فنانون أردنيون وسويسريون يجسدون جمالية الشعاب المرجانية بالعقبة
جسدت رسومات فنانين من الأردن وسويسرا جمالية الشعاب المرجانية في خليج العقبة، بل وأهمية الحفاظ عليها من كافة المهددات التي تتعرض لها مثل الصيد الجائر، والنفايات البلاستيكية وغيرها.
وتمكن 11 فنانا وفنانة من دمج الفن والعلم والبيئة في أعمالهم الفنية التي سيقدمونها في معرض “أصوات المرجان” في موسمه الأول، والذي سيقام في قلعة العقبة خلال نهاية الشهر الحالي، من قبل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبدعم من السفارة السويسرية في الأردن، وبالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وتحت رعاية الأميرة رجوة بنت علي.
وتمكنت الفنانة الأردنية سندس أبو العدس، عبر أعمالها الفنية، من إبراز أهمية الشعاب المرجانية، وتكويناتها وعلاقاتها مع الكائنات البحرية، من خلال تشبيه هذه الحيود بالإنسان الذي تربطه علاقة وثيقة بكل مكونات الأرض.
ولأن للصورة تأثيرا كبيرا على الإنسان، وفق قولها لـ”الغد”، فقد لجأت إلى هذه الرسومات لتطلق عبرها نداءً إلى سائر الأفراد في الأردن، بأن الشعاب المرجانية تتطلب حماية لكونها تتعرض لأخطار متعددة تهدد وجودها.
ولفتت إلى “أن رسوماتها توضح كيف أن المرجان هو جزء لا يتجزأ من الإنسان الذي يعيش على وجه هذه الأرض، وأن كليهما يؤثر على الآخر”.
ويهدف مشروع أصوات المرجان إلى إنشاء وتنظيم حوارات حول الشعاب المرجانية من أجل الحفاظ عليها، من خلال دمج الفن والعلم والبيئة في جميع أنحاء الأردن، والتقاليد والحداثة.
كما يركز على تواصل المجتمعات وتمكين مجموعات متنوعة من المواهب، سواء أكانت معروفة أو ناشئة، أو واعدة لم تكتشف بعد، من الفنانين أو البيئيين، أو من العلماء ورواد الأعمال الاجتماعيين.
وباستخدام الألوان المتعددة للشعاب المرجانية في خليج العقبة، والتي لا يراها الإنسان بالعين المجردة، وبرسم الخطاف لصنارة الصيد، دقت الفنانة ياسمين الكردي “ناقوس الخطر” حول الصيد الجائر الذي يهدد وجود الحيود المرجانية، والذي يتطلب اتخاذ إجراءات تحد من ذلك.
ولأن النفايات البلاستيكية تشكل واحداً من بين المهددات كذلك، فقد لجأت الكردي إلى رسم فستان من البلاستيك توضح من خلاله كيف أن هذه المادة تتطلب فترة زمنية طويلة للتحلل في المحيطات والبحار.
وأكدت الكردي لـ”الغد” “أن الفن بات يلعب دورا كبيرا في زيادة وعي الأفراد بأهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية بعيدا عن المقالات والكتابات المنمقة”.
وتُظهر الشعاب المرجانية في خليج العقبة مقاومة للاحتباس الحراري، الذي يعد سببا رئيسيا لتدميرها في جميع أنحاء العالم، لذلك أطلقت السفارة السويسرية على الحيود في الأردن مصطلح “شعاب الأمل”.
وهذا المصطلح يجسد، وفق السفارة، “الأمل الأخير بأن ينجو هذا النظام البيئي الكبير والهش، الذي يتسم بالتنوع، وبأن يكون متاحاً للأجيال المقبلة في المنطقة، موفراً مجموعة واسعة من الخدمات الحيوية لملايين الناس إن تمت حمايته من مصادر التهديد”.
ولذلك يهدف مشروع “أصوات المرجان”، الذي سينفذ على عدة سنوات، إلى زيادة الوعي العام من خلال الفن بجمال هذا الشعاب، وأهمية الحفاظ عليها لمصلحة الأردن والعالم.
وأكدت السفيرة السويسرية لدى الأردن إيميليا جورجييفا، خلال حفل الإعلان عن المشروع أمس، “أن هذا المشروع المشترك مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، يسعى إلى دعم حماية الشعاب المرجانية في الأردن، وزيادة الوعي بالعلوم والبيئة والاستدامة، وكيفية الحفاظ عليها”.
ولفتت إلى “أن الموسم الأول من العرض سيُفتتح في العقبة، ثم سينتقل إلى عمان في الربيع المقبل، ومن ثم إلى جميع أنحاء الأردن”.
وبهدف الحفاظ على الشعاب المرجانية، لجأ الفنان الأردني أحمد الشاويش إلى إظهار الجانب الجمالي لها في أعماله الفنية، باستخدام تقنية الماء الجاف، بهدف إبراز كافة التفاصيل لألوان الحيود في خليج العقبة.
ولفت إلى “أن أعماله استندت كذلك إلى استخدام الرموز للشعاب المرجانية التي تحمل قيما عالية من المفردات الجمالية للحفاظ عليها، باعتبارها إرثا للأردن وللأجيال القادمة”.
وشدد على “أن دور الفنان هو تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على المرجان والبيئة وبشكل غير مباشر لإتاحة الفرصة أمام المشاهد لإطلاق العنان لمخيلته حول الشعاب وجماليتها وأهميتها.”
التعليقات مغلقة.