“قصبة مادبا”: ورش بين المساكن تؤذي الأهالي
التلوث البيئي والبصري والضوضائي والازدحامات المرورية، وما تخلفه من تأثيرات خطرة في البيئة والصحة العامة، دفعت بأهال في لواء قصبة مادبا الى الشكوى من استمرار انتشار وجود ورش صناعية تصنع هذا التلوث في مناطق سكنهم وأطراف شوارع أحيائهم.
وطالب الأهالي بنقل هذه الورش الى مناطق مخصصة كالمدينة الحرفية، لوضع حد للتلوث الذي يتسبب بإيذائهم صحيا، وتدمير بيئة المنطقة، والتأثير في جمالياتها.
ولفتوا الى أن محلات المهن والورش الصناعية التي تنتشر بين الأحياء السكنية، أصبحت مقلقة فعليا، وتتسبب بهاجس يومي لراحتهم.
وبينوا أن حجم الازعاجات التي تتسبب بها، لا يمكن السكوت عليه، لما يخلفه من مشاكل بين الأهالي وأصحاب الورش والعاملين فيها، والتي تصل أحياناً إلى خلق حساسيات اجتماعية وشجارات بين الأفراد.
ودعوا بلدية مادبا الكبرى إلى تفعيل قراراتها، بشأن دفع أصحاب هذه الورش الى التزامهم بالانتقال إلى المدينة الحرفية، مؤكدين أن هذه المدينة يمكنها أن تستوعب العشرات من الورش، وتضع حدا لتلويث المناطق السكينة، بما تخلفه من بقايا الزيوت والأخشاب والحديد وقطع الغيار التالفة والمواد الإنشائية من معامل الطوب والحجر.
وأشاروا الى أن تراكم هذه البقايا يتسبب بخلق مكاره صحية من النفايات بين التجمعات السكنية، وعلى جوانب الشوارع الرئيسية، بخاصة في مناطق البلدية.
وفي هذا النطاق، يرى المواطن عدي عواد، أنه لا يوجد أي مبرر لبقاء مثل هذه الورش بين المساكن، لما تتسبب به من إيذاء بيئي وصحي، الى جانب أن أجواء المناطق الحرفية، لا يمكن أن تتوافق مع أجواء الأحياء السكنية.
وأوضح أن بنية الحي السكني موجودة لخدمة الحي وأهاليه، لا لخدمة منشآت صناعية، تتسبب بتلوث بيئي وجمالي وضوضائي، وازدحامات مرورية، وتبدد المناخ الاجتماعي الهادئ في تلك الأحياء، واصفاً الحياة فيها بالمضجرة وغير المريحة، لغياب الهدوء والنظافة عنها.
وأكد المواطن علي سليمان “أن المضايقات التي نشهدها في أحيائنا بسبب الورش بخاصة ورش الحدادة، تعد من أكبر المشاكل التي تعترضنا، فصوت المطارق الحديدية لا يسمح للسكان، بأن ينعموا بالراحة والهدوء”.
وأضاف سليمان “أن تناثر هذه الورش بين الأحياء، لم يجعلنا قادرين على التعايش معها، أو اعتبارها اعتيادية، فيوميا نتعرض لانتهاك خصوصية الحي الذي نقطنه، الى جانب أن أغلب الورش تخرج مخلفات، تسبب مكاره صحية في الأحياء”.
وبين المواطن محمد الشوابكة من أهالي منطقة جرينة، أن الورش الحرفية تتسبب بتلوث بيئي يلحق أذى صحيا بقاطني المنازل القريبة منها، ما يستدعي تجميعها في منطقة بعيدة عن الأحياء السكنية.
وطالب الشوابكة، الجهات ذات العلاقة، بتخصيص مواقع خاصة لهذه الحرف والمهن التي تحتاج الى أن تكون بعيدة عن التجمعات السكانية، لما تتسبب به من إيذاء وأضرار على البيئة والصحة العامة، ووقف ترخيص أي محال جديدة تعمل في مثل هذه المهن.
وكشف المواطن نهار زهير، أن وجود الورش يسبب معاناة كبيرة للأهالي القريبة مساكنهم منها، بخاصة من يعانون أمراضا تنفسية، ما يستدعي من الجهات ذات العلاقة، اتخاذ إجراءات تحول دون استمرار هذه المكاره الصحية بين الأحياء.
واعتبر المواطن مسعود حسن “أن أكثر ما يعانيه سكان الريف، انتشار الورش والمعامل والفعاليات التجارية في نطاق الأماكن السكنية”، متسائلا عن السبب المقنع لدى البلدية للسماح بممارسة هذه الأعمال والورش التي غالبيتها غير مرخصة.
وتساءل المواطن طالب حسن، حول وجود مشاغل وورش ومعامل بين الأماكن السكنية بل وملاصقة لها، مضيفاً أنه “كثيراً ما قدم شكاوى لرفع هذا الضرر عنه، لكن لم يقم أحد بمعالجة المشكلة”.
ولفت المواطن فهد الشوابكة، الى أن انتشار الورش الصناعية بين المساكن مؤذ، إن على صعيد البيئة أو الصحة، الى جانب ما تخلفه من ضوضاء على مدارس قريبة منها جدا، إذ ينعكس ذلك سلباً على الطلبة، إضافة لإقلاقها راحة المرضى وكبار السن والأطفال والعائلات.
وأوضح أن “بعض هذه الورش، تستمر في أعمالها حتى ساعات متأخرة من الليل، ودون رادع لأصحابها، يمنعهم من تجاوز المخصص لعمل هذه الورش في النهار، ضاربين عرض الحائط براحة الأهالي”.
المدير التنفيذي لبلدية مادبا جلال المساندة، قال “إن البلدية تقدم جميع التسهيلات لأصحاب المهن للانتقال الى المدينة الحرفية”، مشيراً إلى تخصيص أرض لتوسيع تلك المنطقة التي أصبحت مؤهلة تماماً لاستيعاب الورش في أنحاء المحافظة كافة.
وأضاف المساندة “أن البلدية لن تسمح بإلحاق الأذى الصحي والبيئي بالأهالي، فنحن معنيون تماماً بالحفاظ على البيئة، وفي الوقت نفسه، ندرك أهمية إبعاد هذه الورش الى مناطق، لا تؤثر في الصحة والسلامة العامة”.
وأشار الى أنه سيجري تنفيذ القانون بحذافيره، والذي ينص على إزالة كل المنشآت التي تتسبب بالتلوث البيئي في الأمكنة والمواقع المأهولة بالسكان، وذلك بعد إعطاء مهلة لأصحاب هذه الورش بتصويب أوضاعها بنقلها
إلى المنطقة الحرفية.
أحمد الشوابكة/الغد
التعليقات مغلقة.