في القرن الحادي والعشرين..”عيرا ويرقا” بلا شبكة صرف صحي
– يشكل عدم وجود شبكة صرف صحي في بلدتي عيرا ويرقا المتجاورتين، والتابعتين لبلدية السلط الكبرى، معاناة لأهاليهما الذين يضطرون لاستخدام حفر امتصاصية وجلب صهاريج نضح لسحب مياهها العادمة على نفقتهم الخاصة، فضلا عما تنشره هذه الحفر من روائح كريهة، وانتشار للقوارض والحشرات.
الشاب سلطان السعايدة، من اهالي المنطقة، أبدى استغرابه من عدم اهتمام الجهات المعنية بإيجاد حل، يتمثل بإنشاء شبكة للصرف الصحي، وقال “من غير المعقول أن تكون هناك مناطق يعيش فيها آلاف السكان، ولا توجد فيها خدمة أساسية كهذه ونحن في العام 2021”.
وطالب السعايدة الجهات المعنية، بإيلاء هذه المشكلة الاهتمام اللازم، والتوصل الى حلها لتجنيب السكان المعاناة المستمرة والأعباء المالية الإضافية، مشيرا إلى أن البلدية تلزم أي صاحب بناء بإنشاء حفرة امتصاصية لينال الموافقة على الترخيص، معتبرا أن “هذا ليس حلا، والأمر الطبيعي والمنطقي أن تنشأ شبكة للصرف الصحي في المنطقة”.
ويتفق الستيني أبو معتصم الصلاحين، مع طرح السعايدة، مضيفا، أن مطالبات أهالي البلدتين بإنشاء شبكة صرف صحي تعود الى سنين طويلة، لكن لم يستجب لهم.
وقال الصلاحين، إن “الأمر لا يطاق، فالأهالي يضطرون لجلب صهاريج نضح كل فترة، يكلف الواحد منها 90 دينارا، ما يشكل عبئا ماديا يضيق الخناق على ذوي الدخل المحدود”.
ووفق الشاب أيمن طويقات، فإن مشكلة الشبكة، أصبحت بالنسبة لغالبية أهالي البلدتين، أشبه بـ”حلم عصي على التحقق”، مشيرا إلى أنه حتى الآن، لا يوجد أي بوادر أو مؤشرات على حلها، وغياب نية حلها أساسا، مع انها معضلة مستمرة منذ عقود.
وطالب طويقات الجهات المختصة، بالتعامل مع معاناة الاهالي لانعدام وجود شبكة صرف صحي في منطقتهم، بجدية واهتمام، وعدم الاكتفاء بالتبريرات الواهية والوعود الوهمية من الجهات المعنية.
وقال أحد اهالي المنطقة، طالبا عدم نشر اسمه، إن هذه المشكلة، تتفاقم شتاء وعند هطل الأمطار، ما يؤدي أحيانا لفيضان المياه العادمة من الحفر الامتصاصية، وبالتالي تشكيل مكاره صحية، ينتج عنها روائح كريهة.
وأضاف أن كثيرا من المسؤولين والأهالي، يتابعون الأمر مع الجهات المعنية، وتحديدا مديرية مياه البلقاء وبلدية السلط، ويتلقون وعودا بشأن إنشاء شبكة صرف صحي، لكنهم يتذرعون بأن الأمر قيد الدراسة، ما يبقيه في سياق وعود مبهمة، ولا يحدث شيء على أرض الواقع.
وقال أيضا، إن الحفر الامتصاصية تشكل خطر حقيقيا على المياه الجوفية إذا تسربت مياهها العادمة لتلك الآبار، مشيرا بهذا الخصوص، إلى تفريغ سائقي صهاريج نضح حمولات صهاريجهم في مجاري السيول والأودية، ما يعد تعديا على البيئة، وسببا في انتشار البعوض والحشرات، مؤكدا أن بلدية السلط لا تنفذ عمليات رش مبيدات لمكافحة القوارض والحشرات.
من جهته، أكد مدير سلطة مياه البلقاء المهندس عماد السرحان، لـ”الغد”، أن الحديث عن إنشاء مثل هذه الشبكة في أي منطقة بالمملكة وليس فقط في عيرا ويرقا، يحتاج الى مبالغ طائلة للتنفيذ، وتوفير تمويل لها في جميع مراحلها.
وبشأن عيرا ويرقا تحديدا، أوضح السرحان، أن انشاء شبكة في البلدتين، وضعت بشأنه دراسة في السابق، وهي قديمة وموجودة لدى وزارة المياه والري، لكنها في الوقت الحالي تحتاج الى تحديث.
وقال “لو كان هناك حاليا شبكة صرف صحي في البلدتين، فلن نتمكن من تشغيلها بسبب عدم القدرة الاستيعابية لمحطة تنقية السلط والتي تحتاج للتوسعة”، مضيفا أنه جرى توفير التمويل اللازم فعليا لإجراء التوسعة، وطرح عطاء وتقديم عروض بشأنه، حولت الى لجان مختصة لدراستها فنيا وماليا.
ووفق السرحان، سيحال العطاء قريبا على المقاول الأنسب المطابق للمواصفات والشروط، فيما سيجري عند الانتهاء من التوسعة، إحياء مشاريع في قصبة السلط وما حولها حسب الأولويات.
وبشأن حماية المياه الجوفية من التلوث الذي قد ينتج بسبب الحفر الامتصاصية، أكد السرحان أن مصادر المياه في المحافظة معروفة، وغالبيتها مستوردة، مشيرا إلى وجود مصادر داخلية، لكنها بعيدة عن البلدتين اللتين تخلوان من وجود آبار مياه جوفية، في حين أشار إلى أنه لا بديل حاليا عن استخدام هذه الحفر.
يشار إلى أن مديرية قضاء عيرا ويرقا استحدثتا في العام 1996، وتضم مناطق عيرا ويرقا ووادي شعيب، فيما يقع القضاء البالغة مساحته 25 ألف دونم، على بعد نحو 10 كلم جنوب غرب مدينة السلط، ويطل على جبال الضفة الغربية والأغوار ويمتاز بمناخ شفاغوري.
محمد سمور/الغد
التعليقات مغلقة.