-فوز تونس وتعادل عمان والعراق في استعراض مثير لقدرات قطر التنظيمية
الدوحة – بألعاب مضيئة واحتفالات موسيقية، افتتحت قطر الدورة العاشرة من كأس العرب على ملعب البيت المشيد بطراز “بيت الشعر” العربي، في صورة روت فيها المآثر العربية، وعكست فيها ما ستكون عليه صورة المونديال المقبل الذي تستضيفه الدولة الخليجية الغنية بالغاز نهاية 2022.
وأقيم حفل افتتاح يوم أمس في الملعب الذي احتضن مباراة المنتخب القطري المضيف أمام المنتخب البحريني، ضمن بطولة عربية استثنائية، تقام للمرة الأولى، تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وانتزع المنتخب العراق بعشرة لاعبين تعادلا ثمينا في الوقت القاتل من نظيره العماني 1-1 على ستاد الجنوب في الوكرة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى.
وكان المنتخب العماني في طريقه الى تحقيق باكورة انتصاراته في أول مشاركة له في المسابقة بعدما تقدم بهدف لصلاح اليحيائي من ركلة جزاء في الدقيقة 78.
لكن العراق الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 68 لطرد لاعب وسطه ياسر قاسم، أدرك التعادل في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع عبر حسن عبد الكريم ومن ركلة جزاء أعيد تنفيذها بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد “في أيه آر” بعدما تخطى الحارس العماني أحمد الرواحي خط المرمى للتصدي لركلة أيمن حسين.
وكان العراق الأفضل انتشاراً والاخطر خصوصا في الشوط الأول في أوّل مباراة له بقيادة مدربه الجديد المونتينيغري جيليكو بتروفيتش خليفة الهولندي ديك أدفوكات المستقيل من مهامه الفنية بسبب تردي النتائج، لكنه فشل في ترجمة الفرص العديدة التي سنحت أمامه إلى أهداف.
ودفع “أسود الرافدين” الثمن غاليا في الشوط الثاني بعدما تحسن أداء العمانيين الذين استغلوا جيدا النقص العددي في صفوف العراق، وكذلك خطأ المدافع حسن رائد بحق أمجد الحارثي داخل المنطقة ليحصلوا على ركلة جزاء انبرى لها اليحيائي بنجاح، لكن الحارثي ارتكب بدوره خطأ على أيمن حسين داخل المنطقة ليتسبب في ركلة الجزاء الذي أدرك منها العراق التعادل.
واستهل العراق اللقاء ضاغطاً فتحصل على أوّل فرصة خطيرة في الدقيقة الثامنة من ركلة حرة مباشرة نفذها لاعب نادي الشرطة محمد قاسم قوية بقدمه اليسرى مرت بمحاذاة القائم الأيسر للحارس العُماني أحمد الرواحي.
وردّ المنتخب العُماني عبر مقصية جميلة من منذر العلوي عند حافة منطقة الجزاء التقطها بسهولة الحارس العراقي فهد طالب (17)، أتبعها بعد دقيقة جمعة الحبسي بتسديدة قوية مفاجئة من خارج منطقة الجزاء جانبت القائم الأيمن.
وارتفعت وتيرة المباراة، وفي أبرز فرصة للمنتخب العراقي سدد محمد قاسم، أخطر لاعبي الشوط الاوّل، كرة قوية بيسراه من مسافة بعيدة ارتقى لها حارس نادي السيب الرواحي من دون أن يتمكن من اعتراضها لتتصدى لها العارضة (21).
وتابع منتخب “أسود الرافدين” ضغطه معتمداً على سلاح التسديدات البعيدة، فكان للاعب أحمد فرحان حصته بتسديدة قوية من الرواق الايسر من 28 متراً صدها الحارس الرواحي بكف يده لتصطدم بالعارضة وتخرج ركنية (32).
وأهدر العراق فرصة جديدة بعد تمريرة عرضية من الجهة اليسرى داخل المنطقة تابعها علاء عباس “على الطاير” بقدمه اليسرى مرت بجانب القائم (39).
وتحسن أداء المنتخب العماني في الشوط الثاني لكن دون خطورة.
وتلقى العراق ضربة موجعة منتصف الشوط الثاني بطرد لاعبه وسطه ياسر قاسم لتلقيه الانذار الثاني (68).
وحصل المنتخب العماني على ركلة جزاء اثر عرقلة الحارثي من قبل حسن رائد فانبرى لها اليحيائي على يسار الحارس (78).
وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة حصل العراق على ركلة جزاء بعدما قام الحارثي بشد قميص ايمن حسين فانبرى لها الأخير في الوهلة الأولى لكنه أهدرها (90+6) قبل أن يطلب الحكم إعادتها كون الحارس العماني الرواحي تحرك بقدميه عن خط المرمى فانبرى لها عبد الكريم هذه المرة وسددها على يمين الحارس (90+8).
من ناحية ثانية، ضرب المنتخب التونسي بقوة في مستهل مشاركته الأولى في كأس العرب منذ العام 1988، وذلك بفوزه الكبير على نظيره الموريتاني 5-1، بفضل ثنائية لكل من سيف الدين الجزيري ومحمد بالعربي، أمس على ستاد أحمد بن علي بالريان في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية.
وبعدما توج بلقب النسخة الأولى العام 1963 في بيروت، غاب المنتخب التونسي عن المشاركة في كأس العرب حتى العام 1988 حين خرج من الدور الأول، وعاد “نسور قرطاج” للغياب عن النسخ الأربع التالية الأعوام 1992 في مصر، 1998 و2002 في السعودية، 2012 في المغرب، قبل أن يعودوا للمشاركة مجدداً في البطولة الحالية.
وحقق التونسيون، المتأهلون إلى الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤدية إلى مونديال 2022، بداية عودة موفقة على حساب موريتانيا التي سبق لها مواجهة “نسور قرطاج” في تصفيات المونديال القطري، فخسرت 0-3 ذهاباً وتعادلت في الثانية سلباً الشهر الماضي.
وفي الجهة الموريتانية، لم تكن بداية المشاركة الثانية فقط في هذه البطولة موفقة، على أمل ألا يتكرر سيناريو 1985 في الطائف حين ودعت من الدور الأول، إلا أن مهمة فريق المدرب الفرنسي ديدييه غوميس دا روزا الذي استلم منصبه قبل قرابة ثلاثة أسابيع فقط، لن تكون سهلة في ظل وجود الإمارات وسورية في هذه المجموعة أيضاً.
وبدا واضحاً منذ صافرة البداية بأن رجال المدرب المنذر الكبيّر عازمون على حسم النقاط الثلاث، فحاصروا مرمى بوبكر ديوب الذي تجنب هدفاً مبكراً بعدما نابت العارضة عنه لصد رأسية ياسين مرياح (16).
وتعرضت موريتانيا لضربة بإصابة ديوب، فترك مكانه في الدقيقة 21 لناموري دياو الذي تحمل وزر الضغط التونسي ومحاولات الجزيري ورفاقه، فيما اعتمد زملاؤه على الهجمات المرتدة على مرمى فاروق بن مصطفى الذي كادت تهتز شباكه لكن القائم الأيسر ناب عنه لصد رأسية حمية الطنجي (37).
وتمكن الجزيري من افتتاح التسجيل بعد دقيقتين فقط إثر مجهود فردي مميز وتمريرة من حنبعل المجبري (39)، ثم سرعان ما أضافت تونس الثاني بتسديدة رائعة من مشارف المنطقة لبالعربي الذي يخوض البطولة بعد أيام معدودة على وفاة والده (42)، قبل أن يوجه الجزيري الضربة القاضية للموريتانيين بهدفٍ ثالثٍ بعدما وصلته الكرة برأسية من فخر الدين بن يوسف، فسددها في بادئ الأمر بالحارس لكنها عادت اليه فتابعها بكعب القدم في الشباك (2+45).
ونجحت موريتانيا في الوصول الى الشباك قبل نهاية الشوط الأول من ركلة جزاء احتسبت بعد الاحتكام الى “في أيه آر” نتيجة لمسة يد داخل المنطقة المحرمة على محمد أمين بن حميدة، فانبرى لها مولاي أحمد خليل “بسام” بنجاح (12+45)، إلا أن الفارق عاد الى ثلاثة أهداف في مستهل الشوط الثاني بهدفٍ شخصي ثانٍ لبالعربي بعدما وصلت إليه الكرة إثر خطأ في اعتراضها من الدفاع، فسددها أرضية على يسار الحارس (51).
وبعدما اطمأن الى النتيجة، فضل المنتخب التونسي التعامل مع ما تبقى من اللقاء بروية تجنباً للإرهاق والإصابات، لاسيما أنه يواجه سوريا الجمعة في الخور ومن ثم الإمارات بعدها بثلاثة أيام في الدوحة، إلا أن ذلك لم يمنعه من تهديد مرمى دياو في أكثر من مناسبة وتسجيله هدفه الخامس عبر البديل يوسف المساكني بعد عرضية من البديل الآخر ياسين الشيخاوي (1+90). -(أ ف ب)
التعليقات مغلقة.