فتح “المدينة الأثرية” بجرش لـ”الاستثمار الخاص”.. هل يحقق نقلة نوعية؟
جرش – أثار إعلان صدر عن وزارة السياحة والآثار موجه للشركات المحلية والدولية لغايات الاستثمار في موقع جرش الأثري، حفيظة مجلس محافظة جرش الذي اعتبر الإعلان بمثابة اقصاء لدور المؤسسات الجرشية وعلى رأسها البلدية التي من باب أولى أن يتم ايكال هذه المهمة لها وليس للقطاع الخاص.
وأعقب نشر الإعلان الذي استند إلى نظام إدارة المواقع السياحية رقم 23 لعام 2014، تداعي “المجلس” إلى اجتماع أخذ صفة “الطارئ”، لتدارك ما اعتبره أعضاء المجلس تهميشا لأهالي جرش في الاستفادة من مواقع المحافظة الأثرية التي طالما نادوا بضرورة ان تعود عليهم بالفائدة.
في المقابل، بدد مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة مخاوف أعضاء “المجلس” التي اعتبر انها ليست بمحلها، قائلا “ان الأمور تحتاج إلى توضيح، وان توجه الوزارة لا يهدف إلى إقصاء أهالي جرش بل العكس من ذلك ستشهد جرش ومدينتها الأثرية نقلة نوعية حال تم ايكال مهام إدارة المدينة وفعاليتها لشركة متخصصة”.
ومن وجهة نظر الخطاطبة، “فإن إدارة الفعاليات داخل الموقع الأثري من قبل شركة متخصصة يأتي بهدف ادامتها على مدار العام وبشكل مستمر ضمن خطة تطوير قطاع السياحة في جرش والذي تعمل الوزارة على إنجاحه وإنجاز مختلف مراحله”.
وأكد “أن الخطة تهدف إلى إحياء الموقع الأثري طوال العام، وليس الاكتفاء بفترة المهرجان، لاسيما وأن الموقع بحاجة إلى المزيد من الفعاليات والأنشطة التي تعمل على إطالة مدة إقامة الزائر والسائح في المدينة الأثرية، وهي أحد أهم المشاكل التي تسعى خطة الوزارة إلى حلها، من خلال ضمان استمرار الفعاليات طوال الوقت ما يشجع الزوار والسياح على المكوث أطول مدة ممكنة في جرش”.
الخطاطبة وفي خطوة نحو توضيح الصورة خاصة بعد اجتماع أعضاء المجلس الطارئ، كان قد اجتمع لاحقا مع “المجلس” لايضاح الصورة لكافة الجهات المعنية، حيث تم ايصال فكرة الوزارة التي تتبنى خطة تطوير السياحة وان الهدف منها تحقيق مصلحة للجرشيين وخدمة قطاع السياحة، في وقت اوضح فيه ان اجتماع سيعقد مع بلدية جرش الكبرى حتى تشرف على بعض الفعاليات بالعديد من المواقع التي تتناسب مع دورها.
ويعتقد الخطاطبة “أن كافة الخطط والإستراتيجات التي تتبناها وزارة السياحة هدفها خدمة السياحة بالدرجة الأولى وطرح الإعلان كان لاستمزاج الآراء والوصول إلى أفكار ومشاريع سياحية بناءة تخدم قطاع السياحة وتحيي الفعاليات على مدار العام فيه”.
من جانبهم، يرى أعضاء مجلس المحافظة ضرورة ان تكون إدارة كافة المشاريع السياحية في محافظة جرش لأبنائها الذين ما زالوا محرومين من الاستفادة من قطاع السياحة الذي تتميز به محافظتهم.
ووفق ما قاله رئيس اللجنة السياحية في مجلس المحافظة الدكتور يوسف زريقات لـ”الغد”، فإن مجلس المحافظة يطالب بضرورة أن يتم إدارة الموقع الأثري من قبل أبناء محافظة جرش بناء على الإعلان الذي طرحته وزارة السياحة لغاية الاستثمار والاستفادة من موقع المهرجان.
وفيما يرى المجلس أحقية أن تكون بلدية جرش الكبرى هي المستثمر للموقع كون البلدية تقوم على رعاية الموقع والإهتمام به منذ سنوات وتشارك في مهرجانه السنوي منذ عشرات السنين، يكشف مصدر بالبلدية أن إدارة الموقع واقامة وتنظيم الفعاليات وفق متطلبات الإعلان المنشور لا ينطبق على البلدية، لافتا أن إدارة الفعاليات تحتاج إلى متخصصين في هذا الشأن وهو ما تفتقده البلدية حاليا.
على أن زريقات ومن وجهة نظره يرى بأن إعلان الوزارة لا ينطبق على أي شركة في محافظة جرش، وهذا يتناقض مع كتب التكليف السامي والاستراتيجيات الحكومية التنموية ومع فلسفة ومبادئ التنمية في الحكومة بإعطاء أولوية الاستثمار لشركات أو هيئات أو جمعيات خيرية أو تعاونية أو مؤسسات مملوكة للمجتمعات المحلية في المحافظة ومن الأولى ان تكون إدارة الموقع والاستثمار فيه لبلدية جرش الكبرى بشكل مباشر.
جدير ذكره، أن مجلس محافظة جرش في دورته الأولى والثانية كان خصص ملايين الدنانير لتأهيل وصيانة الموقع الأثري كما خصص نحو 400 ألف دينار لتأهيل بيت الكايد والبيت العثماني داخل الموقع الأثري ومحيط موقع البركتين.
ومن اللافت، أن بلدية جرش باعتبارها صاحبة الإمكانات الفنية واللوجستية وخبرة إدارة الفعاليات بما فيها 15 دورة من مهرجان جرش للثقافة والفنون، غير أن إعلان الوزارة ينطبق على شركات محدودة متخصصة في غايات تأسيسها في إدارة الفعاليات والاحتفالات والمناسبات، ولا تنطبق البتة على أي شركة أو هيئة في محافظة جرش.
إلى ذلك، تراجعت الحركة السياحية داخل الموقع الأثري هذه الفترة بنسبة لا تقل عن 50 % مقارنة مع الأسابيع الماضية بسبب انخفاض درجات الحرارة وبدء مباريات كأس العالم وإنتهاء موسم سياحي كان الأنشط منذ سنوات، في وقت من المتوقع أن يتجدد نشاطها مع نهاية العام وبدء موسم أعياد الميلاد في الدول الأوروبية المختلفة، وفق ما تشير اليه حجوزات المكاتب السياحية.
وتجاوزت أعداد الزوار لعدة أسابيع متواصلة الفترة الماضية بواقع 2000 زائر يوميا ووصل عدد الزوار من بداية العام لغاية نهاية الشهر الماضي 300 ألف زائر بينما انخفض عدد الزوار اليومي إلى أكثر من النصف بسبب عدة عوامل تتحكم بالحركة السياحية في جرش من اهمها كما تم الاشارة اليه انتهاء الموسم وبدء مباريات كأس العالم.
وساهمت الحركة السياحية النشطة في توفير فرص عمل لمتعطلين عن العمل في مختلف المواقع السياحية التي نشط العمل فيها ومنها مطاعم سياحية ومحال تجارية ومرافق خدمية سياحية، وفق مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة.
وقال الخطاطبة إن عدد الزوار هذا العام مرتفع مقارنة بالسنوات الماضية، ومرحلة التعافي كانت مجدية ماديا وتقدر نسبة الزيادة في عدد الزوار للعام كله بـ 50 % مقارنة مع السنوات الماضية، متوقعا عودة النشاط السياحي نهاية العام مع بدء موسم الأعياء في مختلف الدول الأوروبية.
وبين أن مديرية السياحة تبذل جهود مضنية لضمان توفير كافة الخدمات السياحية على مدار الساعة داخل الموقع الأثري من حيث تجهيز التذاكر والمرافق العامة وتفقد وصيانة الممرات خاصة في فصل الشتاء للتأكد من سلامتها حرصا على سلامة الزوار، وتنظيف المواقع وتوفير كافة المعلومات الأثرية في مركز الزوار كذلك لضمان حصول الزائر على كافة المعلومات التي يحتاجها خلال زيارته لمدينة جرش الأثرية.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.