فعاليات عجلون تثمن ترشيح قلعة ومسجد عجلون الكبير على قائمة التراث العالمي الإسلامي.

ثمنت فعاليات نيابية ورسمية وشعبية في محافظة عجلون، تسجيل قلعة عجلون على القائمة النهائية للتراث في العالم الإسلامي بعد ترشيحها من قبل دائرة الآثار العامة وفوز مسجد عجلون الكبير بادراجه على لائحة التراث في العالم الإسلامي   ايضا نظرا لما لهما من أهمية تاريخية ودينية كبيرة .

وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات  أن ترشيح القلعة ومسجد عجلون الكبير منحهما  بُعداً عالمياً نظراً للقيمة والاهمية  التي  يتمتع بها الموقعان  مشيراً إلى أن وجود أربعة مواقع معتمدة عالمياً في المحافظة (قلعة عجلون، مزار سيدة الجبل في عنجرة، ومار الياس للحج المسيحي ومسجد عجلون )  ما أعطى المحافظة بعداً تاريخياً ودينياً وجعلها موقعاً ومكاناً لاستقطاب السياح من مختلف دول العالم.

وقال رئيس لجنة السياحة والآثار النيابية  في مجلس النواب النائب وصفي حداد، إن التميز والإرث التاريخي والإسلامي للقلعة وكذلك مسجد عجلون جعلهما يحظيان بدخول قائمة التراث للعالم الإسلامي، مشيراً للميزات التي سيوفرها ويمنحها هذا التصنيف تاريخا للقلعةوالمسجد .

وقال مدير الثقافة سامر الفريحات أن التصنيف العالمي للقلعة التاريخية الإسلامية ومسجد عجلون الكبير  يأتي تعبيراً عن عراقة المكان التاريخية، معرباً عن تقديره لجهود دائرة الآثار العامة التي أثمرت عن هذا الإنجاز.

واعتبرت الناشطة الاجتماعية عهود ابو علي أن تسجيل القلعة ومسجد عجلون الكبير على قائمة التراث في العالم الإسلامي له ما يبرره من حيث القيمة التاريخية والإسلامية والدور الذي لعبته القلعا عبر التاريخ العربي الإسلامي وكذلك المسجد

حيث يعتبر أن من  التراث  الحضاري الأردني، الذي هو جزء أصيل من التراث الإنساني العالمي، وواجبنا جميعا الحفاظ عليه واستدامته وتسليمه للأجيال القادمة.

فقد سبق واعتمدت لجنة التراث في العالم الإسلامي المنبثقة عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) تسجيل قلعة عجلون على القائمة النهائية للتراث في العالم الإسلامي وأعلنت دائرة الآثار العامة رسميا عام 2019 أن الإيسيسكو سجلت قلعة عجلون خلال اجتماعها الثامن الذي التأم في مقر المنظمة بالرباط ، وحسب دائرة الآثار في تصريحات سابقة سيتم منح قلعة عجلون الشعار الرسمي للتراث في العالم الإسلامي الذي من خلاله ستحصل القلعة على أهمية كبيرة من خلال التعريف بها والترويج السياحي والإعلامي لها، وربطها بالمعالم السياحية العالمية، وكذلك الاستفادة من أي دعم يخص المشاريع التراثية، ومنحها الأولوية في عمليات الترميم والصون والحماية.

وتمثل قلعة عجلون قيمة تاريخية إسلامية وعسكرية فريدة، حيث بنيت في العام 1184 على يد القائد عز الدين أسامة، أحد قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي على قمة جبل بني عوف كنقطة مراقبة لتحركات جيوش الفرنجة وحماية لطرق التجارة بين الأردن وبلاد الشام ولتكون نقطة ارتكاز لحماية المنطقة والحفاظ على خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز.

كما فاز مسجد عجلون الكبير بإدراجه على لائحة مواقع تراث العالم الإسلامي لدى منظمة الايسيسكو ، حيث سبق وأعلنت دائرة الآثار العامة الأردنية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) عن فوز المملكة الأردنية الهاشمية بإدراج اربعة عشر موقعا اثرياً أردنياً جديداً على لائحة مواقع تراث العالم الإسلامي لدى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم و الثقافة ( الايسيسكو) و منها مسجد عجلون الكبير و بهذا الفوز الجديد اصبحت محافظة عجلون تضم موقعين مدرجين على لائحة مواقع تراث العالم الإسلامي و هما قلعة عجلون التاريخية  و مسجد عجلون الكبير.

ويعود تاريخ بناء  مسجد عجلون الكبير الى عام 1247 ميلادية الموافق 645 هجرية و أمر ببنائه السلطان الأيوبي نجم الدين ايوب ، كما تم اضافة المأذنة له في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس سنة 1263 ميلادية الموافق 661 هجرية، كما أجريت له ترميمات موسعة و إعادة بناء في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 1328 ميلادية الموافق سنة 728 هجرية. و قد كان  للمسجد دور ديني و علمي بارز في العصر المملوكي، و أُلحق به مدرسة علمية عُرفت بالمدرسة اليقينية و درّست العلوم الشرعية و الطب والمسجد  الذي يقع وسط المدينة أحد أقدم مساجد المملكة وأبرز معالمها الدينية والتاريخية، ومازال يحتفظ بتاريخه العريق وتصميمه التراثي ليبقى شاهداً على تطور الحضارة الإسلامية في المنطقة ورمزاً للهوية الدينية والثقافية التي تعتز بها المدينة.

وحظي المسجد باهتمام ملكي من خلال ترميمه من الداخل والخارج وتطويره وتوسعته ليشمل أعمال إعادة تأهيل كاملة، وإنشاء مبنى خدمات بمرافق صحية ومتوضأ للرجال ومصلى للنساء وتبليط وتحسين ساحات المسجد وربطها مع المنطقة العلوية المحيطة به وتعديل مدخل الأدراج، إضافة إلى مظلات خشبية في ساحة المسجد الرئيسة بهدف توفير الخدمات للمصلين والزوار والحفاظ على مكانته الدينية والتاريخية.

وقال مدير ألاوقاف الدكتور صفوان القضاة، أن المسجد يحظى بمكانة مرموقة على الخارطة السياحية الدينية محلياً وعالمياً ما يجعله وجهة للمصلين والزوار الباحثين عن الروحانية والجمال المعماري، مشيراً إلى الجهود المبذولة من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لتوفير خدمات متكاملة فيه مشيرا الى أن المسجد يحتوي على قاعات لتدريب وتأهيل الوعّاظ والخطباء والأئمة والمؤذنين وتعزيز المخزون المعرفي بالأحكام الشرعية الضرورية لديهم، وقد تم إجراء أعمال التطوير والترميم اللازمة للمسجد وتحسين مرافقه وتبليط ساحاته وربطها بالمنطقة المحيطة، إضافة إلى تركيب مظلات خشبية.

وقال مدير الآثار أكرم العتوم، إن المسجد بني قبل  ( 800) عام  يتبوأ موقعاً متميزا، حيث يقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى قلعة عجلون وحولـه مَقَام البعَّاج وسيدي بدر وغيره، وما زال يؤدي وظيفته التي أنشئ من أجلها وهو خير أنموذج باق لجوامع ومساجد الأردن خلال القرن  لاحتفاظه بتراثٍ مادي يعكس التقاليد المعمارية الأيوبية سواء من حيث تخطيطه أو ضخامة جدرانه وارتفاعها، وارتكاز سقفه على دعامات متينة.

وقال عضو مجلس المحافظة ومنسق مهرجان ربيع  عجلون الثامن ضمن مبادرة باياد عجلونية بمناسبة يوم التراث العالمي الذي يصادف  في الثامن عشر  من شهر نيسان من كل عام ، دأبت دارة عجلون للتراث والثقافة بالتعاون مع الشركاء على الإحتفال بهذه المناسبة العالمية من خلال إقامة عدد من الفعاليات من أبرزها إقامة مهرجان ربيع عجلون ومعرض المنتجات الريفية والتراثية والحرف اليدوية العجلونية ، حيث سيشتمل هذا المهرجان الذي يقام في موقع محطة التلفريك على عرض لأبرز المنتجات الريفية والتراثية العجلونية ، حيث تهدف الجهات القائمة على المهرجان من وراء إقامته هو إحياء التراث العجلوني وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحفاظ على تراث المنطقة التي  ما تزال تحتفظ بالكثير من تراثها كالمأكولات  الشعبية التراثية والكثير من المقتنيات التي كانت تستخدم في الحياة اليومية لأهالي المنطقة إضافة الى وجود عدد كبير من البيوت التراثية التي ما تزال شاهد عيان على تراث المنطقة والحياة الجميلة التي كان يعيشها الآباء والأجداد كما ستشتمل فعاليات المهرجان الذي سيقام بمناسبة يوم التراث العالمي على عروض فلكلورية شعبية تراثية تحييها فرق شعبية من الفرق الفلكلورية الموجودة في المنطقة.

الدستور/ علي القضاه

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة