قصف روسي مكثف لأوكرانيا.. وواشنطن تحذر من حادث نووي خطير
تزامنا مع تحذير أميركي من مخاطر وقوع حادث نووي في إطار الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا “قد يلحق الضرر بالمنطقة بأكملها”، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه سيجري اتصال مهم قريبا بشأن الأزمة.
وقال ماكرون لصحفيين في باريس إنه ينوي الاتصال مباشرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام المقبلة بشأن المسائل النووية المدنية أولا، ومحطة الطاقة في زاباروجيا، بعدما تواصل مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في وقت فصلت فيه 3 محطات نووية أوكرانية عن شبكة الكهرباء بعد ضربات روسية استهدفت منشآت طاقة وتسببت بانقطاع كبير في التيار الكهربائي.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في ختام قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في يريفان، إنه “حتى الساعة، لا يوجد أي اتفاق على إجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي. بكل صراحة، لم يكن هناك أي اقتراح ملموس بشأن هذا الموضوع”.
وأضاف ماكرون في تصريحاته “إن الإستراتيجية الروسية تكمن في إحباط الشعب على الأرض”، متابعا “للمسؤولين المنتَخبين لدينا أيضا دور يلعبونه”، مذكرا بأن فرنسا ستستضيف في 13 الشهر المقبل “مؤتمرا في باريس حول المقاومة الأوكرانية وصمودها”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا الثلاثاء الماضي رؤساء البلديات الفرنسيين إلى تأمين مساعدة لبلاده لمنع روسيا من استخدام البرد هذا الشتاء “كسلاح تدمير شامل”، في رسالة بُثّت خلال مؤتمر “رؤساء البلديات” في باريس.
وقال زيلينسكي، في فيديو خلال المؤتمر الذي شارك فيه وفد من المسؤولين الأوكرانيين، “يريد الكرملين تحويل برد الشتاء إلى سلاح تدمير شامل”.
وفي السياق غرد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على حسابه في تويتر قائلا “الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية هدفها إبقاء المدنيين بأوكرانيا في البرد والظلام، وهذه التكتيكات المروعة لن تكسر عزيمة أوكرانيا وشركائها”.
حزمة عقوبات
وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس بأن الاتحاد يعد حزمة عقوبات تاسعة ضد روسيا ردا على استمرار هجماتها على أوكرانيا.
وقالت دير لاين في مؤتمر صحفي “نعمل جاهدين على توجيه ضربة لموسكو من أجل الحد من قدرتها على تمويل حربها على أوكرانيا” مضيفة أنها على ثقة بقرب إعلان مجموعة السبع وباقي شركائها الأساسيين عن وضع سقف عالمي لأسعار النفط الروسي.
وأعلنت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية “إنيرجواتوم” أول من أمس أن إنفصال 3 محطات نووية أوكرانية عن شبكة الكهرباء أول من أمس بعد ضربات روسية استهدفت منشآت طاقة تسببت بانقطاع كبير في التيار الكهربائي.
وقالت الوكالة في بيان “الواقعة الأحدث تسلط الضوء على الوضع الأمني والأمن النووي اللذين يتزايدان هشاشة وخطورة”.
وفي هذا الشأن، حذر البيت الأبيض من إمكانية أن تكون “روسيا مستعدة لزيادة مخاطر وقوع حادث نووي من شأنه أن يلحق الضرر بالمنطقة بأكملها”.
كما أكد البيت الأبيض أن الضربات الروسية تهدف إلى “زيادة معاناة الأوكرانيين وليس لها أي هدف عسكري”.
بدورها، قالت المندوبة الأميركية بمجلس الأمن إن “موسكو تتبنى إستراتيجية جبانة وغير إنسانية بعد مواجهتها صعوبات بساحة المعركة”.
ضربات روسية متواصلة
وجاءت تعليقات واشنطن بعد إعلان كييف أول من أمس أن ضربات روسية في مختلف أنحاء أوكرانيا استهدفت شبكة الكهرباء وخلّفت قتلى كما تسببت بفصل 3 محطات للطاقة النووية عن الشبكة، ما أدّى إلى انقطاع “هائل” للتيار الكهربائي في مولدوفا المجاورة.
وفي وقت لاحق من عصر أمس قالت السلطات الأوكرانية إن شبكتي الكهرباء والماء تعودان تدريجيا للمدن وضمنها العاصمة كييف بعد يوم من الضربات الصاروخية الروسية التي عطلت جزءا كبيرا من شبكتي الكهرباء والماء.
وذكرت السلطات الإقليمية في كييف أن 25 % من منازل العاصمة فقط ما تزال محرومة من إمدادات الكهرباء، مضيفا أنه تم إرجاع خدمات شبكة الماء في عدد من المناطق.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إنه أعيد الربط بين المحطات النووية الثلاث التي ما تزال تسيطر عليها كييف وبين شبكة الكهرباء في عموم البلاد، وذلك بعدما أدت الضربات الجوية الروسية الواسعة النطاق أمس إلى انقطاع الربط فيما بينها.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أول من أمس أن روسيا أطلقت نحو 70 صاروخا عابرا على أوكرانيا أسقط 51 منها.
في الأثناء، اعتبر الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطاب ألقاه عبر الفيديو خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس أن الغارات الجوية الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية تمثّل “جريمة واضحة ضدّ الإنسانية”.
وقال زيلينسكي “عندما تكون درجة الحرارة تحت الصفر، وعشرات الملايين من الناس دون إمدادات للطاقة، ودون تدفئة، ودون ماء، فهذه جريمة واضحة ضد الإنسانية”.
وفي وقت سابق، كتب زيلينسكي في تغريدة “إن قتل مدنيين وتدمير منشآت مدنية تعد أفعالا إرهابية. تواصل أوكرانيا المطالبة برد حازم من المجتمع الدولي على هذه الجرائم”.
وخلال جلسة مجلس الأمن، وصف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا ريفيير استهداف القوات الروسية البنى التحتية المدنية الأوكرانية بأنه “انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي”، مجددا التأكيد على دعم فرنسا لأوكرانيا.
في المقابل، قال مندوب روسيا بمجلس الأمن إن “ضرباتنا دقيقة تستهدف البنية التحتية العسكرية للقوات الأوكرانية”، مضيفا أن “أوكرانيا تنفذ ضربات ضد بنيتها التحتية وتحاول اتهام روسيا بذلك”.
مساعدات أميركية جديدة
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أول من أمس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، بهدف دعمها في الدفاع عن أراضيها ضد روسيا.
وقال بلينكن، في بيان نشره موقع وزارة الخارجية الأميركية الإلكتروني، إن الحزمة الجديدة تشمل أسلحة، وذخائر، ومعدات دفاع جوي إضافية ستساعد كييف في مواجهة هجمات الكرملين التي لا هوادة فيها على البنية التحتية للطاقة الحيوية في أوكرانيا.
وبهذه الخطوة، يرتفع إجمالي المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى مستوى غير مسبوق يبلغ حوالي 19.7 مليار دولار من الأسلحة والمعدات الأخرى منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/ شباط الماضي، بحسب البيان نفسه.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.