في 21 آذار.. بواسل الجيش العربي كانوا على موعد مع فجر الكرامة

كان رجالات الجيش العربي الأردني البواسل في الحادي والعشرين من آذار عام 1968 على موعد مع فجر كرامة عربية خالدة في مواجهة ملحمية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي حاولت بكل عتادها وأسلحتها المساس بالأرض الأردنية بذريعة واهية هي أمن اسرائيل المزعوم، مستندين في مخططهم الصهيوني التوسعي الاستعماري على اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُهزم.
امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان أكد في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن خطة الهجوم العدوانية الاسرائيلية يوم الكرامة والقائمة على تعدد محاور القتال وهي (جسر الأمير محمد، جسر الملك حسين، جسر الأمير عبدالله، والغور الصافي)، تكشف خبث نواياه العدوانية التوسعية بإلاعتداء على أراضي الاردن واحتلال مرتفعاته المحاذية لفلسطين والاستيلاء على منطقة الغور وحرمان الأردن من أهم موارده الاقتصادية.
من الناحية الاستراتيجية كان يوم الكرامة محاولة اسرائيلية فاشلة للانتقال نحو خطة مواجهة جديدة ضد النضال الفلسطيني والعربي، باستنادها على الهجوم خارج حدود فلسطين المحتلة، وبالتالي السعي لهدم معنويات الجيوش العربية والقضاء على قدرتها القتالية، الأمر الذي سيعزز النفوذ الاسرائيلي الدولي، مقابل إضعاف الموقف العربي في دفاعه عن القضية الفلسطينية.
وقال، لقد شكل انتصار الكرامة الأردني اهمية استراتيجية بالغة تتمثل بالهزيمة العسكرية الاسرائيلية، فقد اضطرت ولأول مرة في تاريخ حروبها العدوانية ضد العرب وقف إطلاق النار، وعلى الساحة العربية فقد نتج عن هذه المعركة البطولية رفع معنويات الشعوب والجيوش العربية وثقتها بالقدرة على الانتصار ومواصلة النضال المشروع، كما أكدت معركة الكرامة على مكانة القضية الفلسطينية الدولي باعتبارها جوهر الصراع والمواجهة الازلية حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه بما فيها تقرير مصيره واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف، ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تستذكر بمناسبة ذكرى معركة الكرامة بطولات الجيش العربي الأردني بقيادته الهاشمية، فهم الأوفياء الذين صدقوا عهدهم ووعدهم لمن سبقهم من شهداء وجرحى ثرى فلسطين والقدس، بارين بقسمهم بأن تكون عيونهم على القدس وعمّان وكل شبر من ترابهما المقدس.
إنها مناسبة طاهرة نترحم فيها على شهداء معركة الكرامة وحروب النضال والدفاع عن فلسطين والقدس، وعلى كل من لحقهم وسار على دربهم الشريف من شهداء جيشنا وقواتنا الامنية في واجب حماية وطننا وأمتنا، في بطولات وتضحيات نادرة تدرسها الأجيال وترويها ملحمة بطولية لمن يأتي خلفهم، ليرثوا حب الوطن والأمة ومقدساتها وأرضها.
وتؤكد اللجنة ان انتصار الكرامة امتداد للنضال من أجل فلسطين والقدس، ونهج نستلهم منه دروس التمسك بالأرض والمقدسات وحمايتها، ونمضي على نهجه خلف قيادتنا الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، فقوة الاردن والدفاع عن ارضه هي قوة لفلسطين والأمة، فالاردن وعبر تاريخه العريق كان وما زال درعاً يصد عن أمتنا المخاطر والتحديات.
في هذا اليوم نسدي التحية اجلالا لقيادتنا الهاشمية ولجيشنا العربي الأردني الباسل واجهزتنا الامنية الساهرة على أرض وسماء الوطن، هذا الجيش العربي الاردني الذي يُخلص لوطنه وأمته نراه اليوم ثابتاً على مسيرته وعقيدته يهب على الدوام لمساندة فلسطين وأهلها، وفي ذكرى الكرامة نترحم على شهدائها الأبرار وشهداء الأمة كلها على ثرى فلسطين والقدس.
وفي هذا اليوم نستذكر بكل شموخ واجلال الملك القائد الراحل طيب الله ثراه الملك الحسين بن طلال الذي قاد معركة الكرامة بكل جراءة وشجاعة وشموخ، مؤكدين العهد والوفاء بالبيعة على درب الولاء للعرش والوطن لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
— (بترا)//صالح الخوالدة-

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة