في يوم المعلم “كان الله في عون المعلم “// د .رياض خليف الشديفات
=
سوف أنحو في مقالتي هذه باتجاه ِ بعيدِ هذه المرة عن بيان مكانة المعلم ودوره في المجتمع فتلك من المسلمات لدى المجتمعات الراشدة التي عرفت طريق النهضة ، فسلكت سبيلها ، فنهضت بالتعليم والمعلم معاً .
فالتكريم للمعلم لا يكون بعبارات الثناء ، ولا يكون بذكر قصص النجاح ، ولا يكون بذكر مآثر المعلمين ، فالمعلم منارة وعلمٌ على رؤوس الأشهاد ، فلله در المعلم ما أنبله !! ولله در المعلم ما أصبره على مر التعلم والتعليم !! . وهنا أقول لمجتمعي :
– لا تلوموا المعلم …..فلا أدرى من المُلام ومن الملوم في مجتمع تبعثرت ثقافته وقيمه بين قيمة المادة وقيمة العلم …. مجتمع فضل قيمة الدرهم والدينار على قيمة الحرف والكلمة وما يتبعها من نور وضياء .
– لا تلوموا المعلم وهو يدفع ضريبة التربية المادية ” معك قرش تساوي قرش ” فتقدم معلم الطوبار والبلاط والشورما اجتماعيا على معلم الحرف والكلمة .
– لا تلوموا المعلم حين جعلتم ديوان الخدمة المدنية يدفع إلى الميدان التربوي بالراغب وغير الراغب بمهنة التعليم وبالحالات الإنسانية إلى غرفة الصفية ليقف أمام الطلبة دون مراعاة خصوصية التعليم التي لن يؤديها إلا من يؤمن برسالتها .
– لا تلوموا المعلم فلم يعد إعدادا معرفيا ونفسيا ومهاريا وتربويا ومسلكيا للتعامل مع الفروق الفردية وحالات الطلبة التي تمثل المجتمع الأردني بفقره وجوعه ومرضه وأمراضه الاجتماعية وتناقضه العشائري والمناطقي والانتخابي والجهوي والفئوي وغير ذلك ، فكيف يتعامل مع كل هذا !! .
– لا تلوموا المعلم فقد تحول حقل التربية والتعليم إلى حقل تجارب لسياسات من هنا وهناك واستراتجيات متناقضة تخضع لحسابات لا علاقة لها ببناء الجيل وفق مواد الدستور ومصالح الوطن .
– لا تلوموا المعلم فلم يعد القدوة والوجيه والمستشار ، فلا يُزوج إن تقدم للزواج كبقية خلق الله لضيق ذات يده ….ولا يُسمع لرأيه لقلة حيلته ………ولا يُنتبه لمكان جلوسه ……وهيئته لا تناسب ذوي المقامات …..اجلس حيث ينتهي بك المجلس!!
– لا تلوموا المعلم فقد جرد من كل أدواته التي تعينه على غرس القيم والثقافة السليمة والمهارة النافعة تحت عناوين ومسميات ما عرفها الأردنيون إلا في السنوات العجاف الأخيرة .
أعيدوا للمعلم كرامته واعتباره …..اشتقوا له أسما جديدا….. لعل فجرا جديدا يطل علينا بنور يحمل معه الضياء والأمل والرجاء ………..ثم لوموه إن قصر…….وكان الله في عون معلمينا بناءة الأجيال ……الصابرين على قسوة الحياة ……..القابضين على جمر حب الوطن ……………آملاً لهم أياما طيبة في وطن الخير . ودمتم بخير .
التعليقات مغلقة.