قصة نجاح عنوانها “طلال أبو غزالة” // تالا محمد عقاب الخصاونة

كان طلال طفلًا صغيرًا لا يتجاوز العاشرة من عمره حين ناداه والده: “طلال… طلال… طلال”.
كان يقف أعلى شجرة البرتقال، فأجاب: “أنا هنا”.
قال والده: “ماذا تفعل أعلى الشجرة؟”.
رد بمرح: “أريد أن أقطف تلك البرتقالة”، وأشار بيده إلى حبة صعبة المنال. قطفها ووضعها في جيب قميصه وسار مع والده بين بيارات برتقال يافا. وأثناء سيرهما، أعطاه والده ورقة مطوية بحرص وقال له: “يا بُني، إنها كنز ثمين لك، لا تضعها”. ولأنه طفل فضولي جدًا، طلب من والده أن يشرح له ما فحواها، فإذا بها سند ملكيته لقطعة أرض سجلها له وهو في عمر أربع سنوات.
ومضت الأيام حتى عام 1948.
كان نائمًا على سطح منزلهم كعادته، فاستيقظ على صوت عالٍ يقول: “اخرجوا من منازلكم، هناك عملية هدفها سلامتكم”. انطلت الحيلة عليهم، فإذا بها خدعة من اليهود للاستيلاء على المنازل الفلسطينية وتهجير أهلها من أرضهم.
لجأوا أولًا إلى قرية الغازية في لبنان، ودرس في المدرسة الأمريكية البروتستانتية التي كانت تقع في صيدا، حيث كان يذهب سيرًا على الأقدام في أحلك الظروف وفي مختلف الأحوال الجوية.
ثم التحق بمدرسة المقاصد الإسلامية الثانوية. دخلها بمنحة واستطاع إحراز أعلى الدرجات، وحفظ القرآن الكريم كاملًا ترتيلًا وتجويدًا عن ظهر قلب.
إلى جانب دراسته وحفظه للقرآن، كان يعمل ليساعد أهله في توفير متطلبات العيش.
عمله الأول كان بيع المثلجات، أما الثاني فكان الذهاب إلى سوق الخضار للقيام بجرد البضائع.
أنهى طلال دراسته الثانوية وحصل على المرتبة الأولى على مستوى لبنان، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت حاصلًا على منحة كاملة استحقاقًا لتفوقه في الثانوية.
أثناء دراسته الجامعية، شارك طلال في مسابقة القصة القصيرة في مصر بعنوان “الصدى اللعين”، فاز بالمركز الأول، حيث جسد فيها قصة الحبيبة فلسطين وجرح أبنائها ومعاناتهم.
“يوم الحصاد” كما أسماه كان يوم تخرجه من الجامعة، وقدم العديد من الطلبات لعدة وظائف في شركات مختلفة، حتى قُبل أخيرًا في إحداها، وبدأ ببناء نفسه من الصفر حتى وصل إلى تأسيس مجموعة شركات طلال أبو غزالة العالمية.
كانت المدينة التي احتضنت نواة شركاته هي عمّان.
حصل على عدة أوسمة منها: وسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الأوسكار التعليمي في دبي.
كما حصل على جائزة رجل الإنجاز لعام 2012 من مؤسسة فلسطين الدولية، وجائزة الشخصية المعلوماتية العربية لعام 2010 من اتحاد جمعيات المعلومات العربية في البحرين.
كان عضوًا في مجلس الأعيان الأردني بين عامي 2010-2011، وعضوًا في منظمة التجارة العالمية عام 2012.
وله جملة مشهورة كثيرًا يقول فيها: “عندما أطل من شرفة منزلي في عمّان على وطني المحتل فلسطين، أقول: ‘عمّان كم أحبكِ، وفلسطين كم أشتاق لرؤيتك'”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة