني لكل البسطاء والعوام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه المجالس فيها ما فيها من القيل والقال، والخوض بالباطل، والكذب، والوعود الكاذبة، وفيها ما فيها من الإسراف والتبذير، وفيها هدر الوقت وضياعه، وفيها ما فيها من المبالغة في المدح والثناء والإطراء والنفاق الاجتماعي ، ولا تنس عزيزي ما فيها من الإساءة والتجريح للمعارضين والمقاطعين ، فمن عرف دروبها ومسالكها وتجاربها قلل من هذه المجالس بفاكهتها المرغوبة ، فكل نفس بما كسبت رهينة قال تعالى: ” كل نفس بما كسبت رهينة ” فما تقدمه اليوم تجده غداً في كتابك الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ” كل ذلك كان في الكتاب مسطورا ” ، فقل خيراً تغنم أو أسكت عن شر تسلم ، وصحتين وعافية لكل من أكل من فاكهة السلامة ، والله المستعان .
التعليقات مغلقة.